هل الجن يسرق المال والملابس؟ سؤال حائر بين كثير من الناس ، خاصة أن البعض يفتي بأن الجن يسرق الأموال من المنزل، دون دليل على ذلك مفسرين بعض الأحاديث خطأ، وأكد علماء الأزهر الشريف، أن الجن بريء من سرق المال وعلى من يضيع منه المال أن يبحث عن اللص، ولا يرمي التهمة على الجن أو المخلوقات الأخرى.
هل الجن يسرق المالوالذهب
[[system-code:ad:autoads]]قال الدكتور محمود شلبي، أمين الفتوى بدار الإفتاء، في إجابته عن سؤال: «إن الأموال تختفي من البيت رغم حرصه الشديد، فهل الجن تسرق الأموال؟»: "بلاش ندخل فى أمور غيبية هذه أمور يعلمها الله سبحانه وتعالى، وعلينا أن نتخذ الاحتياطات ونتأكد من الأموال بحوزتنا ونعرف مكانا ونتكتبها ونحسب ونكتب فى ورقة"، مضيفاً: "هناك أدعية مجربة وهى: «اللهم رد إلىّ ضالتى، وربنا يكرمك وترد لك أموالك".
هل الجن يسرق الأموال من المنزل ؟
قال الشيخ خالد الجندي، عضو المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية، إن اتهام الجن بالسرقة مُصيبة وكارثة وليلة سوداء، لأن كلام من أفتى بذلك خاطئ، لأنه يتعارض مع قدرة الله تعالى لحفظ الإنس من الجن، حاشا لله تعالى، مُتسائلاً: «طيب ليه إحنا مش بنسرق الجن، طب ليه مكتوب علينا إحنا اللي نتركب منهم، الشيخ محمد الغزالي -رحمه الله- عندما قال له شخص أنه مركوب من الجن، فقال له الشيخ محمد الغزالي أراك طويلاً عريضًا لماذا لم تركبه أنت.. مضيفاً: هل إحنا مكتوب علينا نكون ملطشة!».
وشدد على أن حديث أبي هريرة -رضي الله عنه- الذي أمسك الجن الذي كان يسرق من بيت الزكاة، صحيح ورواه البخاري ومسلم، ولكن يفسره البعض خطأ أن الذي أمسكه أبوهريرة «شيطان» من الجن وليس الإنس، موضحًا: فيحتمل أن يكون الشيطان الذي أمسكه أبو هريرة -رضي الله عنه- من شياطين الإنس وليس الجن، أو أن يكون شخص أصابه مس من الجن، ولذلك قال النبي -صلى الله عليه وسلم- لأبي هريرة -رضي الله عنه- أن اللص شيطان أي ممسوس من شياطين الجن، مؤكدًا أن المس من الشيطان ورد في القرآن الكريم، كقوله تعالى: «لاَ يَقُومُونَ إِلاَّ كَمَا يَقُومُ الذي يَتَخَبَّطُهُ الشيطان مِنَ المس».
وتابع: المس قد يحدث للإنسان أكثر من 20 مرة يوميًا مثل النسيان غير المبرر والعصيبة غير المبررة والملل والخوف، مضيفاً: فمس الشيطان لا يحول الإنسان إلى غزالة أو قرد مثلاً!، بل هو حالة من حالات التغيّر النفسي».
واستدل على وجود شياطين من الإنس، بقول الله تعالى: «وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا شَيَاطِينَ الْإِنْسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُورًا وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ مَا فَعَلُوهُ فَذَرْهُمْ وَمَا يَفْتَرُونَ»، فهم شياطين من الإنس والجن، وقدم ذكر الإنس لعظم شرهم وعظم خطرهم على بني آدم، لأنهم يتصلون بهم، ويشرحون لهم أهدافهم الخبيثة، ويدعون إليها، فخطرهم عظيم، وبلاء كبير، وكيدهم شديد.
