الدكتور مكرم ابراهيم المشرف علي محطة رصد الأقمار الصناعية والحطام الفضائي:
- محطة رصد الأقمار الصناعية والحطام الفضائي الجديده تملتلك ثاني أكبر تلسكوب على مستوي العالم.
- الصين من طلبت شركتنا نظرآ لخبرتنا الكبيرة في الرصد.
- ستساهم المحطة فى إنشاء قاعدة بيانات للأجسام الموجودة في الفضاء.
- ستساهم المحطة فى دعم برنامج الفضاء المصري من خلال وضع مصر علي خريطة الدول الكبري.
- علماء المعهد القومي للبحوث الفلكية لديهم خبرة كبيرة في رصد الأقمار الصناعية بالليزر.
- عوائد اقتصادية وتوفير مبالغ طائلة على الدولة بعد افتتاح محطة رصد الأقمار الصناعية.
تشهد برامج الفضاء في الفترة الأخيرة نشاط كبيرحيث يسعى العلماء لمواصلة اكتشافاتهم في الفضاء، فقد أصبح قطاع الفضاء من أكثر القطاعات التي تكتسب زخما قويا يوما بعد يوم، وبدأت الدول سباقاً محموماً من أجل أن يكون لها الريادة في الفضاء والاستحواذ على أكبر كم ممكن من المعلومات . ولذلك بدءت ضخ الأموال في المشاريع المرتبطة بهذا القطاع لتنمية قدراتها في البرامج الفضائية لما يمثله هذا القطاع من أهمية استراتيجية كبيرة. وأصبح هناك قناعه لدى العديد بأهمية قطاع الفضاء ومساهمته المفصلية في تحقيق أهداف التنمية المستدامة، وأصبح يسود اعتقاد بأن المستقبل سوف يكون للاستثمارات في مجالات الفضاء والفلك والتي ستحقق أرباحاً مالية ضخمة.
[[system-code:ad:autoads]]
وتعد الصين من الدول الكبرى التي تخوض مارثون اكتشاف الفضاء بكل ما لديها من قوة فالصين تمتلك الان المحطة الفضائية الخاصة بها. وأحضرت بالفعل عينات من القمر إلى الأرض، ولديها خططها للوصول إلى القطب الجنوبي للقمر.
إلا انه لا يمكن الدخول إلي قطاع أعمال الفضاء والمواصلة بيه بدون الاستعانة المباشرة بالكفاءات المناسبة المؤهلة والقادرة على إدارة وتشغيل المعدات والبرمجيات لتحصيل ومن ثم تحليل البيانات الفضائية بشكل مستمر وذلك للإسهام في جهود التنمية الشاملة والمستدامة.
وأدي تسريع وتيرة الأهتمامات الفضائية إلي زيادة قطع الحطام الفضائي والذي أصبح مصدر قلق متزايد على المستوى العالمي حيث باتت تشكل تهديدًا حقيقيا لكل من المركبات الفضائية المأهولة وغير المأهولة لما يمكن أن يتسبب به الحطام الفضائي في تلفها أو تدميرها في حالة حدوث تصادم، مما يوجد تأثيرات متنوعة على تحقيق الدول لأهداف التنمية المستدامة والمحافظة على سلامة الإنسان، ذلك أصبح إلزامآ علينا أن نقوم بمتابعة مستمرة للحطام الفضائى وأماكن تواجده.
لقد شهدت الفترة الأخيرة بالمعهد القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية باقسامه المختلفة تطورا كبيرا في مجال الفضاء والفلك وغيرها من أقسام المعهد ويأتي ذلك تماشيا مع استراتيجية ورؤية الدولة المصرية للتنمية المستدامة 2030، شهدت في هذه الفترة عددا من الافتتاحات والمحطات الجديدة والتى دخلت الخدمة سواء بالمعهد أو بالمرصد وفروعه الموجودة بمختلف محافظات مصر.
