الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

الوضع بفلسطين والتعاون العربي .. رسائل مهمة من أبو الغيط لوزراء الشباب

ابوالغيط
ابوالغيط

عقدت أعمال الدورة 47 لمجلس وزراء الشباب والرياضة العرب، اليوم الأربعاء، بمقر الأمانة العامة لجامعة الدول العربية، برئاسة وزير الشباب بالمملكة الأردنية الهاشمية محمد سلامة فارس النابلسي، لبحث قضايا الشباب في الدول العربية، وذلك بمشاركة الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط.


وشهدت أعمال الدورة 47 لمجلس وزراء الشباب والرياضة العرب الأمير عبد العزيز بن تركي الفيصل اّل سعود وزير الرياضة بالمملكة العربية السعودية رئيس الدورة العادية 46 لمجلس وزراء الشباب والرياضة العرب، رئاسة المجلس ل محمد سلامة النابلسي وزير الشباب بالمملكة الأردنية الهاشمية رئيس الدورة العادية 47 للمجلس، وذلك بحضور الدكتور أشرف صبحي وزير الشباب والرياضة رئيس المكتب التنفيذي لمجلس وزراء الشباب والرياضة العرب.


الحرب على غزة تتصدر كلمة أبو الغيط


وفي كلمته أمام الدورة 47  لمجلس وزراء الشباب والرياضة العرب وجه الأمين العام لجامعة الدول العربية عدد من الرسائل الهامة التي سلطت الضوء على الجرائم التي يشهدها قطاع غزة والأراضي الفلسطينية المحتلة، على يد قوات الاحتلال الإسرائيلي، وندد فيها بجرائم الاحتلال، قائلا: إننا جميعاً نتابع بحزن وغضب شديدين العدوان الإسرائيلي المتواصل على أهلنا في قطاع غزة خلال أربعة أشهر من المذابح الوحشية قتل الاحتلال من الأطفال والصحافيين والعاملين بالأمم المتحدة ما يفوق أعداد ما قُتلوا في أي نزاع آخر معاصر، لافتا إلى أن ذلك لا يكشف فقط عن وحشية الاحتلال وتجاوزه لأبسط مبادئ الإنسانية والأخلاق وإنما يكشف أيضاً عن أزمة ضمير كبرى يعانيها المجتمع الدولي، وبخاصة الدول التي تتبنى مبادئ حقوق الإنسان وترفع لواءها ثم نراها اليوم لا تكتفي بالصمت والعجز عن وقف هذا العدوان وإنما تبادر إلى دعم الجلاد – بلا خجل ومن دون أي اعتبار للضحايا.

اجتماع وزراء الشباب العرب 

وعن الويلات التي يعانيها الشباب الفلسطيني أوضح الأمين العام لجامعة الدول العربية، أن هؤلاء الضحايا يمثل الشباب والأطفال أغلبيتهم الكاسحة لأن فلسطين، وغزة بالتحديد، مجتمع شاب وأيضاً لأن الاحتلال لا يعترف بقوانين الحرب، ولا يلقي بالاً للقانون الدولي الإنساني ويجد في النهاية – وللأسف الشديد – من يمنحه الغطاء السياسي، والضوء الأخضر ليواصل العدوان هكذا وقف الفيتو الأمريكي، مرة بعد مرة، حائلا دون استصدار قرار من مجلس الأمن بوقف فوري – دائم وليس مؤقتاً – لإطلاق النار، مؤكدا أن أطفال غزة وشبابها فقدو كل شيء في هذه المحرقة فقدوا البيت الآمن والمدرسة والمستشفى فقدوا كل ما هو حقٌ لهم في هذه السن من تعليم ورياضة وتثقيف وكأن الاحتلال – بفعله هذا – يسعى للقضاء على المستقبل بتقويض دعائم المجتمع وتحطيم قواه النابضة والواعدة ممثلة في الشباب والأطفال.

