الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

شكري بمؤتمر ميونيخ للأمن| مصر تكثف جهودها لتسوية النزاعات الافريقية.. يجب على الأطراف الدولية وقف نزيف الدماء بـ غزة.. فتح جبهة حرب جديدة في لبنان يهدد استقرار المنطقة

وزير الخارجية خلال
وزير الخارجية خلال مشاركته في مؤتمر ميونيخ للأمن

 

  • شكري يفتتح في مؤتمر ميونخ للأمن مائدة مستديرة لمركز القاهرة الدولي حول مستقبل منظومة السلم والأمن الافريقية
  • وزير الخارجية يعقد لقاءاً مع رئيس الحكومة اللبنانية ووزير الخارجية الكويتي 
  • شكري يلتقي بقادة مجموعة The Elders الداعمة للسلام

أكد سامح شكري وزير الخارجية، على التزام مصر بدعم رؤية افريقية طموحة للتصدي للتحديات التي تواجهها القارة الافريقية من خلال تعزيز الملكية والقيادة الأفريقية لأجندة السلم والتنمية في القارة، مشددا على جهود مصر الحثيثة لتسوية النزاعات في القارة والتخفيف من تداعياتها الإنسانية الجسيمة على نحو ما تعكسه مبادرة دول جوار السودان على سبيل المثال، وذلك في كلمته الافتتاحية أمس أمام الدول المشاركة في مؤتمر ميونيخ للأمن  

وقال وزير الخارجية في كلمته الافتتاحية للنسخة 60 من مؤتمر ميونيخ للأمن، إن مصر ستعمل على تكثيف هذه الجهود من خلال عضويتها في مجلس السلم والأمن الافريقي للفترة من ٢٠٢٤-٢٠٢٦ والتي تم انتخابها لعضويته أول أمس.

وخلال مشاركته افتتح الوزير سامح شكري المائدة المستديرة التي عقدها مركز القاهرة الدولي لتسوية النزاعات وحفظ وبناء السلام بعنوان: "بزوغ حقبة جديدة؟ منظومة السلم والأمن الافريقية في عالم متغير" بمشاركة عدد من الوزراء وكبار المسئولين من المنظمات الدولية والإقليمية ورؤساء مراكز الفكر والأبحاث.

واستهل كلمته بالإشارة إلى التحديات الراهنة التي تواجه القارة الافريقية في مجال السلم والأمن، لاسيما الأزمات في ليبيا والسودان والقرن الافريقي والحرب في غزة وتداعيات الحرب الأوكرانية الروسية. 

وأضاف أن هذه التحديات تكشف بوضوح أوجه القصور في الأطر الدولية القائمة لتحقيق السلم والتنمية المستدامين. 

وأضاف أن المائدة المستديرة تتيح فرصة مواتية لحوار بنّاء حول كيفية تطوير وتعزيز فعالية الجهود الدولية والأفريقية لدعم السلم والأمن الدوليين في مواجهة الأزمات المتداخلة. 

 كما أكد مواصلة دعم مصر لمنظومة حفظ السلام بصفتها أحد أكبر الدول المساهمة بقوات في بعثات السلام الأممية، كما أقر بأهمية قرار مجلس الأمن رقم ٢٧١٩ الخاص بتمويل بعثات دعم السلام الافريقية الذي تم اعتماده في ديسمبر العام الماضي.

وعلى هامش مشاركته في مؤتمر ميونيخ للأمن، عقد وزير الخارجية عدة لقاءات على مستوى نظرائه وعدد من المسئولين الدوليين  

أعضاء مجموعة The Elders

التقى وزير الخارجية في مستهل زيارته لمدينة ميونخ الألمانية للمشاركة في مؤتمر ميونخ للأمن، مع عدد من كبار القادة والمسئولين الدوليين أعضاء مجموعة The Elders، والتي أسسها الزعيم الراحل نيلسون مانديلا لدعم السلام حول العالم.
 

وذكر السفير أحمد أبوزيد المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية، أن الوزير شكري ثمَّن الدور الهام لقادة المجموعة في ترسيخ أسس السلام بين مختلف الشعوب على ضوء الخبرات المتراكمة التي يتمتعون بها على الصعيد الدولي، مؤكداً ما يضطلع به أعضاء المجموعة من جهود مقدرة مع الأطراف الدولية لوقف نزيف الدماء في غزة، واحتواء تداعيات الأوضاع الإنسانية المتردية في القطاع.
 

