في محاولة لتقريب وجهات النظر، قدمت الإدارة الأمريكية، مقترحا جديدا لصفقة هدنة داخل قطاع غزة، والذي يهدف بشكل أساسي لوقف إطلاق النار قبل شهر رمضان، وإعطاء مهلة زمنية تصل إلى 6 أسابيع، ستكون خلالها المفاوضات النهائية لوقف الحرب بشكل كامل داخل غزة، ورؤية ما يسمى بالوضع النهائي لغزة عقب الحرب.
وبحسب ما نشرته صحف أمريكية وعبرية، فإن هناك ترحيب لتلك الرؤية بين الأطراف التي حضرت اجتماع باريس الثاني، وهي مصر وقطر وإسرائيل وأمريكا وفرنسا، وأن القول الفصل لتلك الرؤية الجديدة سيكون بيد حماسن حيث من المنتظر أن تعلن تل أبيب موقفها من تلك الرؤية الجديدة خلال 24 ساعة، فيما ستقوم مصر وقطر بالتواصل والضغط على حماس لقبول بتلك الصيغة التوافقية التي اقترحتها واشنطن.
[[system-code:ad:autoads]]
مقترح أمريكي أكثر تفصيلا بهدف هدنة قبل رمضان
كشفت صحيفة إكسيوس الأمريكية أن المسؤولين الأمريكيين والقطريون والمصريون قدموا إطارًا جديدًا أكثر تفصيلاً لصفقة الرهائن إلى المفاوضين الإسرائيليين خلال اجتماع رئيسي في باريس أمس الجمعة، وفقًا لمصدرين على دراية مباشرة بالقضية، وقالت المصادر إن الإطار المحدث يقترح أن تقوم حماس بإطلاق سراح ما يقرب من 40 رهينة محتجزين في غزة مقابل وقف إطلاق النار لمدة ستة أسابيع وإطلاق سراح مئات السجناء الفلسطينيين الذين تحتجزهم إسرائيل.
وشمل الاقتراح السابق أيضًا وقف إطلاق النار لمدة ستة أسابيع، لكنه لم يكن مفصلاً مثل الاقتراح الذي تم تقديمه يوم الجمعة، ويقول مسؤولو إدارة بايدن إنهم يريدون محاولة التوصل إلى اتفاق قبل بداية شهر رمضان، أي بعد ما يزيد قليلاً عن أسبوعين من الآن، وقد ذكر المصدران إن هناك تقدما تم إحرازه خلال محادثات باريس قد يؤدي إلى مفاوضات أكثر جدية بشأن الاتفاق في الأيام القليلة المقبلة.
6 عواصم تساهم في المناقشات .. والحسم لدى حماس
وشارك في المحادثات مدير وكالة المخابرات المركزية بيل بيرنز ورئيس الوزراء القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني ومدير المخابرات المصرية عباس كامل، وقد عاد الوفد الإسرائيلي، الذي ضم مدير الموساد والشين بيت ومخابرات جيش الدفاع الإسرائيلي، إلى إسرائيل وسيقدم إحاطة لمجلس الوزراء الحربي في وقت لاحق السبت أو الأحد، وتقول الصحيفة الأمريكية، إنه إذا وافق مجلس الوزراء على الإطار الجديد الذي اقترحته الولايات المتحدة والوسطاء الآخرون، فسوف تعقد اجتماعات المتابعة في الأيام المقبلة، وأكد مصدر مطلع على المحادثات أن الانتقال إلى مفاوضات تفصيلية لا يزال يعتمد على قيام المفاوضين القطريين والمصريين بإقناع حماس بالموافقة على الإطار الجديد أيضًا.
هآرتس تؤكد أنباء التقدم
من جانبها قالت مصادر مطلعة على تفاصيل اللقاء الذي جرى مساء أمس الجمعة في باريس بين الوفد الإسرائيلي وممثلي الولايات المتحدة ومصر وقطر لصحيفة هآرتس العبرية، اليوم السبت، إن المحادثات كانت "جيدة للغاية" وأنه تم "إحراز تقدم كبير"، وأضافت أن نتيجة الاجتماع ستسمح للطرفين بتقديم إطار محدث لحركة حماس للصفقة المحتملة، والذي نأمل أن تمكن الحركة من تبنيه في المستقبل القريب.