وتساءل الشيخ خالد الجندي: «هل لازم يكون الشيطان المذكور في الحديث من الجن، ممكن أن يكون من الإنسان، وآية الكرسي تحفظ الإنسان من الإنسان المؤذي وتحفظه أيضًا من الجن.
وأكد أن الله تعالى أمر أن تكون الشياطين مخفيّة لانراها قال تعالى: «إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لاَ تَرَوْنَهُمْ»، فكيف يمسك أبو هريرة -رضي الله عنه- بالجن، إذن هو من شياطين الإنس وليس الجن، موجهًا رسالة قائلاً: لماذا تصرون أنكم تفسروا حديث أبي هريرة أن الحرامي من الجن، وليس من الإنس لكي تفتحوا الباب لكل حرامي أن يسرق!».
الجن لا يفتح الشيء المغلق
أفتى الدكتور مبروك عطية، أستاذ الشريعة الإسلامية بجامعة الأزهر، أن الجن لا يسرق كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: «الجن لايفتح مغلقا »، أي أن الجن لا يستطيع فتح الشيء المغلق، ونبه النبي صلى الله عليه وسلم إلى ضرورة تغطية أوانينا وحفظ أموالنا.
وأبان «عطية» في تصريح له: «أنه أجمع العلماء أن الجن لا يملك إلا الوسوسة فقط، فلا يسرق ولا يعاشر أزواجنا ولا أحد منهم يستطيع الزواج من الإنسان، لافتاً إلى ضرورة البعد عن هذه الخرافات، منوهًا بأن سرقة الأموال من المنزل لا تكون إلا عن طريق شخص يدخل إلى منزلك.
الجن لا يسرق المنزل
ونوه الدكتور عبد الفتاح خضر، عميد كلية أصول الدين بجامعة الأزهر بالمنوفية، بأن الجن لا يمكنه سرقة الأموال ولا سرقة المنزل، لأن هذا الأمر ليس في مقدوره.
ونبه عبد الفتاح خضر، لـ«صدى البلد»، على أن حديث أبي هريرة لما وكل إليه مهمة حفظ الزكاة، هو حديث صحيح ولكن لا يستشهد عليه بسرقة الجن من المنزل، فهو ليس قاعدة يبنى عليها وإنما هي من باب الوقائع أو الحوادث الفردية.
صحة حديث أبي هريرة مع الجن
وألمح الدكتور أيمن الحجار، الباحث الشرعي بمشيخة الأزهر، إلى أن حديث أبي هريرة مع الجن صحيح أخرجه الإمام البخاري في صحيحه في كتاب الوكالة، مؤكدًا أن هذا الحديث فيه توجيه من الرسول -صلى الله عليه وسلم- إلى أمته كي يحافظوا على آية الكرسي قبل النوم وذلك بحفظ النفس.
وشدد الباحث الشرعي بمشيخة الأزهر، على أن هذا الحديث ليس فيه ما يدل على أنه إذا سرق شيء من البيت أن يبادر الإنسان باتهام الشيطان أو الجن وإلا لضاعت كثير من الحقوق وتهرب بعض الناس من السرقة وإلصاق التهمة بالشيطان أو الجن، منوهًا بأن الحديث إنما هو من باب التعليم.
