انطلقت اليوم فعاليات الندوة التثقيفية بعنوان " دور الهوية المكانية والبيئة في تأصيل الانتماء لدي الشباب" بكلية الدراسات الإنسانية بنات بالقاهرة.
وفي كلمته أوضح، الدكتور محمد فكري خضر، نائب رئيس جامعة الأزهر، أن الموضوع رغم أنه يظهر منه أنه يضرب بجذوره في عمق تخصصكم(الجغرافيا) وأنتم أعلم بذلك مني فأهل مكة أدرى بشعابها - إلا إنني أرى أنه موضوع متشعب أخذ من كل علم بشيء، فتجاذبه علوم الجغرافيا والاجتماع وعلم النفس وغيرها.
[[system-code:ad:autoads]]
وأضاف ان الحديث عن الهوية المكانية والبيئية وتأثيرها على الأفراد وبالأخص في مرحلة الشباب وهي الفئة المستهدفة، وربط ذلك كله بتأصيل روح الانتماء لديهم لهو من الأهمية بمكان.
وأكد أنه لا يمكن أن يتناوله علم بمفرده بل هو يحتاج إلى تضافر جهود عدة على مختلف التخصصات كما ذكر.
وأضاف سعادته أن ما يخص علوم الاجتماع فإننا نحتاج منهم حقيقة إلى بحث السبل والرؤى التي يمكن من خلالها وضع القيم والمعايير التي تمكن تلك الفئة أن تسعد بمجتمعها وأن تفخر بأصلها وأن تشعر بمنتهى الانتماء لموطنها ومكانها إننا بحاجه إلي أن نوجد داخل المجتمع ذاته الرغبة في التمسك بالأصل، وهنا يأتي دور علم النفس بالبحث في الذات والنظر في مكنونها لمعرفة الأسباب الحقيقية التي تدفع الشباب إلي فقد الهوية الوطنية وعدم الشعور بالأهمية المكانية لوطنه.
وأوضح، أن حالة التغريب التي يسعى لها معظم الشباب وبالأخص في المراحل المتقدمة من هذه الفئة يظهر على السطح أنها بدعوى البحث عن لقمة العيش أوعمل أفضل وإن كانت هي نقطة جوهرية عند البعض، إلا أننا وبكل صراحة نجد غير ذلك عند الأغلب، ولو بحثنا سنجد أن السبب الرئيسي في ذلك هو فقدان الإحساس بالهوية المكانية والبيئية لبلده، وبمجرد خروجه ومع اندماجه في العمل الخارجي يضيع معه معنى الهوية والانتماء شيئًا فشيئًا، وبالطبع كما ذكرت ليست هذه قاعدة عامة من الممكن أن نؤصل عليها قواعد أخرى لكنها في الحقيقة هي السبب الخفي وراء أغلب حالات التغريب.
وفي سياق متصل أكد، أن ديننا الإسلامي الحنيف يعلمنا أن نبينا الكريم - صلى الله عليه وسلم - قد ضرب أروع الأمثلة وكان هو القدوة في موضوعنا هذا قبل أن تستحدث العلوم المختلفة التي تبحث دور الجغرافيا والهوية البيئية والمكانية للانتماء، فالنبي - صلى الله عليه وسلم - كان يحب وطنه ويشعر بمنتهى الانتماء لبيئته ومكانه، وقد بلغ من نفسه الأسى والحزن أن فارقه، رغم أن أذن الله تعالى له فيه بالهجرة من مكة إلى المدينة لتأسيس الدولة الجديدة، رغم ذلك قال صلى الله عليه وسلم "والله إنك لأحب أرض الله إلي، وأحب أرض الله إلى الله، ولولا أن أهلك أخرجوني منك قهرا ما خرجت ، وفي رواية أخرى أنه قال :"اللهم إنك تعلم أنهم أخرجوني من أحب البلاد إلى، فأسكنى أحب البلاد إليك".
وتابع : أن النبي صلى الله عليه وسلم جعل الدفاع عن الوطن والمكان والموت في سبيله من مراتب الشهداء حيث قال: " من مات دون ماله فهو شهيد ومن مات دون دمه فهو شهيد، ومن مات دون وطنه فهو شهيد، وهنا نقول للشباب هل لكم أن تتعلموا من ذلك أليس في نبيكم القدوة الحسنة على ذلك، ولا أقول لكم لا تسعوا في الأرض ولكن اسعوا بهدف العودة بعد اكتساب الخبرات وعمارة البلاد فتسعدوا وتسعدوا بلادكم بخبراتكم، ولأهليكم وذريتكم من بعدكم.