وقال دبلوماسي أجنبي لصحيفة هآرتس إن "المحادثات تتقدم" وبما أن "جميع الأطراف تظهر مرونة، فمن الممكن التوصل إلى اتفاق قبل شهر رمضان المبارك، وأضاف أن أي تقدم آخر هو في ملعب حماس، وذلك في ظل الرد السابق للحركة والذي تضم الكثير من الشروط التي رفضتها تل أبيب بعد ذلك.
تلك هي رؤية حماس المعلنة حتى الآن
وبحسب الأنباء الواردة من باريس وواشنطن وتل أبيب، فإن الرهان على تفعيل تلك الرؤية الجديدة سيكون بدي حماس، وذلك في ظل التنسيق المسبق بين تل أبيب وواشنطن قبل تقديم الإدارة الأمريكية أي مقترح جديد، وبالعودة إلى موقف حماس من المقترح السابق – والقريب من المقترح الحالي، مع بعض تطورات في الرؤية الجديدة لأمريكا – نجد أن الوثيقة التي سملتها حماس لمصر وقطر، كرد رسمي على المقترح، وتوضح أن مطالب حماس والتي تهدف إلى وقف العمليات العسكرية تمهيدا إلى "هدوء مستدام"، مقابل الإفراج عن أكثر من 100 رهينة لإسرائيليين تحتجزهم الحركة في قطاع غزة.
وتفصل مسودة الرد الجدول الزمني للهدنة الذي يمتد على فترة 135 يوماً حيث تطالب حماس بالآتي وعلى 3 مراحل:
- انسحاب إسرائيل من المناطق السكنية وغلاف غزة
- إنهاء الحصار على القطاع وإدخال المساعدات الإنسانية والطبية إلى هناك
- إطلاق سراح الأسرى الفلسطينيين وإعادة الإعمار
- عودة السكان والنازحين إلى بيوتهم
- توفير متطلّبات الإيواء والإغاثة لكلّ سكان غزة في جميع مناطق القطاع
وفيما يخص المرحلة الأولى، والتي تمتد إلى 45 يومًا، تقوم خلالها حماس بإطلاق سراح جميع النساء والأطفال وكبار السن والمرضى، مقابل الإفراج عن 1500 أسير بينهم 500 أسير محدّد، إضافة إلى جميع النساء والأطفال وكبار السن الذي يقبعون في سجون إسرائيل، وتطلب الحركة بانسحاب القوات الإسرائيلية من المراكز السكنية في قطاع غزة، ووقف العمليات الجوية والسماح بدخول المساعدات الإنسانية وعودة النازحين إلى منازلهم، بما في ذلك في شمال غزة، إضافة لفتح جميع المعابر، كما تتضمن المرحلة الأولى إعادة تشغيل المستشفيات وإعادة إعمار المنشآت الطبية المدمرة، وأخيرا التفاوض على المرحلة الثانية.
أما في المرحلة الثانية والثالثة، تفرج حماس عن الرهائن المتبقين، وأغلبهم من الجنود الإسرائيليين، مقابل عدد غير محدد من الأسرى الفلسطينيين إضافة للانسحاب الكامل للقوات الإسرائيلية من جميع مناطق القطاع، وتريد الحركة استمرار كل المساعدات الإنسانية المطلوبة في المرحلة الأولى إضافة لوقف اقتحام المستوطنين الإسرائيليين للمسجد الأقصى في مدينة القدس، أما المرحلة الثالثة ومدتها 45 يوما فيتم فيها تبادل الرفات والجثث.