وكشف السفير أحمد أبو زيد، أن قادة المجموعة حرصوا على الاستماع لتقييم وزير الخارجية لمجريات الحرب الإسرائيلية ضد قطاع غزة، حيث تناول الوزير شكري التحركات التي تضطلع بها مصر على الصعيدين السياسي والدبلوماسي لتحقيق وقف إطلاق النار، وإنفاذ التهدئة وتبادل المحتجزين، فضلاً عن ضمان إدخال المساعدات الإغاثية لأبناء الشعب الفلسطيني بالقدر الكافي والمستدام للتعامل مع الأوضاع اللاإنسانية التي يتعرضون لها يومياً، وتلبية الاحتياجات الملحة لهم.
 

وأردف السفير أبو زيد، بأن الوزير شكري تناول كذلك مخاطر أبعاد أية عمليات عسكرية لإسرائيل في مدينة رفح، وما تكتنفه من تداعيات إنسانية كارثية بالقطاع محذراً من العواقب الخطيرة لمثل هذا الإجراء. 

كما شدد في ذات السياق على أهمية تحرك الأطراف الدولية للضغط على إسرائيل لدرء هذا الأمر، والعمل على تحقيق الإنفاذ الكامل للمساعدات، لتخفيف المعاناة الإنسانية للفلسطينيين في غزة، ومنع تنفيذ سيناريو التهجير القسري لهم أو تصفية القضية الفلسطينية، وهو ما ترفضه مصر جملةً وتفصيلاً. 


وذكر المتحدث الرسمي للخارجية، أن المناقشات بين الوزير شكري وقادة المجموعة تطرقت كذلك للتحركات الرامية لتحقيق التنفيذ الكامل لقرارات مجلس الأمن والجمعية العامة للأمم المتحدة ذات الصِلة بالأزمة في غزة، وكذلك التدابير المؤقتة التي نصت عليها محكمة العدل الدولية، حيث تمَّ التأكيد على المسئولية القانونية والإنسانية والسياسية للأطراف الدولية في إنفاذ التهدئة وتسريع عملية إدخال المساعدات للقطاع وفقاً للقرارات الدولية، وضرورة استمرار دعم وكالة الأونروا في تقديم خدماتها الحيوية للفلسطينيين وفقاً لتكليفها الأممي.
 

وأعرب قادة المجموعة عن تقديرهم للجهود المصرية الحثيثة منذ بدء الأزمة في احتواء تداعياتها على كافة الأصعدة، والدور الهام الذي تضطلع به على مسار تقديم وإيصال المساعدات الإنسانية، مؤكدين الحرص على مواصلة التشاور مع مصر لدورها الإقليمي البارز، والأطراف الدولية، للحد من هذه الأزمة، والدفع بجهود السلام قدماً حفاظاً على استقرار المنطقة، والسلم والأمن الدوليين.

لبنان وأزمة الفراغ الرئاسي

كما عقد وزير الخارجية سامح شكري، خلال مشاركته في اجتماعات مؤتمر ميونخ للأمن، لقاءاً مع نجيب ميقاتي، رئيس الحكومة اللبنانية، وذلك في إطار الدعم الدائم والمستمر الذي تقدمه مصر للبنان الشقيق من أجل التوصل لحلول جذرية على صعيد كافة الأزمات التي تواجهه.  

وصرح السفير أحمد أبو زيد، المتحدث الرسمي ومدير إدارة الدبلوماسية العامة بوزارة الخارجية، أن الوزير شكري أعرب عن دعم مصر الكامل لجهود السيد ميقاتي في التعامل مع المرحلة الحالية التي يمر بها لبنان، مع التقدير الكبير لمساعيه التي يبذلها لتقليل تبعات الفراغ الرئاسي على المؤسسات اللبنانية. 

وأكد وزير الخارجية على حرص القاهرة على استمرار التعاون مع  رئيس الوزراء اللبناني لتجاوز هذه المرحلة الصعبة، والعمل من أجل منع تدهور الأوضاع الاقتصادية والأمنية.

وفي هذا الإطار، أشار وزير الخارجية إلى ضرورة أن تظهر إرادة لبنانية واضحة لحل أزمة الفراغ الرئاسي، موضحاً أن القاهرة لا تدخر جهداً في اتصالاتها على المستوى الثنائي أو عبر تنسيقها مع الدول أعضاء اللجنة الخماسية الخاصة بلبنان من أجل حلحلة أزمة الشغور الرئاسي، مشدداً على أن مصر لا تتدخل في طرح أسماء بعينها للرئاسة. 


وأوضح المتحدث باسم الخارجية، أن الوزير شكري أكد في الوقت ذاته على حرص مصر التام على سلامة واستقرار لبنان، معرباً عن دعم مصر الكامل للسيادة اللبنانية على أراضيه في مواجهة أية انتهاكات، مشيراً إلى أن مصر تؤكد في كافة اتصالاتها مع الأطراف الفاعلة قلقها البالغ من مخاطر اتساع رقعة الصراع الدائر في قطاع غزة، بما يهدد استقرار المنطقة بأسرها. 