وافتتح المعهد القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزقية يوم الأثنين الماضي مع مراصد الفلك القومية بالصين، محطة رصد الأقمار الصناعية والحطام الفضائي، داخل مقر المعهد بحلوان، تعد هذه المحطة ثان أكبر محطة في العالم لرصد الاجسام الفضائية من حيث قطر التليسكوب المستخدم فى الارصاد، وعمل المعهد على إنشاءها بالتعاون ودعم من الجانب الصينى الذي يدعم المشروع بالتلسكوبات والأجهزة المرافقة لعمليات الرصد ، ومهمة هذه المحطة رصد الأقمار الصناعية ورصد الحطام الفضائى.
وكشف الدكتور مكرم ابراهيم، رئيس قسم أبحاث الشمس والفضاء السابق، والمشرف علي محطة رصد الأقمار الصناعية والحطام الفصائي، الكثير من التفاصيل حول المحطة .
متي بدأ التفكير والتخطيط لأنشاء محطة رصد الأقمار الصناعية والحطام الفضائي ؟
في عام 2011 واثناء أحدي المؤتمرات العلمية والتي كانت تقام في المانيا كنت قد تلقيت الدعوة من اللجنة المنظمة للمؤتمر بالمانيا لالقاء بحثين فى مجال رصد الاقمار الصناعية باشعة الليزر، وتم تطرقت الى نتائج الارصاد الماخوذة من المحطة الاتوماتيكية لرصد الاقمار الصناعية باستخدام اشعة الليزر والموجودة بمقر المعهد بمصر.
و قد لأقت هذه الابحاث استحسان كبير من قبل الجميع وعرض بعض الموجودين من الصين امكانية التعاون المشترك مع المعهد بمصر لإنشاء محطة حديثة واكثر تطور لرصد الاقمار الصناعية و الحطام الفضائي، وذلك نابع من الخبرات الكبيرة التي نمتلكها انا وزملائى فى هذا الشان.
كما أن من النقاط القوية والتي شجعت الجانب الصينى على التعاون مع مصر هو امتلاك مصر للكفاءت العلمية القادرة على العمل وتشغيل محطات الرصد وذلك نظرا لخبرتنا السابقة فى هذا المجال.
ومما هو جدير بالذكر فقد تم إنشاء أول محطه نصف الية لرصد الأقمار الصناعيه بواسطة آشعة الليزر فى مصر فى سبتمبر عام 1974 وكان ذلك بالتعاون مع كلية الطبيعه النوويه بتشيكوسلوفاكيا (فى هذا الوقت) وأكاديمية العلوم التابعه للإتحاد السوفييتى (فى هذا الوقت) ومعهد ثيميثونيان التابع للولايات المتحده الأمريكيه، وكان وذلك بعد 9 سنوات من إنشاء أول محطه فى العالم لرصد الاقمار الصناعية بالليزر والتى إقيمت بالولايات المتحده الأمريكيه عام 1965، وفى عام 1981 قد تم استحداثها الى المحطة الاوتوماتيكية لرصد الاقمار الصناعية بالليزر.
دكتور مكرم.. سيادتكم ذكرتم أنه يوجد بالمعهد محطة لرصد الأقمار الصناعية بالليزر منذ عام 1974 تم استحداثها عام 1984م .. ما المقصود بداية برصد الأقمار الصناعية بالليزر؟
إن المقصود برصد الأقمار الصناعية بالليزر هوحساب الزمن الذىيستغرقه شعاع الليزر منذ لحظة انطلاقة منموقعالمحطة الأرضية وحتى العودة مرة أخرى إليها بعد ارتطامه بالسطح العاكس بالقمر الصناعى، وبمعرفة ذلك الزمن يمكن حساب المسافة بين القمر الصناعى والمحطة، وذلكبمعلوميةسرعة الضوء، وأثناء عملية الرصد يتم حساب المسافات المختلفة بين المحطة والقمر الصناعىالمراد رصده لفترة زمنية معينة، وبالتالى يمكن إعادة حساب مدار القمر الصناعى حول الأرض وذلك نظرا لوجود القوى الطبيعية التى تؤثر على حركة الاقمار الصناعية التى تؤدى الى الاضطرابات المدارية.
