كشفت دراسة جديدة أن الكون الذي نعيش فيه يمكن أن يكون موطن لمرآة سوداء مختلفة تمامًا عن مفهومنا للمرآة العادية.
أشار البحث الذي نُشِرفي مجلةarXiv أن المادة المظلمة – المادة الغامضة التي يرجح العلماء أنها تشكل معظم الكتلة في الكون – قد تكون مرآة لنا مع مجموعة من القواعد المكسورة!
وأوضح العلماء أنه على الرغم من وفرة المادة المظلمة بواقع 5 كجم لكل 1 كجم من المادة العادية إلى أنها لا تتفاعل مع الضوء أو المادة المكونة من ذرات.
حركات النجوم
الطريقة الوحيدة التي يتمكن الخبراء من اكتشافها هي من خلال تأثير الجاذبية الخفيف على الأشياء، على سبيل المثال، حركات النجوم داخل المجرات، وفقالموقعLive Science.
ومع ذلك، يعتقد العلماء الآن أن المادة المظلمة والعادية قد تكونا مرتبطتين بشكل جوهري كوجهين لعملة واحدة. واقترح فريق البحث من جامعة ميريلاند أنه لكل تفاعل فيزيائي في المادة الطبيعية، هناك مرآة له في المادة المظلمة.
وهذا من شأنه أن يؤدي إلى نوع جديد تمامًا من التناظر في الطبيعة، حيث يجمع بين عوالم المادة العادية والمظلمة.
وفي هذا البحث، يفترض الفريق، بقيادة عالم الفيزياء النظرية مانويل بوين أباد، أن هذا الانعكاس قد يساعد في تفسير سبب وجود كميات مماثلة من المادة المظلمة والعادية في الكون، وهو ما يعتبرونه مصادفة غريبة.
النيوترونات والبروتونات
ومن المصادفات الغريبة الأخرى أنه في فيزياء المادة العادية، تمتلك النيوترونات والبروتونات نفس الكتلة تقريبًا، مما يسمح لها بالارتباط معًا وتكوين ذرات مستقرة.
وفي هذا السيناريو الافتراضي، سيكون الكون عبارة عن محيط من النيوترونات العائمة. ويقترح بوين أباد وزملاؤه أن هذا الكون الخيالي المكسور قد يكون موجودًا في الواقع في نسخة المرآة المظلمة لكوننا.
ربما يفترضون أن مزيجًا خاصًا من الفيزياء أدى إلى تكوين بروتونات بنفس كتلة النيوترونات تقريبًا. لكن في مرآة المادة المظلمة، كان هذا المزيج مختلفًا، حيث تسبب في تبخر "البروتون المظلم" وترك "النيوترونات المظلمة" خلفه، وهو ما نسميه المادة المظلمة.
وإذا كان بوين أباد وفريقه على حق، فإن المادة المظلمة قد مرت عبر عملية التخليق النووي المرآتي الخاصة بها. وربما يكون هذا قد فتح قنوات بين العالمين، مما مكنهم من التأثير على بعضهم البعض.