حديث سرقة الجن لأبي هريرة
روى البخاري ومسلم عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أنه قال: «وَكَّلَنِي رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بحِفْظِ زَكَاةِ رَمَضَانَ، فأتَانِي آتٍ فَجَعَلَ يَحْثُو مِنَ الطَّعَامِ، فأخَذْتُهُ وقُلتُ: واللَّهِ لَأَرْفَعَنَّكَ إلى رَسولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، قَالَ: إنِّي مُحْتَاجٌ، وعَلَيَّ عِيَالٌ، ولِي حَاجَةٌ شَدِيدَةٌ، قَالَ: فَخَلَّيْتُ عنْه، فأصْبَحْتُ، فَقَالَ النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: يا أبَا هُرَيْرَةَ، ما فَعَلَ أسِيرُكَ البَارِحَةَ؟ قَالَ: قُلتُ: يا رَسولَ اللَّهِ، شَكَا حَاجَةً شَدِيدَةً وعِيَالًا، فَرَحِمْتُهُ، فَخَلَّيْتُ سَبِيلَهُ، قَالَ: أَمَا إنَّه قدْ كَذَبَكَ، وسَيَعُودُ، فَعَرَفْتُ أنَّه سَيَعُودُ؛ لِقَوْلِ رَسولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: إنَّه سَيَعُودُ، فَرَصَدْتُهُ، فَجَاءَ يَحْثُو مِنَ الطَّعَامِ، فأخَذْتُهُ، فَقُلتُ: لَأَرْفَعَنَّكَ إلى رَسولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، قَالَ: دَعْنِي؛ فإنِّي مُحْتَاجٌ، وعَلَيَّ عِيَالٌ، لا أعُودُ، فَرَحِمْتُهُ، فَخَلَّيْتُ سَبِيلَهُ، فأصْبَحْتُ، فَقَالَ لي رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: يا أبَا هُرَيْرَةَ، ما فَعَلَ أسِيرُكَ، قُلتُ: يا رَسولَ اللَّهِ، شَكَا حَاجَةً شَدِيدَةً وعِيَالًا، فَرَحِمْتُهُ، فَخَلَّيْتُ سَبِيلَهُ، قَالَ: أَمَا إنَّه قدْ كَذَبَكَ وسَيَعُودُ، فَرَصَدْتُهُ الثَّالِثَةَ، فَجَاءَ يَحْثُو مِنَ الطَّعَامِ، فأخَذْتُهُ، فَقُلتُ: لَأَرْفَعَنَّكَ إلى رَسولِ اللَّهِ، وهذا آخِرُ ثَلَاثِ مَرَّاتٍ أنَّكَ تَزْعُمُ لا تَعُودُ ثُمَّ تَعُودُ، قَالَ: دَعْنِي أُعَلِّمْكَ كَلِمَاتٍ يَنْفَعُكَ اللَّهُ بهَا، قُلتُ: ما هُوَ؟ قَالَ: إذَا أوَيْتَ إلى فِرَاشِكَ، فَاقْرَأْ آيَةَ الكُرْسِيِّ: {اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ} [البقرة: 255]، حتَّى تَخْتِمَ الآيَةَ؛ فإنَّكَ لَنْ يَزَالَ عَلَيْكَ مِنَ اللَّهِ حَافِظٌ، ولَا يَقْرَبَنَّكَ شَيطَانٌ حتَّى تُصْبِحَ. فَخَلَّيْتُ سَبِيلَهُ، فأصْبَحْتُ، فَقَالَ لي رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: ما فَعَلَ أسِيرُكَ البَارِحَةَ؟ قُلتُ: يا رَسولَ اللَّهِ، زَعَمَ أنَّه يُعَلِّمُنِي كَلِمَاتٍ يَنْفَعُنِي اللَّهُ بهَا، فَخَلَّيْتُ سَبِيلَهُ، قَالَ: ما هي؟ قُلتُ: قَالَ لِي: إذَا أوَيْتَ إلى فِرَاشِكَ فَاقْرَأْ آيَةَ الكُرْسِيِّ مِن أوَّلِهَا حتَّى تَخْتِمَ الآيَةَ: {اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ} [البقرة: 255]، وقَالَ لِي: لَنْ يَزَالَ عَلَيْكَ مِنَ اللَّهِ حَافِظٌ، ولَا يَقْرَبَكَ شيطَانٌ حتَّى تُصْبِحَ -وكَانُوا أحْرَصَ شَيءٍ علَى الخَيْرِ- فَقَالَ النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: أَمَا إنَّه قدْ صَدَقَكَ، وهو كَذُوبٌ، تَعْلَمُ مَن تُخَاطِبُ مُنْذُ ثَلَاثِ لَيَالٍ يا أبَا هُرَيْرَةَ؟ قَالَ: لَا، قَالَ: ذَاكَ شَيطانٌ».