كثرة الكلام بغير ذكر الله تجعل قلبك قاسيًا موحشًا، بعيدًا عن المولى، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا تكثروا الكلام بغير ذكر الله، فإن كثرة الكلام بغير ذكر الله قسوة للقلب، وإن أبعد الناس عن الله القلب القاسي»، فمن يريد أن يعصم من مكائد الشيطان فعليه بكثرة ذكر الله.
عن أبي الدّرْدَاءِ -رضي الله عنه- قالَ قالَ النبيّ -صلى الله عليه وسلم-: «أَلاَ أُنَبّئُكُمْ بِخَيْرِ أعمَالِكُمْ وأزْكَاها عِنْدَ مَلِيكِكُمْ وأَرْفَعِهَا في دَرَجَاتِكُمْ وَخَيْرٍ لَكُمْ مِنْ إِنْفَاقِ الذّهَبِ وَالْوَرِقِ وَخَيْرٍ لَكُمْ مِنْ أنْ تَلْقَوْا عَدُوّكُمْ فَتَضْرِبُوا أَعْنَاقَهُمْ وَيَضْرِبُوا أعْنَاقَكُمْ؟ قالُوا بَلَى، قالَ ذِكْرُ الله تَعَالَى» فقالَ: مُعَاذُ بنُ جَبَلٍ -رضي الله عنه- "ما شَيْءٌ أَنْجَى مِنْ عَذَابِ الله مِنْ ذِكْرِ الله"، رواه الترمذى.
[[system-code:ad:autoads]]
فوائد ذكر الله
1) زيادة الثقة بالنفس ومزيد من السعادة
2) الأذكار تضاعف أجور الأعمال الصالحة
3) المساعدة على النوم لمن يعاني من إضطرابات النوم
4) التخلص من الخوف والقلق والتوتر
5) تنشيط خلايا الجسم
6) التخلص من هموم الحياة والغم والحزن
7) الفرح برحمة الله تعالى والتفاؤل والاستبشار
كثرة ذكر الله
قال الإمام صفى الرحمن المباركفوري فى شرحه لجامع الترمذي، أن قول النبى: «أَلاَ أُنَبّئُكُمْ بِخَيْرِ أعمَالِكُمْ» أي ألا أخبركم بأفضل أعمالكم التى ستأخذون عليها الكثير من الثواب، وقوله –صلى الله عليه وسلم-: « وأزْكَاها عِنْدَ مَلِيكِكُمْ وأَرْفَعِهَا في دَرَجَاتِكُمْ» أي أنماها وأنقاها، فالزكاء هو النماء والبركة، والمليك بمعنى المالك وهى صيغة للمبالغة، والمعنى أنه عمل من أفضل الأعمال عند الله التى يعطى عليها الكثير من الثواب ويرفع من درجات المؤمن عنده تعالى.
وأوضح الإمام فى شرح الحديث، أن قوله –صلى الله عليه وسلم-: «وَخَيْرٍ لَكُمْ مِنْ إِنْفَاقِ الذّهَبِ وَالْوَرِقِ» أي أفضل عند الله من إنفاق المؤمن للذهب والفضة، ، وقول النبى «وَخَيْرٍ لَكُمْ مِنْ أنْ تَلْقَوْا عَدُوّكُمْ فَتَضْرِبُوا أَعْنَاقَهُمْ وَيَضْرِبُوا أعْنَاقَكُمْ؟»، أى وأفضل ثواباً عند الله من الجهاد فى سبيله تعالى، والمعنى ألا أنبئكم بما هو خير لكم من بذل أموالكم وأنفسكم في سبيل الله.
وأضاف المباركفوري أن قول رسول الله «قالَ ذِكْرُ الله تَعَالَى»، قال شيخ الإسلام عز الدين بن عبد السلام في قواعده: هذا الحديث مما يدل على أن الثواب لا يترتب على قدر النَصَب في جميع العبادات بل قد يأجر الله تعالى على قليل الأعمال أكثر مما يأجر على كثيرها فإذاً الثواب يترتب على تفاوت الرتب في الشرف.
ذكر الله هو عماد القلب، والقلب عماد الجسد ، وقلب المؤمن يحيا بذكر الله تعالى ؛ وبحياة القلب يحيا سائرُ الجسد، وعلاقة الذكر ببقية العبادات كعلاقة الشجر بالأرض ؛ فلا يمكن أن تزرع شجرة دون أن تمتلك أرضا تزرعها فيها .
الأمر بالذكر هو أمر المحب لمن يحب ، فإذا أحب المرء منا حبيبا طلب منه أن يذكره –ولله المثل الأعلى- فالذكر أمارة الحب ، فما من محب وهو لاه عن محبوبه ، ولذلك يقول العلماء : "الذكر منشور الولاية".