التاريخ سيُخلد قوة وبسالة الشباب الفلسطيني

وأوضح أبو الغيط أنه رغم ما يتعرض له الشباب والاطفال الفلسطينيون آثر هؤلاء الشباب الصمود والتمسك بحقهم في الحياة ولقد شاهد العالم عبر وسائل الإعلام ومنصات التواصل الاجتماعي كيف قاموا، ومنهم أطباء وكوادر طبية ودفاع مدني ومتطوعين، بأدوار بطولية على مدار شهور تَجلت في عمليات الإنقاذ والإغاثة ومساعدة النازحين ولا ننسى ما قام به الشباب من المصورين والصحفيين والإعلاميين في تغطية الأحداث وتوثيقها ونشرها للعالم رغم كل المخاطر المحيطة بهم، متابعا: "أقولها بصدق أن التاريخ سيُخلد قوة وبسالة الشباب الفلسطيني وإيمانه بعدالة قضيته وإنني على ثقة من أن جيلاً جديداً سيخرج من رحم هذه الأزمة أشد إيماناً بالقضية وبالمستقبل ودورنا ومسئوليتنا – في كافة مؤسسات العمل العربي المشترك – أن نحتضن هذا الجيل ونعزز صموده ونساعده على اجتياز هذه المحنة إلى المستقبل الذي لا يمكن أن يقدر الاحتلال – مهما بلغ من الجبروت والبطش – على حرمان أبناء فلسطين منه".

وعن واقع المنطقة العربية في الفترة الأخيرة أكد الأمين العام لجامعة العربية، أن الصدمات التي عاشها العالم بسبب تداعيات جائحة كوفيد-19 ومن بعدها من أزمات فرضت المزيد من التحديات والأعباء الاقتصادية والاجتماعية على الشباب من الأجيال الجديدة في مختلف أنحاء العالم، ولا سيما في البلدان النامية، وخلقت شعوراً عاماً بعدم الاستقرار وانعدام الأمان والخوف من المستقبل، وأن مثل هذه الأزمات العالمية تتطلب من كافة الجهات المعنية بالشباب التعامل السريع والمرن مع احتياجاتهم المتزايدة والمتغيرة في التعليم والتدريب والتوظيف، وغير ذلك من المناحي مثل الثقافة والرياضة.

أحمد أبو الغيط الأمين العام للجامعة العربية 

وركز الأمين العام لجامعة الدول العربية في كلمته على جهود مجلس وزراء  الشباب والرياضة العرب وحرصه المستمر على تحديث وتطوير جدول أعماله بشكل مستمر ليتناسب مع احتياجات الشباب العربي ويواكب قضايا الساعة في مجالات العمل الشبابي والرياضي، مشيدا بما قام به المجلس من أنشطة شبابية متنوعة تهدف إلى تنمية مهارات وبناء قدرات الشباب العربي وتعزيز ثقافة التفاهم والحوار لديهم، وترتكز حول القضايا المُلحة مثل السلام والأمن، والتنمية المستدامة، والتمكين الاقتصادي والاجتماعي، واحتياجات سوق العمل، وريادة الأعمال، بالإضافة إلى عدد من القضايا والموضوعات التي تصدرت الأجندة الدولية مؤخراً، ومن بينها تغير المناخ، والأمن الغذائي، والذكاء الاصطناعي.

الاستراتيجية العربية للشباب الأولى من نوعها إقليميا

واشاد أبو الغيط بانتهاء مجلس وزراء الشباب والرياضة العرب من إعداد الاستراتيجية العربية للشباب والسلام والأمن، والتي اعتمدها المجلس في دورته الاستثنائية بتاريخ 19/9/2023، وهي الوثيقة الأولى من نوعها على المستويات الإقليمية، حيث تم وضعها لتكون خارطة طريق لتنفيذ أجندة الشباب والسلام والأمن وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة في المنطقة العربية، وأذكر في هذا الشأن، أن مجلسكم الموقر سيقوم برفع الاستراتيجية المشار إليها للقمة العربية القادمة في البحرين لاعتمادها.

وفيما يخص العمل العربي المشترك في مجال الرياضة، ثمن الأمين العام كافة الجهود التي يبذلها مجلسكم الموقر للنهوض بقطاع الرياضة والتربية البدنية وتطوير التنشئة الرياضية، والتهيئة لأسلوب الحياة الصحي في مجتمعاتنا العربية خاصة وأنه يركز اهتمامه على أوجه المجال الرياضي المختلفة مثل إعداد القيادات الرياضية، ورياضة المرأة، ورياضة ذوي الاحتياجات الخاصة، وإعداد الأبطال الرياضيين العرب، وكلها مجالات يستفيد منها الشباب العربي في أي مكان، وبغض النظر عما إذا كانوا أبطالاً رياضيين أو مجرد ممارسين للرياضة وقد تابعت باهتمام فعاليات دورة الألعاب الرياضية العربية الخامسة عشر التي أقيمت بنجاح بالجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية في عام 2023، وذلك بعد انقطاع دام لمدة 12 سنة،  ومعبرا على ضروة استمرار هذا التقليد المهم لأنه يغرس في الشباب العربي روح المنافسة الشريفة والانتماء الأصيل للأوطان تحت المظلة العربية الجامعة.