هنا نجد أن المقترح الأمريكي، قلل عدد المفرج عنهم في المرحلة الأولى، وهي هدنة الـ6 أسابيع، وأعطى ننفسا أطول للتشاور على باق تفاصيل الهدنة الشاملة، حيث ستتضمن تلك الأسابيع جولات مكوكية بين عواصم العالم ذات الاهتمام المشترك، للوصول إلى الخطة النهائية لوقف الحرب.
نتنياهو يستبق المفاوضات النهائية بسيناريو واهم
وفي محاولة لاستباق المفاوضات النهائية لوضع غزة، والمنتظر مناقشته عقب بدء الهدنة الجديدة المنتظرة، كشف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عن خطة لمستقبل غزة في مرحلة ما بعد حماس، والتي تتضمن "التجريد الكامل من السلاح" للقطاع، وإغلاق الحدود الجنوبية للقطاع مع مصر ، فضلاً عن إصلاح الإدارة المدنية وأنظمة التعليم في غزة، وذلك وفق ما حصلت عليه شبكة "سي إن إن" من مستندات للخطة التي قدمها نتنياهو إلى أعضاء مجلس الوزراء الأمني الإسرائيلي مساء الخميس الماضي، وقد قال مكتب رئيس الوزراء لشبكة سي إن إن إن التقرير تم توزيعه كأساس للمناقشة، استعدادا لمزيد من المحادثات، ويأتي بعد أن واجه نتنياهو أسابيع من الانتقادات لعدم وجود خطة ملموسة لغزة ما بعد الحرب.
وبحسب الشبكة الأمريكية، فقد تم تحديد عدد من المبادئ في الوثيقة، بدءًا من التغييرات على المستويين الأمني والمدني وحتى الخطط طويلة المدى حول من يحكم المنطقة، وفيما يتعلق بالملف الأمني، تتضمن الخطة المتصورة إغلاق إسرائيل للحدود الجنوبية لغزة مع مصر، مما يمنح إسرائيل سيطرة كاملة على الدخول والخروج من القطاع، حيث تقول خطة نتنياهو إن إسرائيل ستتعاون "بقدر الإمكان" مع مصر، بالتنسيق مع الولايات المتحدة.
وليس من الواضح ما إذا كانت إسرائيل قد حصلت على موافقة مصر على هذا العنصر من الخطة، أو أي جزء منها، لكن مسؤولاً إسرائيلياً قال لشبكةCNN إن الخطة "متوافقة" مع الولايات المتحدة، ولم يصدر رد فعل أمريكي رسمي فوري على الاقتراح، وتؤكد الخطة، كما قال نتنياهو من قبل، أن "إسرائيل ستتمتع بالسيطرة الأمنية على كامل المنطقة الواقعة غرب الأردن"، والتي تشمل كل الضفة الغربية وإسرائيل، بالإضافة إلى غزة، وستكون مسؤولة عن “تحقيق والإشراف” على تجريد القطاع من السلاح، باستثناء ما هو مطلوب للحفاظ على النظام العام.
وعلى المستوى المدني، يعرض نتنياهو بالتفصيل إصلاحاً شاملاً للإدارة المدنية وأنظمة التعليم في غزة، بما في ذلك قطع واضح للتمويل من قطر إلى غزة - وهو الأمر الذي وافقت عليه حكومة نتنياهو السابقة وسهلته، تشترط الخطة أن الكيانات المحلية التي تدير الخدمة المدنية "لن يتم ربطها بالدول أو الكيانات التي تدعم الإرهاب ولن تتلقى أموالاً منها، وتكرر الخطة أن إسرائيل ستعمل على إغلاق الأونروا، وكالة الأمم المتحدة الرئيسية التي تدعم اللاجئين الفلسطينيين، والعمل على استبدالها "بوكالات مساعدات دولية مسؤولة"، وأخيرا، تكرر الخطة إصرار إسرائيل على أن المجتمع الدولي لن يجبرها على الاعتراف بالدولة الفلسطينية ، وهو احتمال بدأت المملكة المتحدة والرئيس الأمريكي جو بايدن في طرحه.