الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

حماقة جديدة بحق مقديشو.. هل تعمدت إثيوبيا إهانة رئيس الصومال؟

رئيس الصومال
رئيس الصومال

يواصل النظام الإثيوبي بقيادة رئيس الحكومة آبي أحمد، تصرفاته غير المسؤولة تجاه دول الجوار والشركاء الإقليميين داخل القارة السمراء، وظهر ذلك بقوة خلال الأزمة الأخيرة مع الصومال، والتي رئيسها حسن شيخ محمود السبت، قوات الأمن الإثيوبية بمحاولة منعه من الوصول إلى قمة الاتحاد الإفريقي، في خطوة نددت بها مقديشو ووصفتها بـ"العمل الاستفزازي".

ويأتي اتهام محمود للقوات الإثيوبية في خضم خلاف بين أديس أبابا ومقديشو بشأن اتفاق بين إثيوبيا ومنطقة أرض الصومال الانفصالية يمنح البلد غير الساحلي منفذًا على البحر.

خلاف جديد بين إثيوبيا والصومال 

وانطلقت في أديس أبابا السبت، أعمال القمة السابعة والثلاثين للاتحاد الإفريقي والتي استمرت لمدة يومين، لبحث تعزيز الجهود القارية المشتركة، وسبل الارتقاء بالاتحاد، بالإضافة إلى عديد القضايا الراهنة التي تهم بلدان القارة.

وقال محمود في تصريح للصحفيين في أديس أبابا: إن "قوات أمن إثيوبية قطعت علي الطريق أثناء توجهي لحضور الجلسة المغلقة"، ليتمكن لاحقًا من الدخول وحضور الاجتماع.

وأضاف أنه عاود المحاولة رفقة رئيس جيبوتي إسماعيل عمر غيلة، لكنهما منعا أيضًا من دخول مقر الاتحاد الإفريقي، موضحا: "وقف جندي يحمل بندقية أمامنا ومنعنا من الوصول إلى هذه المنشأة".

قال الباحث في الشأن الأفريقي محمد عبد الكريم، إن ما يقوم به النظام الإثيوبي من تصرفات غير مسؤولة تجاه دول الجوار في منطقة القرن الأفريقي مثل الصومال أو الشركاء الإقليميين داخل القارة السمراء مثل مصر، مستمد من الغطاء الذي توفره الدول الغربية لهذا النظام وفي مقدمتها الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد الأوروبي، وأن هذه الدول سبق لها وأن دعمت الحكومة الإثيوبية في حربها ضد جبهات التحرير ومنها جبهة تحرير شعب تيغراي رافضة هزيمة وسقوط نظام آبي أحمد.

وأضاف عبد الكريم في تصريحات لـ"صدى البلد"، أن حالة الصلف والعنترية في المواقف والتصرفات من جانب النظام الإثيوبي خاصة الأخيرة تجاه دولة الصومال مستمدة من علاقة إثيوبيا القوية ليس بدول الغرب ولكن بدول جنوب الصحراء أيضا، إضافة إلى كون أديس أبابا تتمتع بقوة كبيرة داخل منطقة القرن الأفريقي وعلاقات متشعبة مع دول القارة التي ترى فيها نموذج للتحرر والتقدم.

ووصف الباحث ما حدث مع الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود، بالسلوك المهين وغير السوي، وهو ليس بالغريب عن النظام الإثيوبي بقيادة رئيس الوزراء آبي أحمد، مشددا على أن أديس أبابا سوف تمارس نفس الألعيب التي مارستها مع مصر في مفاوضات سد النهضة مع الصومال وهي لا تعتمد في ما تقوم به على الشركاء الغربيين فقط ولكن هناك أطراف أخرى تدعمها وتوفر لها الحماية.

وأشار عبد الكريم: سوف تمارس إثيوبيا طريقتها المعتادة مع الصومال في الأزمة الحالية والتي تقوم على التسويف والآراء المختلطة والرسائل غير المفهومة فهي تعتمد حالة إرباك لمن يدخل معها في منافسة، مشددا: إثيوبيا ليست بمفردها وتلقى دعم من دول معادية موجودة في المنطقة.

وأكد أن ما حدث مع الرئيس الصومالي كان متعمدا وليس صدفة، وهو أسلوب معروف عن النظام الإثيوبي الحالي، ولا نستبعد أن تكون أديس أبابا تريد "تأديب" مقديشو على الذهاب لمصر والاحتماء بها ضد الغطرسة الإثيوبية والتوغل على حقها في فرض سيادتها على كامل أراضيها.

وأدان الصومال السبت، ما وصفها "المحاولة الاستفزازية" من الحكومة الإثيوبية لمنع رئيسه حسن شيخ محمود من حضور القمة الإفريقية في أديس أبابا، وطالب الاتحاد الإفريقي بفتح تحقيق مستقل في الواقعة.

