صيام اتنين وخميس في شهر شعبان أمر جائز شرعًا وثبت أن سيدنا النبي صلى الله عليه وسلم كان يصوم يومي الاثنين والخميس من كل شهر، وكان النبي صلى الله عليه وسلم يصوم شعبان إلا القليل منه وعن أم سلمة -رضي الله عنها-، قالت: ما رأيت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- صام شهرين متتابعين، إلا أنه كان يصل شعبان برمضان.
ويتبقى السؤال الذي يحير الناس وهو حكم صيام يوم الشك، ويوم الشك المقصود به الثلاثين من شهر شعبان، وسمي بذلك لأن الناس تشك فيه هل هو من شعبان أو من رمضان مع عدم التمكن من رؤية الهلال الذي نجيب عنه في السطور التالية، ويجوز صيام اتنين وخميس في شهر شعبان أو أي شهر خلاف رمضان.
صيام اتنين وخميس في شهر شعبان
صيام اتنين وخميس في شهر شعبان، يجوز شرعا صيام اتنين وخميس في شهر شعبان، وكان سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم يكثر من صيام شهر شعبان، كما أنه ثبت أن سيدنا النبي كان يصوم شعبان إلا القليل منه، وفي الحديث الشريف عن عائشة -رضي الله عنها-، عن صيام رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فقالت: كان يصوم حتى نقول: قد صام ويفطر حتى نقول: قد أفطر، ولم أره صائما من شهر قط، أكثر من صيامه من شعبان كان يصوم شعبان كله، كان يصوم شعبان إلا قليلا.
وهناك فتوى في دار الإفتاء تقول إنه يجوز صيام النصف الأول من شهر شعبان بأكمله وإذا انتصف وعدى النصف الأول من شهر شعبان لا يستحب الصيام والأولى أن يستعد المسلم لرمضان، ووفقا لدار الإفتاء تقول إن سيدنا النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن صيام النصف الثاني من شعبان استعدادا لشهر رمضان لكن يجوز صيام رمضان في حالات القضاء والكفارات والنذور وصيام الاثنين والخميس في شعبان.
وفي حديث عن سيدنا رسول الله ه -صلى الله عليه وسلم- كان يصوم شعبان كله، ويتحرى صيام الاثنين والخميس ، وعن سيدنا أبي هريرة -رضي الله عنه-، قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: لا تقدموا رمضان بصوم يوم ولا يومين؛ إلا رجل كان يصوم صوماً، فليصمه.
صيام النصف الثاني من شعبان
صيام النصف الثاني من شعبان ، كان سيدنا النبي ينهي عن صيام النصف الثاني من شهر شعبان إلا في حالات معينة، ووفقا لدار الإفتاء ثبت عن سيدنا النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أنه قال: «إِذَا انْتَصَفَ شَعْبَانُ فَلا تَصُومُوا»، رواه أبو داود والترمذي وابن ماجه ، لكن إن اعتدى أحد الناس صيام الاثنين والخميس يصوم وإن كان هناك أيام ليه أن يقضيها فليقضيها في النصف الثاني من شهر شعبان ولا شيء في هذه الجزئية من الفتوى، وورد عن السيدة عائشة رضي الله عنها، ورد عنها أنها كانت تقضي ما عليها من أيام رمضان، بصيامها في شهر شعبان الذي يليه.
وصيام النصف الثاني من شعبان ورد فيه خلاف بين الفقهاء والعلماء منهم من أجاز الصيام بشكل مطلق أيام الشك، ومنهم من نهى كما أن بن عبدالنبي قال لابأس من صيام الشك تطوعا وهذا اتفق عليه أئمة الفتوى ، كما أن هناك رأي ينهي ويقول بعدم جواز صيام يوم الشك ومنهم من قال عدم الجواز سواء يوم الشك وما قبله من النصف الثاني إلا أن يصل صيامه ببعض النصف الأول أو يوافق عادة له وهو الأصح عند الشافعية.
وثبت عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أنه قال: «إِذَا انْتَصَفَ شَعْبَانُ فَلا تَصُومُوا»، رواه أبو داود ، وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لا تَقَدَّمُوا رَمَضَانَ بِصَوْمِ يَوْمٍ وَلا يَوْمَيْنِ إِلا رَجُلٌ كَانَ يَصُومُ صَوْمًا فَلْيَصُمْهُ» وعن عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قالت: «كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَصُومُ شَعْبَانَ كُلَّهُ، يَصُومُ شَعْبَانَ إِلا قَلِيلا» أخرجه مسلم.. وهناك حديث آخر عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «إِذَا انْتَصَفَ شَعْبَانُ فَلا تَصُومُوا» بقول ابن حجر فى فتح البارى: وَقَالَ جُمْهُورُ الْعُلَمَاءِ: يَجُوزُ الصَّوْمُ تَطَوُّعًا بَعْدَ النِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ وَضَعَّفُوا الْحَدِيثَ الْوَارِدَ فِيهِ, وَقَالَ أَحْمَدُ وَابْنُ مَعِينٍ إِنَّهُ مُنْكَرٌ.
