من يتابع أرباح شركات التكنولوجيا يجد أنها تحقق نموًا كبيرًا وأرباحًا هائلة حيث ارتفع المؤشر بأكثر من 8 % منذ بداية العام، وفي الوقت ذاته فإن أداء الاقتصاد الأمريكي جيد بشكل ملفت، حيث أُضيفت 353 ألف وظيفة جديدة في يناير الماضي، وهو ما يتجاوز توقعات الاقتصاديين.
كما أن الإجراءات المزمعة بخفض أسعار الفائدة تدل على أن الاقتصاد لا يزال قوياً بما يكفي لدعم تشديد السياسة النقدية لفترة أطول، وبمتابعة هذه المؤشرات يطرأ سؤال بديهي؛ لماذا تقوم شركات التكنولوجيا الكبرى بتسريح عشرات الآلاف من الموظفين ؟.
[[system-code:ad:autoads]]
وبحسب تقرير من شبكة "سي إن بي سي" الأمريكية فإن جيف شولمان، الأستاذ في كلية بين فوستر لإدارة الأعمال بجامعة واشنطن يؤكد أن القصة مختلفة بالنسبة للعاملين في مجال التكنولوجيا.
ويقول شولمان "إن عمليات تسريح الموظفين حتى بداية عام 2024 تشير إلى تحول جذري في صناعة التكنولوجيا. سنستمر في رؤية حدوث عمليات تسريح مع تغير مستقبل العمل، ومع تغير مستقبل التكنولوجيا،ومع تغير شهية المستثمرين للمخاطرة والنمو مقابل الربحية بشكل كبير."
ويضيف أن هناك عدة عوامل وراء هذا الاضطراب، حيث كان الذكاء الاصطناعي في الطليعة، وتحتاج الشركات إلى تحرير الأموال للاستثمار في الرقائق والخوادم التي تدعم نماذج الذكاء الاصطناعي التي تقف وراء هذه التقنيات الجديدة.
وتابع كما أن هناك أيضًا تأثير لسوق الأوراق المالية، حيث أن الشركات التي قامت بتسريح العمال لم تتم معاقبتها، سواء من قبل المستثمرين أو من خلال نتائجها النهائية، حيث تمت مكافأتهم بارتفاع أسعار الأسهم.
وكان عدد عمليات تسريح الموظفين والعمال في قطاع التكنولوجيا في 2024 قد تجاوزعدد عمليات تسريح العمال في عام 2023. وفقًا للشبكة.
وحتى الآن، تم الاستغناء عن أكثر من 40 ألف موظفًا في مجال التكنولوجيا منذ بداية 2024، وفقًا لموقع Layoffs.fyi، الذي يتتبع عمليات تسريح العمال في صناعة التكنولوجيا.
ويعني ذلك أنه في المتوسط هناك أكثر من 780 عملية تسريح للعمال كل يوم في 2024. وفي العام الماضي، تم تسريح ما يقرب من 263 ألف موظف في مجال التكنولوجيا، بمتوسط حوالي 720 عملية تسريح كل يوم.