وقالت وزارة الشؤون الخارجية والتعاون الدولي الصومالية في بيان: "هذا التصرف ينتهك كل البروتوكولات الدبلوماسية والدولية، والأكثر خطورة، التقاليد الراسخة للاتحاد الإفريقي".

وأضافت الوزارة في بيانها: "هذا السلوك يضاف إلى التصرفات الغريبة من قبل الحكومة الإثيوبية في الفترة الأخيرة".

ولم يكشف بيان الخارجية عن تفاصيل محاولة إثيوبيا منع الرئيس الصومالي من حضور القمة الإفريقية.

وذكرت وكالة الأنباء الصومالية، أن الرئيس حسن شيخ محمود شارك في القمة الـ37 للاتحاد الإفريقي في العاصمة الإثيوبية، وأكد في كلمته أن الخطوات التي اتخذتها إثيوبيا في الآونة الأخيرة "غير مقبولة"، خاصة مذكرة التفاهم الموقعة مع أرض الصومال "التي تعتبر جزءاً من أراضي جمهورية الصومال الفيدرالية".

واستنكر الصومال الشهر الماضي، توقيع إثيوبيا مذكرة تفاهم مع منطقة أرض الصومال الانفصالية، واعتبره "اعتداءً غير مبرر" من جانب إثيوبيا على سيادته.

ولاحقاً أعلن الرئيس الصومالي، أنه وقع قانوناً يُبطل مذكرة التفاهم المثيرة للجدل التي أبرمتها منطقة أرض الصومال الانفصالية وإثيوبيا مؤخراً.

وفي تغريدة عبر منصة "إكس"، قال محمود: "بدعم من مشرعينا وشعبنا، يُعد هذا القانون مثالاً على التزامنا بحماية وحدتنا وسيادتنا وسلامة أراضينا وفقاً للقانون الدولي".

وأثار إعلان إثيوبيا في يناير الماضي، توقيع رئيس وزرائها آبي أحمد مذكرة تفاهم مع رئيس منطقة أرض الصومال الانفصالية موسى بيهي عبدي في أديس أبابا أزمةً في العلاقات بين إثيوبيا والصومال.

من جانبه يقول مراقبون،  إن هناك مخاوف من حدوث خلاف دبلوماسي طويل الأمد بين إثيوبيا والصومال، لكن من غير المحتمل نشوب نزاع مسلح بينهما.

واندلع في الماضي صراع إقليمي بين البلدين، وغزت الصومال منطقة أوغادين عام 1977، وهي منطقة حدودية متنازع عليها تقع الآن في إثيوبيا، وفازت إثيوبيا في الحرب بدعم من الاتحاد السوفييتي وكوبا.

ولا تقارن قوة الصومال العسكرية بما تتمتع به إثيوبيا في الوقت الحالي، فبينما يبلغ تعداد الجيش الصومالي 20 ألف جندي، يصل عدد أفراد الجيش في إثيوبيا إلى أكثر من 130 ألف جندي.

ويعاني البلدان بالفعل من عدم الاستقرار داخليا، وتخوض مقديشو حربا طويلة مع حركة الشباب المسلحة، بينما تتعامل إثيوبيا مع تبعات حرب تيغراي بالإضافة إلى صراع جديد في منطقة أمهرة.

من جانبه طالب البيان الختامي لقمة الاتحاد الإفريقي التي عقدت في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا، إسرائيل بالامتثال لقرارات محكمة العدل الدولية لمنع الإبادة الجماعية في غزة.

وقال البيان الصادر عن القمة، اليوم الأحد: "ندين الحرب الوحشية واستخدام القوة المفرطة ضد 2.2 مليون مدني عزل'.

ودعا البيان، إسرائيل للاستجابة للدعوات الدولية إلى وقف دائم لإطلاق النار في قطاع غزة، منددًا بالعقاب الجماعي ضد المدنيين في غزة ومحاولات نقلهم بالقوة إلى شبه جزيرة سيناء.

كما دان البيان، الدعم المقدم من بعض الدول للاحتلال الإسرائيلي وإطلاق العنان له لمواصلة عملياته العسكرية، وطالب برفع الحصار الجائر المفروض على قطاع غزة.

وطالب بإجراء تحقيق دولي مستقل في الانتهاكات الإسرائيلية للقانون الإنساني الدولي في غزة، والتحقيق في استهداف المستشفيات والمؤسسات الإعلامية في غزة.

ودعا البيان، لإجراء تحقيق دولي مستقل في استخدام إسرائيل الأسلحة المحظورة دوليا في حربها بغزة،