في ليلة عيد الحب، كانت قلوب الأهل مفعمة بالحب والأمان، إلا أن هذه الليلة ستتحول إلى كابوس لأمّ "يوسف"، الذي غاب عن عينيها دون رجعة. كانت لحظة الوداع الأخيرة لتلك الأم، عندما ودّعت ابنها وأعطته المال وطلباته لينطلق مع أصدقائه في ليلة من المرح والبهجة.
لكن القدر كان يخبئ لهم مصيراً مؤلماً، حيث انقلبت فرحتهم إلى حزن عميق وألم لا يُنسى. لم تكن الساعات تمر كالمعتاد، فالغياب الطويل ليس إلا بوادر الكارثة القادمة. فحين حاولت الأم التواصل مع ابنها، وجدت الهاتف صامتاً، ورغم محاولاتها المتكررة، لم تلق إجابة، بل وجدت الهاتف مغلقاً، فتجلّت المخاوف في قلبها.
[[system-code:ad:autoads]]
بعد طول انتظار وبحث مضني، لم تجد الأم سوى جثة ابنها البريئة، وجثمت الألم والصدمة على قلبها. فقد جرت الأحداث بسرعة قاتلة، حيث تبين للأجهزة الأمنية أن أصدقاء "يوسف" هم من خانوا الصداقة وخنقوا براءة الطفولة بأيديهم، وتخلصوا من جثته البريئة في جبال الصحراء.
وقفت الأم وقفة صلبة، تنتظر العدالة التي تأملها، فهي تثق بأن القضاء المصري سيحقق العدالة لابنها الشهيد، الذي رحل بطريقة مأساوية على يد من كانوا يُعتبرون أصدقاءه.
هكذا تكتب الحياة قصصاً مؤلمة، وهكذا ينتظر الأمل في زاوية من الظلام، لينير درب العدالة ويُعيد الأمل لقلوب الحزينة.
وكشفت والدة الطفل رضا مراد الشهير بـ “يوسف” شهيد غدر الأصدقاء، ملابسات حادث مصرعه علي يد 4 من اصدقائه، في يوم عيد الحب.
قالت والدة الطفل رضا الشهير ب يوسف، إنه في يوم عيد الحب طلب منها نجلها مبلغ مالي وسماعة إذن بغرض الخروج مع أصدقائه وعددهم 4 اصدقاء.
واعطت يوسف، مبلغ من المال يكفي لشراء سماعة أذن والباقي لوازم الخروج والتنزه والاستمتاع مع اصحابه بعيد الحب، وبعد وقت تلاحظ غياب نجلها حتى وقت متأخر من الليل.
وأكملت، أنها شعرت بشيئ مريب في قلبها حول نجلها يوسف، فقامت بإجراء مكالمة هاتفيه علي المجني عليه حتي تطمئن، وفي المرة الأولي لم يرد حتي انتهاء جرس التليفون، فعاودت الاتصال مرة اخري، فتفاجأت بإغلاق التليفون، تقول ، ان وقتها شعرت بقبضة في قلبي وتيقنت أن نجلي في خطر الآن.
وأضافت، والدة المجني عليه، أنها انتظرت بعض الوقت ولم يرجع البيت، فأسرعت بالبحث في الشوارع القريبة من المنزل في محاولة منه ان تجده يلعب ويمرح مع أصدقائه في أحد الشوارع المجاورة، ولكن دون جدو، حتي عادة مرة اخر للسكن.
وفي ساعة متأخرة من اليوم، وهي تنتظر نجلها في مسكنها دق جرس التليفون ليخبرها احد القيادات الأمنية التابعة لقسم اول الغردقة، إنه تم العثور علي تليفون نجلها أثناء بيعه لأحد التجار بالغردقة، وتم استدعاء والدة المجني عليه ووالده للتعرف علي التليفون.
وأوضحت والدة المجني عليه إنه بالفعل تليفون ابنها، ووقتها تأكدت أن ابنها قد رحل من الدنيا، وعلمت إنه عثر علي نجلها باحدى المناطق الجبلية جثة هامة نتيجة تناولت بعض العقاقير "المنوم".
وإضافت إنه بالفحص الطبي للمجني عليه تبين إصابات بمقدمة الرأس والجنب الشمال من الجسد، مما يدل علي أن المجني عليه حاول التصدي لهم ولكنهم تمكنوا من الإجهاز في عليه وطرحوه قتيلا. وقامو بالقاء جثته في منطقة صحراوية أو جبيلة في جنوب مدينة الغردقة.
وطالبت والدة المجني عليه الطفل قتيل الغدر، بالقصاص العادل، مؤكدة أنها تثق في حكم القضاء المصري.
وتعود ملابسات الواقعة عندما عثرت الأجهزة الأمنية بمديرية امن البحر الاحمر، بالتعاون مع قسم أول الغردقة، اليوم، علي جثة لطفل يبلغ من العمر 15 عاما ملقاة بمنطقة جبلية جنوب مدينة الغردقة. وذلك عقب بلاغ من اهل الطفل بتغيب نجلهم.
واظهرت التحريات الأولية، أن الجثة لطالب يدعى رضا مراد وشهرته يوسف يبلغ من العمر 15 عاما، ويقيم بمنطقة الكوثر جنوب مدينة الغردقة.
وبالكشف الطبي علي الجثة تبين أن سبب الوفاة تناول كمية من العقاقر المنومة أدت إلى اضطرابات في عضلة القلب ما نتج عنها توقفها ومصرع المجني عليه.
كان اللواء محيي سلامة مدير أمن البحر الأحمر، تلقى إخطارا يفيد بالعثور على جثة بأحد المناطق الجبلية جنوب مدينة الغردقة، وتم إيداع الجثة مشرحة مستشفى الغردقة العام.
على الفور تم تشكيل فريق بحث، لمعرفة المتهم فى الواقعة وتبين أن وراء الحادث 4 من أصدقاء المجنى عليه حيث قاموا بسرقة الأموال التي كانت بحوزة المجني عليه وهاتفه المحمول وتخلصوا من الجثة بالقائها في منطقة جبلية جنوب المدينة.
تم تحرير محضر بالواقعة وأخطرت النيابة العامة لمباشرة التحقيقات.