الحب أثمن شىء فى الوجود، وما أروع كلمات الأديب المنفلوطى فى كتابه "العبرات"حيث يقول: هذه الطيور التى تغرد فى أفناء الكون، إنما تغرد بنغمات الحب، وهذا النسيم الذى يتردد فى أجواء الحياة، إنما يحمل فى أعطافه رسائل الحب، وهذه الكواكب فى سمائها، والشموس فى أفلاكها، والأزهار فى رياضها، والأعشاب فى مروجها، والسوائم فى مراتعها والسوارب فى أحجارها، كلها تعيش بنعمة الحب.
ونقول لكل قاس ومتجمد ومتجهم للحياة وفاقد أجمل نعمة فى الوجود وهى نعمة الحب.: إن الرسول صلى الله عليه وسلم يقول:"تحابوا. تراحموا. توادوا. تعاطفوا, وكونوا عباد الله إخوانا".
وآيات الحب فى القرآن الكريم والإنجيل والتوراة كثيرة، ثم إنى أسأل قساة القلوب والمستبدين والكارهين: متى كان الحيوان الأعجم والجماد الصامت أرفع شأنا من الإنسان الناطق وأحق منه بنعمة الحب والحياة؟
إن معانى الحب كثيرة ومتعددة، ومنها الميل الوجدانى للمحبوب, والإحساس بالارتباط الشديد به، والشوق والحنين إليه، والرغبة فى الاقتراب الأبدى منه.
ومن أجمل أنواع الحب نجد الحب العقلى، حيث يرى المحب فى عقل محبوبه متعة التوافق الفكرى، وحلاوة التواصل العقلى، فيتحدثان ويتحاوران لساعات طويلة، ويجد كل طرف لدى الآخر قدرا هائلا من الفهم والتفاهم، ويتمتعان معا بالإنصات المتبادل, والحديث الشيق، ويكثر هذا النوع لدى المثقفين، وأصحاب المذاهب الفكرية المختلفة.
إن الشخص الذى يسير فى حياته على ضوء فلسفة الكره والهم والغم يسير بطريقة عمياء، وسيلقى الصخور والجنادل فى كل طريق يمشى فيه، وفى كل منعرج وانحناءة يتجه إليها فيعيش فى قلق ولايجد للحياة معنى، إنه يرى أخطارا حيث لا توجد أخطار، ويتجهم للحياة، بينما هى مبتسمة تمرح فيها الطيور، وتغنى البلابل وتتراقص الأشجار، ويبتسم الزهر فى الحدائق.
• شاع بين الناس أنه لاحب فى الزواج، بل وشاعت مقولة الكاتب الفنان إحسان عبد القدوس "الذين يحبون لايتزوجون" نعم فأنطونيو لم يتزوج كليوباترا، وروميو لم يتزوج جوليت، والكاتب العملاق عباس العقاد لم يتزوج أم كلثوم، والكاتب أنور المعداوى لم يتزوج الشاعرة فدوى طوقان، ولكنى هنا أخالف هذا الرأى تماما، وهناك مثل صحيح ومؤكد حينما أحبت الكاتبة الإسلامية الكبيرة عائشة عبد الرحمن"بنت الشاطىء" نعم أحبت، وتزوجت أستاذها فى الجامعة، بل رضيت أن تكون الزوجة الثانية له، وبعد أن مات كتبت عنه شعرا يعجز أن يقوله الشعراء المحبون، ولها فى ذلك ديوان إسمه"على الجسر" تقصد الجسر القائم بينها وبينه حتى بعد مماته، وظل قلبها يمتلىء حبا وهياما طول عمرها لحبيبها وزوجها وأستاذها وحتى بعد رحيله.
• اليوم 14 فبراير تتعامد الشمس على قدس أقداس معبد كلابشة بمدينة أسوان، وقد نجح الباحث المصرى الدكتور أحمد عوض مع فريقه البحثى بالتعاون مع الجمعية المصرية للتنمية السياحية فى توثيق ورصد ظاهرة تعامد الشمس على نقوش تمثل المعبود "ماندوليس" المعروف باسم" حورس النوبة"، ونقوش تمثل المعبودة حورس، وهى ترتدى التاج الشمسى للمعبودة حتحور، داخل قدس أقداس المعبد, وهو التعامد الذى يتم يوم الرابع عشر من شهر فبراير فى كل عام بمناسبة عيد الإله حورس. كما نجح الفريق فى رصد تعامد الشمس على معابد الملكة حتشبسوت فى غرب الأقصر، ومعبد دندرة فى غرب مدينة قنا، وأخيرا فى معبد كلابشة بمدينة أسوان، ويستعد الفريق أيضا لرصد تلك الظاهرة فى معابد مصرية أخرى مثل معابد ومناطق إدفو وهيبس ودير الحجر وقصر غويطة.
وأطالب المجلس الأعلى للآثار المصرية بفتح المناطق التى ثبت تعامد الشمس عليها فى الساعة الخامسة من صباح يوم التعامد لتمكين السياح من رؤية تلك الظواهر التى تؤكد ريادة قدماء المصريين لمختلف العلوم والفنون وفى مقدمتها علم الفلك، كما أطالب بوضع مواعيد وقوع تلك الظواهر على الأجندة السياحية المصرية. يذكر أن معبد كلابشة بنى فى أواخر العصر البطلمي، وأكمل بناؤه فى حكم الامبراطور الرومانى أوغسطس, وتم تكريسه لإله الشمس النوبى الذى يدعى ماندوليس، وهو النظير النوبى لحورس, وفى عام 1970 نقل المعبد إلى موقعه الحالى على بعد 55 كيلومترا جنوب أسوان، ويمكن لزائر المعبد أن يسير على طول أحد الممرات الحجرية المهيبة التى تمتد من ضفاف البحيرة حتى البوابة الأولى للمعبد.
• أجمل رسم هندسى يقوم به الإنسان أن يبنى جسرين من الأمل فوق بحر من اليأس والإحباط.