وما الأهمية العلمية التى يقدمها رصد الأقمار الصناعية بالليزر؟
يتم تجميع البيانات الناتجة من الأرصاد ويمكن الاستفادة من تلك البيانات لعمل الدراسات فى المجالات البحثية المختلفة مثل: تحديد مركز ثقل الأرض.. والتغيير فى مجال الجاذبية الأرضية. وعمل النماذج الخاصة بالقوى غير الجاذبية .. والتحديد الدقيق لمدارات الأقمار الصناعية. ودوران الأرض وحركة الصفائح القارية. وتعين المسافات على سطح الكرة الأرضية. ودراسات جيوديسية خاصة بتعين إحداثيات محطات الرصد. والدراساتالعلمية الأخرى.
متي كانت أول الخطوات أنشاء محطة رصد الأقمار الصناعية والحطام الفضائي وعلى ماذا نصت؟
تم توقيع اتفاقية للتعاون الثنائي بين المعهد القومى للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية ومراصد الفلك القومية بالصين فى مايو عام 2017 بغرض المشاركة فى رصد الاجسام الفضائية والمتمثلة فى الأقمار الصناعية و الحطام الفضائى و الاجسام القريبة من الارض حيثيقوم الجانب الصينى بتوفير جميع الأجهزة المستخدمة فى عمليات الرصد، وكذلك تزويد المحطة بقطع الغيار والأجهزة اللازمة لمتابعة واستمرار عمليات الرصد. ويقوم الجانبالمصرى بتشييد المبنى المناسب والمجهز( وقد تم الانتهاء بالفعل من تشييد المبنى) لوضع أجهزة المحطة به واجراء وتنفيذ عمليات الارصاد.
ما هي تفاصيل التعاون بين مصر والصين لإنشاء محطة رصد الأقمار الصناعية والحطام الفضائي ؟
كما ذكرنا فقد تم توقيع إتفاقية التعاون في عام 2017، وقد سافرت مع ثلاثة من الزملاء من قسم الفلك بالمعهد فى زيارة الى دولة الصين بناء على الدعوة المقدمة لنا من الجانب الصينى لرؤية بعض اماكن تصنيع مرايات التلسكوبات وكذلك لزيارة محطة تشانجشون لرصد الاقمار الصناعية والحطام الفضائي بالليزر والتي تمتلكها دولة الصين، وهذة المحطة تعتبر من المحطات الرائدة عالميا من حيث عدد الارصاد الماخوذة منها للاقمار الصناعية وخصوصا الاقمار عالية الارتفاع والتى يصل مداها الى 36000 كيلومتر.فعلى سبيل المثال فى عام 2016 فقد صنفت محطة شانج شون الثانية بيناكثر من 45 محطة موجودة على مستوى العالم. اما من ناحية عدد الارصاد المأخوذة للأقمار الصناعية العالية فقد صنفت فى الترتيب الاول..وللعلم فان قطر التسلكوب المستخدم بهذه المحطة هو60سم.
وقد تم إبرام الاتفاقية و توقيعها في عام 2017، على ان يقوم الجانب المصرى بإنشاء المبني الخاص بالمحطة وسوف تتكلف الصين بإرسال الأجهزة الخاصة ، وكان الاتفاق أن ترسل الصين عدد 2 تلسكوب لنا . التلسكوب الأول بقطر 120سم والثاني بقطر 70سم. وكذلك امدادنا بعدد 2 قبة قطر كل واحدة منهما 8 متر وذلك لوضع التلسكوبين بهما. حيث قد تم ارساله بالفعل وتم تركيبة بالمحطة، وانه من التوقع أرسال التسلكوب الثاني بعد 6 أشهر ، مع العلم انه فى فبراير من العام الماضى 2023 قد تم تركيب وتشغيل عدد 2 قبة قطر كلا منهما 8 متر .
ومن الامكانات المتاحة لتلك التلسكوبات أن كلاهما سوف يستخدم لرصد الاجسام الفضائية (الأقمار الصناعية والحطام الفضائى) باستخدام تقنية الليزر وايضا باستخدام تقنية الرصد البصرى، والمحطة مجهزه للرصد اثناء الليلوالنهار بتقنية الليزر لرصد الأجسام الفضائية ذات الارتفاعات المختلفة والتى يصل مداها الى 36000 كيلو مترحيث توجد الاقمار الصناعية الثابته .
