الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

حرب تجويع في غزة| مأساة القطاع تتطلب ضغطا عربيا وإقليميا لإنقاذ الأهالي

غزة اليوم
غزة اليوم

شهد اليوم 143 من الحرب على غزة مقتل وإصابة عشرات الفلسطينيين، بينهم أطفال ونساء، نتيجة الغارات والقصف الإسرائيلي المكثف والمتواصل على قطاع غزة، وتحديدا في مناطق جنوب القطاع.

تطورات غزة اليوم 

وفي هذا الصدد، أعلنت فصائل فلسطينية، استهداف تجمعات لقوات الاحتلال في جنوب شرق غزة بصواريخ قصيرة المدى.

كما أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي، اعتراض صاروخ «أرض – جو»، أطلق من جنوب لبنان تجاه هدف إسرائيلي، ودوت صافرات الإنذار في عدد من مستوطنات غلاف غزة، بعد إطلاق رشقة صاروخية جديدة.

وفي هذا الصدد، نشرت شبكة سي بي إس الأمريكية، اليوم الإثنين، مقابلة أجرتها مع رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الليلة الماضية، وتناولت الوضع السياسي في إسرائيل، وأيضا الخطط الموضوعة لعملية اجتياح مدينة رفح جنوب قطاع غزة.

وأشار نتنياهو إلى عملية إسرائيلية محتملة في رفح، وقال: "بعد أن نبدأ عملية في رفح، ستنتهي الحرب في غزة خلال أسابيع قليلة. لكن من المستحيل المغادرة دون التعامل مع آخر معقل لحماس".

وأضاف: "إذا توصلنا إلى صفقة أسرى فإن العملية في رفح ستتأخر قليلا، لكن إذا لم يكن هناك اتفاق فسنتحرك في رفح فورا، وسيقدم لي رئيس الأركان اليوم خطة العمل في رفح وخطة إجلاء السكان، لا يوجد خلاف بيني وبين الحكومة الأمريكية بشأن ضرورة إجلاء السكان، وسنوجههم إلى المنطقة الواقعة شمال رفح".

جهود عربية لوقف الحرب 

واستكمالا للجهود العربية في وقف الحرب على غزة، تلقى الرئيس عبد الفتاح السيسي اتصالاً هاتفياً، الجمعة، من الملك عبد الله الثاني بن الحسين عاهل الأردن.

وصرح المستشار د. أحمد فهمي المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية أن الاتصال تناول سبل تعزيز العلاقات الثنائية والتعاون المشترك بين البلدين في ضوء أواصر الأخوة التاريخية بين  الشعبين الشقيقين.

كما تضمن الاتصال أيضاً التباحث بشأن مستجدات الأوضاع في قطاع غزة، حيث تم استعراض الجهود المكثفة الرامية لوقف إطلاق النار، وناقش الزعيمان جهود إنفاذ المساعدات في ضوء التدهور الكبير في الأوضاع الإنسانية في القطاع، كما تم تأكيد الرفض الكامل لتصعيد العمليات العسكرية لتداعياته على أمن واستقرار المنطقة ككل، وشدد الزعيمان على أن الحل العادل والشامل للقضية الفلسطينية يمثل أساس أية جهود لاستعادة السلم في الإقليم، وذلك بإعلان الدولة الفلسطينية المستقلة على خطوط الرابع من يونيو ١٩٦٧ وعاصمتها القدس الشرقية.

ومن جانبه، دعا وزير الخارجية البريطاني ديفيد كاميرون، إلى تنفيذ وقف فوري لإطلاق النار وضمان إطلاق سراح المحتجزين وإدخال مزيد من المساعدات إلى قطاع غزة.

وأعلنت فصائل فلسطينية، قنص جندي من جيش الاحتلال شرق خان يونس جنوبي قطاع غزة.

ومن جانبها، قالت الدكتورة ياسمين موسى ممثلة مصر في محكمة العدل الدولية إن الأمم المتحدة مسئولة عن القضية الفلسطينية الي أن يوجد حل لها.

مصر أمام محكمة العدل الدولية 

أضافت ممثلة مصر في كلمتها أمام جلسات الاستماع بمحكمة العدل الدولية بخصوص الانتهاكات الإسرائيلية بحق الشعب الفلسطيني: إن إسرائيل تسمح بعنف المستوطنين ضد الشعب الفلسطيني، وأن حل القضية القلسطينية سيعمل على استقرار الشرق الأوسط.

وتابعت: "فلسطين تعرضت لأطول احتلال في تاريخ البشرية، وإسرائيل تقوم بأعمال استعمارية واستيطانية على حساب الشعب الفلسطيني".

وفي السياق نفسه، أعلنت الولايات المتحدة، الأحد، أن المحادثات متعددة الأطراف التي جرت في باريس قادت إلى "تفاهم" حول اتفاق محتمل يقضي بإطلاق حماس سراح رهائن ووقف جديد لإطلاق النار في قطاع غزة.

وزار وفد إسرائيلي يقوده رئيس الموساد ديفيد برنيع العاصمة الفرنسية، الجمعة، للبحث في اتفاق يشمل وقفا جديدا لإطلاق النار وإطلاق سراح رهائن محتجزين في غزة مقابل إفراج إسرائيل عن أسرى فلسطينيين في سجونها.

