في مدينة دمنهور العريقة، والتي شهدت الفتح الإسلامي لمصر، وتحديدا في نادي التجديف والإنقاذ النهري والذي يطل على ترعة المحمودية المتدفقة مياهها من نهر النيل العظيم الخالد.
جلست وصديقي"رضا محسن عمرو" أحد شباب مصر المثقفين والمفكرين والغيورين على وطنهم الحبيب مصر .
جلسنا تحت مظلة كبيرة و في ناحية من النادي نحتسي مشروبنا المفضل "القهوه"، حيث الهدوء يحيط بالمكان من كل جانب وأشعة الشمس تحتوينا دفئا ومحبة في جو الشتاء القارص .
لم نلتق منذ فترة كبيرة فأخذنا الحديث في جوانب متعددة، ولكن كان جله فيما تعانيه منطقة الشرق الأوسط من أزمات متلاحقة، ولعل آخرها مشكلة قطاع غزة المنكوب، وكيف أن هذا التطور السريع،وتمادي الكيان الإسرائيلي المتغطرس بات أمراً يهدد المنطقة عن بكرة أبيها .
كان حديثنا عن أمن مصر القومي في إقليم متأزم بالصراعات ومتغير بالأمزجه والأقنعه واختلاف وجهات النظر من بعض دول الجوار . وكيف أن مصر باتت تسير وحدها وتتحرك جاهده مدافعة عن سيادتها وعن أمنها،وكيف أن مصر عبر آلاف السنين دفعت جراء وضوحها وجراءتها وانتماءها لقوميتها وعروبتها ضريبة غالية، فقدمت التضحيات كما قدمت الشهداء ولم تتغير او تتراجع قيد أنملة .
عاد بنا الحديث الى سنوات ليست بالطويلة بعد احداث 2011 وكيف حاول الخارج شق الصف المصري واسقاط الدولة المصرية بعدما سقطت دول كثيره في المنطقة، وكيف أن جمعية الشعب المصري العمومية تحركت وخرجت في 30 يونيو 2014 لتقول كلمتها بعد محاولات اختطاف الدولة المصرية لوصمها بالإرهاب مما سيجعل من ذلك ذريعة لتحرك الدول الكبرى لاقتحام الشأن المصري، بزعم محاربة الإرهاب والتشدد والتطرف.
الامر الذي كان سيؤدي حتما إلى تقويض مفاصل الدولة المصرية
بل ورأينا قبل ذلك كيف كانت الخطة لتقسيم البلاد الى دويلات متناحرة .
الا أن شعب مصر الباسل و جيشه المرابط على الثغر،فوتا هذه الفرصة على أعداء الداخل والخارج، في رسالة كبيرة قرأها الخارج قراءة جيدة، ففطنوا إلى قدرة هذا الشعب الجرار على صنع المستحيل وتفويت الفرص وتحدي الصعاب .
وإزاء هذا الإصرار الكبير كانت الخطة الثانية بتصدير الإرهاب إلى الدولة المصرية، وتحديدا في سيناء، استعدادا للإعلان عن سيناء ولاية مستقلة عن الدولة المصرية!
فكانت المواجهة حيث كانت سيناء مسرحاً لعمليات كبيرة استهدفت المدنيين والعسكريين على السواء، كما حاولت استهداف المنشآت الحيوية!
فأخذت مصر في ذلك شوطاً كبيراً في حربها على الإرهاب وضربه في نحره، في رسالة أخرى لكل متآمر هنا وخارج هنا .
ورغم ذلك لم تتوقف عجلة التنمية فسارت مصر على التوازي في إصلاح بنيتها التحتية والأساسية وتعبيد الطرق وانشاء المدن الجديدة والاهتمام بالقرى والمناطق الأشد فقرا واحتياجا.
فكانت مبادرة حياة كريمة ناهيك عن إصلاح منظومة الصحة والقضاء على قوائم الإنتظار ومواجهة الكثافة التعليمية ومحاولة وضع الحلول الموضوعية والمنطقية لها .
فكانت الخطة الثالثة من الخارج بخنق مصر اقتصاديا وبث الشائعات ضغطاً على الدولة المصرية ضغطا كبيرا وعلى جموع المواطنين الذين يعانون اقتصاديا ويسابقون الزمن في محاولة منهم لتوفير متطلبات حياتهم المعيشية لهم ولأسرهم المكلومة!
ولكن كانت روح المصريين المعنوية تقرر الصمود وقدرتها على التحمل رغم موجات الحملات الإعلامية الخارجية المحرضة والناشرة موجاتها السلبية!
واصلت حديثي مع صديقي كيف أن حرب غزة قامت بمباركة أمريكية وأوروبية من الكيان الإسرائيلي اللقيط، وكيف كانت الخطة بتهجير سكان القطاع إلى سيناء تلويحا بسداد واسقاط ديون مصر!
فأصبح اللعب على المكشوف بعدما خرج المحركين من خلف الستار،ليعلنوا عن نواياهم وخطة اسرائيل في تحقيق حلمها الواهم في قيام دولتها من النيل إلى الفرات!
وكيف أن مصر كانت تعد العدة منذ قرابة العشر سنوات في إعادة بناء الجيش المصري بناء كبيرا تسليحا وتكتيكا وفق استراتيجية جديدة على كافة المستويات والأسلحة وعلى سبيل المثال كيف استطاعت مصر أن تخرج ببحريتها القتالية والدفاعية من بحرية المياه الخضراء وحماية سواحلها الاقليمية وحسب_إلى بحرية المياه الزرقاء_دوليا في أعالي البحار تمركزا ودفاعا وقتالا إن لزم الأمر .
مصر قادرة بقواها الصلبة وبقواها الناعمة وبظهيرها الشعبي، وقيادتها السياسية وبما تحمله من حقائب دبلوماسية على صنع المستحيل وتحدي الصعاب وكم مرت على مصر من أزمات فخرجت منها منتصرة مرفوعة الرأس وقد خاب وخسر من عاداها .
[[system-code:ad:autoads]]