يوم حافل شهده معبد رمسيس الثانى بمدينة أبو سمبل السياحية جنوب أسوان قبل وأثناء تعامد الشمس على وجه الملك رمسيس الثانى بمشاركة 4100 سائح أجنبى وزائر مصرى، حيث اخترقت أشعة الشمس بهو المعبد لمسافة 60 متراً حتى قدس الأقداس، وذلك فى تمام الساعة 6:17 دقيقة من صباح اليوم، الخميس، واستمرت لمدة 20 دقيقة.
[[system-code:ad:autoads]]
وقد أناب اللواء أشرف عطية، محافظ أسوان، اللواء ياسر عبد الشافى، السكرتير العام المساعد، لحضور فعاليات الظاهرة الفلكية الفريدة من نوعها، وذلك بمشاركة رئيس الهيئة العامة لقصور الثقافة عمرو بسيونى، وأيضاً الأثرى أحمد مسعود، كبير مفتشى آثار أبو سمبل، فضلاً عن تقديم 17 فرقة فنون شعبية محلية ودولية، وفرقة باليه أكاديمية الفنون لعروضها الفنية والثقافية والتراثية أمام المعبد قبل وأثناء وبعد حدوث التعامد.
تعامد الشمس
وأكد اللواء أشرف عطية أنه تم إعطاء توجيهات برفع درجة الاستعداد لاستقبال وتأمين الأفواج السياحية الوافدة لمشاهدة ظاهرة تعامد الشمس، خاصة في قطاعات الصحة والإسعاف والمحليات والتموين والسياحة والآثار وغيرها لتوفير جميع الخدمات والتسهيلات اللازمة للسائحين والزائرين.
وقال إنه توازى مع ذلك وضع شاشة عملاقة أمام ساحة المعبد لإتاحة الفرصة الكاملة أمام الأفواج السياحية والزائرين لمشاهدة الظاهرة الفلكية الفريدة من نوعها على وجه الملك رمسيس الثانى.
جدير بالذكر أن ظاهرة تعامد الشمس ظاهرة فريدة من نوعها، حيث يبلغ عمرها 33 قرنًا من الزمان، والتى جسدت التقدم العلمى الذى توصل له القدماء المصريون، خاصة فى علم الفلك والنحت والتخطيط والهندسة والتصوير، والدليل على ذلك الآثار والمبانى العريقة التى شيدوها فى كل مكان، وهذه الظاهرة تتم مرتين خلال العام، إحداهما يوم 22 أكتوبر احتفالاً ببدء موسم الحصاد، والأخرى يوم 22 فبراير احتفالاً بموسم الفيضان والزراعة
وتحدث الظاهرة بتعامد شعاع الشمس على تمثال الملك رمسيس الثانى وتماثيل الآلهة آمون ورع حور، لتخترق الشمس صالات معبد رمسيس الثانى داخل قدس الأقداس.
فيما شهدت ليلة تعامد الشمس بمعبدى أبوسمبل ختام مهرجان الثقافة والفنون الحادى عشر بمعبدى أبو سمبل بمشاركة ١٦ فرقة فنون شعبية محلية ودولية ، بالإضافة إلى فرقة باليه أكاديمية الفنون توافد جماهيرى كبير من الأفواج السياحية والمصريين.
حضر ختام المهرجان اللواء ياسر عبد الشافى السكرتير العام المساعد للمحافظة، وأيضاً عمرو بسيونى رئيس الهيئة العامة لقصور الثقافة، فضلاً عن قيادات وزارت الثقافة والسياحة والأثار ومحافظة أسوان.
فيما أعطى اللواء أشرف عطية توجيهاته لرئيس مدينة أبو سمبل السياحية محمد عبد العزيز للإستعداد الجيد والمتميز لإستكمال فعاليات ليلة تعامد الشمس على وجه الملك رمسيس الثانى حيث شهد مسرح ميدان السوق وسط المدينة تقديم الفرق المحلية والدولية لفقراتها الفنية والثقافية والتراثية المتنوعة ، وذلك بحضور أكثر من ٣ ألاف مشاهد.
ومن جانبه أكد اللواء أشرف عطية على حرص المحافظة لتقديم كافة أوجه الدعم لإنجاح فعاليات الإحتفال بظاهرة تعامد الشمس على وجه الملك رمسيس الثانى بإعتبارها ظاهرة فلكية فريدة من نوعها جسدت على مدار أكثر من 33 قرن حدث سياحى وثقافى وفنى كبير مما يساهم بدوره فى التسويق الجيد للمقومات السياحية التى تمتلكها عاصمة الشباب والإقتصاد والثقافة الأفريقية.
واكد المحافظ على أن مدينة أبو سمبل تزينت وأصبحت فى أبهى صورها لإستقبال هذا الحدث العالمى، وتم تكثيف أعمال النظافة العامة ووضع اللمسات الجمالية فى كل مكان بداية من المطار وحتى المعبد ليبهر ضيوف المهرجان الدولى، وتم الحرص كذلك على وضع شاشة عملاقة أمام بهو معبد أبو سمبل حتى يتسنى للمشاركين مشاهدة الظاهرة الفلكية على الوجه الأكمل.
وتعد ظاهرة تعامد الشمس بأبوسمبل من الظواهر المكتشفة حديثاً لدى علماء الآثار، ولكن جسدها القدماء المصريون قبل آلاف السنين بمعبد رمسيس الكبير فى مدينة أبوسمبل، وتحدث يومى 22 فبراير و22 أكتوبر فى كل عام، وهما يومان مرتبطان بموسمى الزراعة والحصاد عند القدماء المصريين، أو يومان مهمان لدى الملك، قد يكون أحدهما يوم ميلاده والآخر يوم تتويجه على العرش.
وتبدأ الظاهرة مع شروق شمس يوم 22 فبراير، وتستمر لمدة 20 دقيقة فقط، حيث تتسلل أشعة الشمس من فوق مياه بحيرة ناصر لواجهة معبد أبوسمبل لتخترق بوابة المعبد، ثم تكمل طريقها فى ممر المعبد من الداخل بطول 60 متراً لتصل إلى منصة قدس الأقداس وتسقط على وجه الملك رمسيس ومنصته ذات التماثيل الأربعة، ويستثنى منهم تمثالاً واحداً لا تتعامد عليه الشمس باعتباره إله الظلام أو العالم السفلى.
ظاهرة
ومنصة قدس الأقداس، تضم تماثيل لأربعة معبودين وهم من اليسار لليمين: "بتاح" إله العالم الآخر وإله منف و"آمون رع" الإله الرئيسى للدولة وقتها ومركز عبادته طيبة و"رع حور أخته" إله هوليوبلس والشمس تتعامد على التماثيل الثلاثة دون "بتاح" إله العالم الآخر "الظلام"، لاعتقاد المصرى القديم بعدم منطقية سقوط أشعة الشمس على العالم السفلى، ولذلك لم يغفل المصرى القديم ببراعته هذا الجانب ومنع الشمس من التمثال الرابع.
ويعود اكتشاف ظاهرة تعامد الشمس إلى شتاء عام 1874، عندما رصدت الكاتبة البريطانية "إميليا إدوارد" والفريق المرافق لها، هذه الظاهرة التى كانت تتابعها وترصدها عندما كانت تستيقظ يوميا مع شروق الشمس وكانت تقيم على مقربة من المعبد، عندها لاحظت أن أشعة الشمس تدخل فى يومين محددين، كدخول ممتد إلى داخل قدس أقداس المعبد، ثم سجلتها فى كتابها المنشور عام 1899 بعنوان "ألف ميل فوق النيل".