وقال مستشار الأمن القومي في البيت الأبيض، جيك سوليفان، لشبكة "سي إن إن": "اجتمع ممثلو إسرائيل والولايات المتحدة ومصر وقطر في باريس وتوصلوا إلى تفاهم بين الدول الأربع حول الملامح الأساسية لاتفاق رهائن لوقف مؤقت لإطلاق النار".

دعم الأشقاء في فلسطين

ومن جانبه، قال السفير علي الحفني، نائب وزير الخارجية الأسبق، إنّ الدولة المصرية تواصل جهودها المكثفة؛ لدعم الأشقاء في فلسطين، حيث أصبح لها خبرة كبيرة في مجال التوسط بين الدول لوقف نزيف الدم، ووقف الأعمال العسكرية الجارية في قطاع غزة من قصف وإبادة جماعية.

وأضاف نائب وزير الخارجية الأسبق- خلال تصريحات له، أن مصر لها دور كبير على المستوى العربي والإقليمي والإفريقي وخصوصًا في جمعية الأمم المتحدة مشهود بها دوليًا ومشهورة بمثل هذه الأدوار التي تشمل دعم مصر للدول العربية وخصوصًا فلسطين منذ بداية الحرب.

وأكد أنّ مصر ستستمر في الدفع عن القضية الفلسطينية؛ لوقف إطلاق النار، وتحاول التواصل إلى هدنة دائمة للشعب الفلسطيني والدفع في اتجاه البحث عن أفق تسمح بخلق وضع جديد لهذه المنطقة، مشيرًا إلى أنّ لا يمكن الاستمرار في هذه الظروف فترة كبيرة من حروب وقذف وإبادة جماعية.

والجدير بالذكر، أن سوف يتم استئناف مباحثات الهدنة الإنسانية في قطر على أن تستكمل هذه المباحثات الإنسانية في القاهرة، كما أن الدولة المصرية بذلت مجهوداً كبيراً في الأسابيع الأخير للوصول لهدنة إنسانية.

ويشهد قطاع غزة مأساة إنسانية غير مسبوقة في العالم بسبب الحرب الإسرائيلية والقصف المستمر وتدمير البنية التحتية للقطاع ككل وتهجير آلاف الأهالي من منازلهم وتعنت سلطات الاحتلال الإسرائيلي منعهم دخول المساعدات الإنسانية، مما هدد بمجاعة لم يشهد العالم لها مثيل في غزة.

 حدوث مجاعة في قطاع غزة 

وحذرت العديد من الجهات الفلسطينية والعالمية من حدوث مجاعة غير مسبوقة في قطاع غزة تهدد آلاف الفلسطينيين بسبب عدم دخول المساعدات الإنسانية الكافة إلى الأهالي والقصف الإسرائيلي المستمر والعمليات العسكرية البرية التي تقوم بها القوات الإسرائيلية وتدميرها للبنية التحتية وأي مصدر للحياة في غزة بحجة محارية حركة المقاومة الفلسطينية حماس.

حذر البنك الدولي في تقرير له، أن الدمار الذي أحدثه القصف الإسرائيلي في غزة أدي إلى انكماش مذهل بنسبة 24% في اقتصاد غزة في عام 2023، حيث شهد الربع الأخير انخفاضًا غير مسبوق بنسبة 80%.

وقال البنك الدولي في تقريره، إن انعدام الأمن الغذائي في غزة يؤثر على واحد على الأقل من كل 4 أفراد، كما أن خطر المجاعة يلوح في الأفق، وقد أدى انتشار الفقر على نطاق واسع، إلى جانب الأضرار الجسيمة التي لحقت بالمنازل والبنية التحتية، إلى ترك سكان غزة يعانون من آثار الصراع.

أما عن الجهات المحلية الفلسطينية، قالت وزارة الصحة بغزة، أن  الاحتلال الإسرائيلي يضع سكان قطاع غزة في مثلث الموت المتمثل بالاستهداف والمجاعة والأوبئة.

وأشارت صحة غزة في بيان لها، إلي أن  استمرار العدوان على غزة يعني مزيد من الإبادة الجماعية وهذا ما يريده الاحتلال وداعميه.

وأوضحت أن نصف مليون مواطن شمال غزة يقساون المجاعة التي تفتك بأرواحهم بصمت.

وبينت الوزارة أن 350 الف مريض مزمن و 60 الف سيدة حامل ونحو 700 الف طفل في قطاع غزة يتعرضون لمضاعفات خطيرة نتيجة سوء التغدية والجفاف وعدم توفر  الامكانيات الطبية.

وعلى جانب آخر، أكد المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، أن هناك مجاعة حقيقية في غزة بشكل مقصود ومتعمد، و800 ألف مواطن مهددون بالموت، بسبب سياسة التجويع والتعطيش.

وقال المكتب الحكومي في بيان له: "ندق ناقوس الخطر من جديد حول تركيز جيش الاحتلال الإسرائيلي على إيقاع مجاعة حقيقية في محافظتي غزة وشمال غزة بشكل مقصود ومتعمّد، وما يؤكد ذلك هو منعه إدخال المساعدات والإمدادات والمواد الغذائية والتموينية".