وأردف السفير أبو زيد، أن رئيس الحكومة اللبنانية أعرب من جانبه على تقدير لبنان البالغ للدعم المصري للبنان في تلك الظروف الدقيقة، وما تقوم به مصر من دور محوري  على كافة المستويات من أجل إيجاد السبل الناجعة لمساعدة الجانب اللبناني حيال كافة ما يواجهه من تحديات، سواء على صعيد أزمة الفراغ الرئاسي، أو فيما يتعلق بالعدوان الإسرائيلي على غزة، ومخاطر التداعيات الخاصة باتساع دائرة الحرب، بما يعرض أمن وسلامة لبنان، وكذا المنطقة كلها، للدخول في مرحلة من عدم الاستقرار.

 وأكد ميقاتي على ضرورة العمل المشترك من أجل سرعة التوصل إلى حل لأزمة الرئاسة، وكذا ضمان عدم الانجرار إلى فتح جبهة حرب جديدة في لبنان. وأضاف أنهم يعولون على الدور المصري المساند للبنان، بما يحقق الصالح الوطني اللبناني ويحفظ أمنه وفى الوقت ذاته حقوقه ومقدراته.
 

تعاون أرحب بين مصر والكويت 


ذكر السفير أحمد أبو زيد المتحدث الرسمي ومدير إدارة الدبلوماسية العامة بوزارة الخارجية المصرية، أن  سامح شكري وزير الخارجية التقى يوم ١٦ فبراير الجاري مع  عبدالله علي اليحيا وزير خارجية دولة الكويت الشقيقة، وذلك على هامش مشاركة الوزيرين في مؤتمر ميونخ للأمن.

وأوضح المتحدث الرسمي باسم الخارجية، أن المباحثات بين الوزيرين تناولت بشكل تفصيلي مسارات تعزيز أوجه التعاون الثنائي بين البلدين الشقيقين، حيث أكد الوزير شكري على اعتزاز مصر بالعلاقات الأخوية الممتدة التي تجمعها مع دولة الكويت، وما وصلت إليه مسارات التعاون الثنائي من مستويات متميزة على ضوء حرص قيادتي البلدين لتعزيز مجمل العلاقات الثنائية بين الشعبين الشقيقين، معرباً عن التطلع لاستكمال التنسيق لتطوير آليات التعاون الثنائي وعقد أعمال اللجنة المشتركة المصرية - الكويتية القادمة في القاهرة قريباً، وكذلك اللجان القنصلية والمهنية المنشأة بين البلدين.

ومن جانبه، أعرب وزير الخارجية الكويتي عن تقدير بلاده لأواصر العلاقات الراسخة في شتى المجالات مع مصر، والحرص على تنميتها وتطويرها لما فيه خير للشعبين الشقيقين، مؤكداً تطلع بلاده لمواصلة التنسيق المشترك للدفع بأوجه التعاون الثنائي لآفاق أرحب، وكذا لتنسيق المواقف تجاه مختلف قضايا المنطقة العربية، والرؤى إزاء القضايا الإقليمية والدولية محل الاهتمام المشترك.

وذكر السفير أحمد أبو زيد، أن مباحثات الوزيرين تطرقت كذلك لمستجدات الحرب الإسرائيلية ضد قطاع غزة، والأوضاع الإنسانية المتدهورة في القطاع، حيث تمَّ التأكيد على مواصلة التنسيق الثنائي بين مصر والكويت، وتحت مظلة العمل العربي المشترك، لوقف الاعتداءات الإسرائيلية ضد الفلسطينيين في غزة، وتحقيق وقف إطلاق النار وإنفاذ المساعدات الإنسانية بشكل كامل للأشقاء الفلسطينيين في القطاع، فضلاً عن الرفض الكامل لأية محاولات ومخططات التهجير القسري ضد الفلسطينيين من أراضيهم.

وفي سياق متصل، تبادل الوزيران التقييمات تجاه تزايد التوتر في المنطقة على خلفية الأوضاع في قطاع غزة، حيث توافق الوزيران إزاء ضرورة الاستمرار في التحركات والاتصالات اللازمة مع مختلف الأطراف للحيلولة دون توسيع دائرة العنف والصراع في المنطقة.

هذا، واتفق الوزيران على تكثيف التنسيق والعمل المشترك خلال الفترة القادمة للحد من الأزمة في قطاع غزة واحتواء تداعياتها، فضلاً عن تعزيز آليات العمل العربي المشترك لدعم ركائز الأمن والاستقرار في المنطقة