الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

الصفدي: الأردن ومصر واضحتان بشأن رفض تهجير الفلسطينيين

وزير الخارجية الأردني
وزير الخارجية الأردني

قال وزير الخارجية الأردني، أيمن الصفدي، اليوم الأحد، ان الحكومة الإسرائيلية لا تريد إنجاز صفقة الرهائن ولا تريد للحرب أن تنتهي؛ مشيرا إلى أن الاحتلال لا يمكن أن ينعم بالأمن ما لم ينعم به الفلسطينيون.

وجاء ذلك خلال مشاركته، اليوم في جلسة حوارية ضمن أعمال مؤتمر ميونخ للأمن، بعنوان "السلام المجزأ، ومستقبل العلاقات الإسرائيلية الفلسطينية".

أكد وزير الخارجية الأردني انه يجب الاعتراف بأنه توجد "كارثة" في غزة والجيش الإسرائيلي يقتل النساء والأطفال هناك.

شدد الصفدي على رفض المملكة المطلق لتهجير الفلسطينيين. وقال "الأردن ومصر كانتا واضحتين بشكل جلي بشأن رفض التهجير، إنه انتهاك للقانون الدولي، وجريمة حرب، كما أنه لن يحل أي شيء، وسوف يمهد الطريق لمزيد من الصراع".

قال الصفدي، في مداخلاته خلال الجلسة، "علينا وضع الأمور في سياقها الصحيح؛ ما نراه في غزة هو حرب مدمرة، وإبادة جماعية، وتدمير لسبل عيش مليوني شخص، ودفع بالناس إلى الهاوية، وتدمير للمستشفيات، وقتل للصحفيين والمسعفين وعمال الإغاثة، والسبب الرئيس لكل هذا هو الاحتلال الذي ليس هنالك آفاق لانتهائه، الذي يتم ترسيخه يومًا بعد يوم".

أضاف الصفدي "انظروا إلى عدد المستوطنات وزيادة عددها الذي شهدناه خلال السنوات القليلة الماضية، انظروا إلى الوضع قبل السابع من اكتوبر، كان هناك غياب كامل للأفق السياسي، كان هنالك حكومة تضم وزراء متطرفين وعنصريين يدعون بوضوح إلى قتل الفلسطينيين، ويصفونهم بالحيوانات البشرية، ولا يحترمون حقوقهم، وكان هنالك نهج حاولت فيها هذه الحكومة الإسرائيلية بيع فكرة زائفة بأنها يمكنها تخطي القضية الفلسطينية لتحقيق سلام إقليمي وتجاهل الفلسطينيين كما لو أنهم غير موجودين".

قال الصفدي "إن السبب الرئيس للصراع هو الاحتلال الذي يشكل انتهاكاً لكل حق من حقوق الإنسان. ويتصور البعض أن المشكلة الوحيدة هي حماس، إلا أن المشكلة الوحيدة هي الاحتلال، الذي لم يكن هنالك أي آفاق لإنهائه، ونحن في العالم العربي قلنا منذ عام 2002 إننا على استعداد لإقامة علاقات طبيعية كاملة مع إسرائيل مقابل إنهاء الاحتلال وإقامة الدولة الفلسطينية، إلا أن إسرائيل لم تفكر في ذلك حتى".

وقال "من يريد السلام، فإن الطريق إلى السلام معروف وهو حل الدولتين، وإقامة دولة فلسطيني يمكنها أن تعيش بسلام وأمن مع إسرائيل".


وأضاف الصفدي "لا شيء يمكن أن يبرر استمرار تدمير سبل عيش مليوني شخص، لا شيء يمكن أن يبرر مهاجمة المستشفيات، لا شيء يمكن أن يبرر قتل 12 الف طفل، لا شيء يمكن أن يبرر جعل 17 الف طفل في غزة يتيماً. هذا غير مقبول بأي معيار من المعايير"، مؤكداً بأن إسرائيل تجاوزت كل القوانين والقيم الأخلاقية والإنسانية.

ولفت إلى أنه من غير المقبول الاستمرار في الالتفاف حول الأمور وعدم الاعتراف بأن المشكلة تكمن في السياسة الإسرائيلية، حيث أن إسرائيل لا تريد الاعتراف بحق الشعب الفلسطيني في الوجود، وهم ليسوا فقط يقولون ذلك ولكنهم يفعلون كل ما من شأنه أن يجعل حل الدولتين غير قابل للتحقيق والواقع يشير إلى ذلك.


وقال الصفدي "إسرائيل تأخذ أكثر من مليوني فلسطيني كرهائن في غزة، التي بقيت محتلة طوال السنوات الماضية؛ فإسرائيل خرجت من غزة إلا أنها حاصرت حدودها وحاصرت سماءها ومنعت دخول أي من متطلبات الحياة دون إذن منها، ومع كل هذا يدعون بأنهم انسحبوا من غزة".


وأضاف "كانت غزة سجنًا مفتوحًا حتى قبل السابع من تشرين الأول"، مشيراً إلى أنه وفي الأيام العشر الماضية تم السماح ل 43 شاحنة فقط بالدخول إلى غزة محملة بالمساعدات وإلى أنه لم يتم توزيع تلك الشاحنات لأن إسرائيل قتلت حراسة الشرطة التي كانت تحميها. وقال "هنالك 500 ألف شخص يتضورون جوعاً في غزة الآن وهم في أقسى مستويات المجاعة".


وفي الحديث عن التحريض تساءل الصفدي "عندما يقول نائب رئيس الكنيست إننا نريد حرق غزة، فمن هو المحرض؟"


وقال "بالنسبة لصفقة الرهائن، من يريد صفقة لا يبتعد عن المفاوضات. لقد انسحبت إسرائيل من المفاوضات، وأنا شخصياً أعتقد أن الحكومة الإسرائيلية الحالية لا تريد انجاز صفقة الرهائن، ولا تريد لهذه الحرب أن تنتهي، إنها تريد الاستمرار في هذه الحرب".


وأكد الصفدي أن السلام الكامل مقابل إنهاء الاحتلال هو السبيل الوحيد لضمان أمن الإسرائيليين والفلسطينيين، مشدداً "نريد سلاماً إقليمياً، نريد أن يعيش الإسرائيليون والفلسطينيون في أمن وسلام، ولكن لا يمكن لذلك أن يحدث إلا إذا تم تلبية حقوق كلا الشعبين".


وأضاف "لقد تحدثت مبادرة السلام العربية عن ضمانات عربية كاملة لأمن إسرائيل، وعلى إسرائيل أن تفعل ما هو صواب وعليها أن تعترف بأن للفلسطينيين الحق في إقامة دولتهم، والحرية وأنهم ليسوا حيوانات بشرية، بل أناس يستحقون العيش بكرامة وحرية".