وعَنْ أَبِي سَلَمَةَ، أَنَّ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، حَدَّثَتْهُ قَالَتْ: لَمْ يَكُنِ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَصُومُ شَهْرًا أَكْثَرَ مِنْ شَعْبَانَ، فَإِنَّهُ كَانَ يَصُومُ شَعْبَانَ كُلَّهُ ".
فضل الصيام في شعبان
فضل الصيام في شعبان، كان من أكثر الشهور التي يصوم فيها النبي ويستحب للمسلم صيام الاثنين والخميس طوال الشهر وفي حديث شريف عن أبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: قَالَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ: "كُلُّ عَمَلِ ابْنِ آدَمَ لَهُ، إِلَّا الصِّيَامَ، هُوَ لِي وَأَنَا أَجْزِي بِه"ِ ..فَوالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ، لَخُلْفَةُ فَمِ الصَّائِمِ، أَطْيَبُ عِنْدَ اللهِ مِنْ رِيحِ الْمِسْكِ، الصيام له فضل كبير في شعبان فهو مدرسة أخلاقية واستعداد وتدريب على دخول شهر رمضان.
لم أركَ تصوم شهرًا منَ الشهور ما تصوم في شعبان، فقال صَلَّى الله عليه وسَلَّم: (ذلك شهر يغفل عنه الناس بين رجب ورمضان، وهو شهر ترفع فيه الأعمال إلى الله تعالى فأحب أن يُرْفعَ عملي وأنا صائم) رواه الترمذي والنسائي. وفيه تحويل القبلة قال الله تعالى: (قد نرى تقلب وجهك في السماء فلنولينك قبلة ترضاها فول وجهك شطر المسجد الحرام وحيثما كنتم فولوا وجوهكم شطره وإن الذين أوتوا الكتاب ليعلمون أنه الحق من ربهم وما الله بغافل عما يعملون).
وعَنْ سَهْلٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " إِنَّ فِي الجَنَّةِ بَابًا يُقَالُ لَهُ الرَّيَّانُ، يَدْخُلُ مِنْهُ الصَّائِمُونَ يَوْمَ القِيَامَةِ، لاَ يَدْخُلُ مِنْهُ أَحَدٌ غَيْرُهُمْ، يُقَالُ: أَيْنَ الصَّائِمُونَ؟ فَيَقُومُونَ لاَ يَدْخُلُ مِنْهُ أَحَدٌ غَيْرُهُمْ، فَإِذَا دَخَلُوا أُغْلِقَ فَلَمْ يَدْخُلْ مِنْهُ أَحَدٌ ".
واستشهدت دار الإفتاء المصرية برأي ابن قدامة فى المغني يقول:لَيْسَ هُوَ بِمَحْفُوظٍ – أى الحديث - وَسَأَلْنَا عَنْهُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ مَهْدِيٍّ، فَلَمْ يُصَحِّحْهُ، وَلَمْ يُحَدِّثْنِي بِهِ، وَكَانَ يَتَوَقَّاهُ. قَالَ أَحْمَدُ: وَالْعَلاءُ ثِقَةٌ لا يُنْكَرُ مِنْ حَدِيثِهِ إلا هَذَا وعلى ذلك يجوز للمسلم أن يصوم على قدر استطاعته من شهر شعبان ابتاعا لسنة سيدنا النبي صلى الله عليه وسلم.
ويستحب أن ندعوا في شهر شعبان اللهم اغفر لي الذنوب التي تهتك العصم ، اللهم اغفر لي الذنوب التي تنزل النقم ، اللهم اغفر لي الذنوب التي تغير النعم ، اللهم اغفر لي الذنوب التي تحبس الدعاء ، اللهم اغفر لي الذنوب التي تنزل البلاء ، اللهم اغفر لي كل ذنب اذنبته وكل خطيئة اخطأتها .
-اللهم عظم سلطانك وعلا مكانك وخفي مكرك وظهر امرك ، وغلب جندك وجرت قدرتك ، ولا يمكن الفرار من حكومتك ، اللهم لا اجد لذنوبي غافرا ولا لقبائحي ساترا ، ولا لشيء من عملي القبيح بالحسن مبدلا غيرك.