ما هو الدور التي سوف تلعبة محطة رصد الأقمار الصناعية والحطام الفضائي في مصر ؟
الهدف من التعاون المصرى الصينى هو تطوير التكنولوجيا الخاصة بالرصد ومشاركة كلا من الجانب المصرى والجانب الصينى فى عمليات الرصد ونتائج الأبحاث. والمحطة سيكون لها دور فعال خلال السنوات المقبلة في تتبع الأقمار الصناعية والحطام الفضائي، حيث ستساهم المحطة فى إنشاء قاعدة بيانات للأجسام الموجودة في الفضاء، مما يساهم فى دعم برنامج الفضاء المصري من خلال وضع مصر علي خريطة الدول الكبري في عملية رصد الاقمار الصناعية والحطام الفضائي.
ما هي أهمية أمتلاك مصر لقاعدة بيانات عن الأقمار الصناعية والحطام الفضائى ؟
لمحطة رصد الأقمار الصناعية والحطام الفضائي أهمية كبيرة لمصر والتي تسارع وتسعى جاهده للحاق بركاب تطوير البرامج الفضائية والاستثمار في الفضاء وأن التحديات المحيطة بعملية رصد اللاجسام الفضائية والتحديثات التي يشهدها هذا المجال أوجبت ضرورة إنشاء محطة لرصد لحطام الفضائى.
عمل قاعدة بيانات يحمي اقمارنا الصناعية من خطر التلف أو الفقدان فيما بعد واننا نشهد في الفترة الماضية قيام وكالة الفضاء المصرية بإرسال عدد من الأقمار الصناعية، ولذلك فسوف تساهم المحطة علي دعم برنامج الفضاء المصري من خلال وضع مصر علي خريطة الدول الكبري في عملية رصد الحطام الفضائي.
فمن الاهداف الاساسية لقاعدة البيانات التى سوف يتم تجهيزها من محطة رصد الأقمار الصناعية والحطام الفضائي سوف تساهم الى حد كبير فى معرفة ودراسة مواقع المدارات المزمع إطلاق الأقمار الصناعية بها. فعلى سبيل المثال عند اطلاق قمر صناعى لابد اولا من دراسة المدار المزمع اطلاق القمر الصناعى به. ويجب اتخاذ الحيطة والحذر من عدم وجود اى حطام فضائى بالقرب من المدار المقرر اطلاق القمر الصناعى به. ولهذا فسوف يكون لمثل تلك قاعدة البيانات الاهمية القصوى.
ومن ناحية اخرى فأن قواعد البيانات الخاصة بالاجسام الفضائية تساعد ايضا فى اعداد دراسات وتقيمات مخاطر اصطدام الاقمار العاملة مع تلك الاجسام الفضائية بصفة دائمة، مما يتطلب ذلك من الجهة المستخدمة للاقمار الصناعية بالقيام بمناورات لتجنب الاصطدام مع الحطام الفضائي.
وبالتالى توفير مبالغ طائلة على الدولة وذلك بالاستفادة الكاملة من قواعد البيانات للأقمار الصناعية والحطام الفضائى والتى ستتوفر لنا من ارصاد الاقمار الصناعية والحطام الفضائى باستخدام هذه المحطة. بالإضافة الى مصداقية هذه البيانات كونها من أطلس مصري لقاعدة بيانات الأقمار الصناعية والحطام الفضائي.
هل يمتلك علماء المعهد القومي للبحوث الفلكية القدرة على تشغيل المحطة ؟
علماء المعهد القومي للبحوث الفلكية لديهم خبرة كبيرة في رصد الأقمار الصناعية بالليزر، وكذلك باستخدم التلسكوبات البصرية. حيث إن المعهد لديه محطة لرصد الاقمار الصناعية والحطام الفضائى وموجودة بمرصد القطامية وتم افتتاحها فى 2019.
وهذا الأمر يمدنا بخبره كبيرة في تشغيل وإدراة المحطة وأن هذا يأتي مع الخبرات الكبيرة التي لدينا فى رصد الأقمار الصناعية بالليزر حيث بدات اول ارصاد الليزر عام 1974 كما تم التنويه سابقا. وانا أقول ذلك بناء علي الشهادة الصينية والتي أعترفت لنا بالكفاءة والخبرة الكبيرة فى هذا المجال والذى بمقتضاه قد وافق الجانب الصينى للعمل جنبا الى جنب مع العلماء المصريين.