رسائل الحب والغرام الملوكي غرام الأسياد على الطريقة الفرعونية لا مثيل له وكأنها كلمات توارثها الأجيال على مر العصور فقد تعرفنا على الكثير من رسائل حب أجدادنا الفراعنة التى نقشت على جدران المعابد و المقابر ودونت على أوراق البردى ، فكل شيء عند أجدادي الفراعنة كان له رونق ومذاق خاص ، حتى الحب عند الفراعنة المصريين كان له مذاق خاص .
وكان أجدادي الفراعنة هم الأكثر تميزاً في كيفية اختيار الكلمات والمعاني التي تعبر عن مشاعرهم وحبهم .
-الملك رمسيس والملكة نفرتاري
فمن منا لا تتمنى أن يقال لها "هى التى تشرق الشمس من أجلها "مثلما قال الملك رمسيس الثانى لزوجته وحبيبته نفرتاري بعد ما نحت لمحبوبتة و زوجته المفضلة و التي وضعها على عرش البلاد كملكة متوجه "نفرتاري" معبد مبهر بأبو سمبل ، و نحت لها على واجهته هذه المقولة .
و على بعد أمتار من معبدها ، وضع في معبده الرئيسي هو بأبوسمبل،لوحة زواجه من اميرة أجنبية حيثية. و وصفها بأنها "الرائعة الجميلة".
و كان رمسيس الثاني قد كتب للمعبودات الأسطورية انها هي "...التى اخترتموهالي".
العروسة الأجنبية كان إسمها "شاويشكانوا"
و التي حول إسمها إلى إسم مصري هو "ماعت حر نفرو رع".
-ايزيس و أزوريس
ومن لا يحب أن تفعل من أجله مثلما فعلت إيزيس من أجل أزوريس حين سمعت أيزيس بما حدث لزوجها وحبيبها و كانت هى«إلهة كل البدايات» والأمومة والخصوبة والطبيعة والسحر، بكيت على محبوبها لدرجة أن فاضت أعينها من الدمع وأصبحت نهراً ، ولَم تيأس إيزيس وقامت تبحث عن حبيبها وزوجها وأخيها بإصرار وأستماته كالجندى المحارب . كانت تخشى إيزيس على جسد أزوريس أنه من دون طقوس دفن ملائمة لأوزيريس لن يكون بمقدوره أن يبعث إلى الحياة الثانية .
وسجلت نصوص الأهرام سيرة الملكة إيزيس والتى تتجلى فى الأمر الإلهي " انتحبى إيزيس، انتحبى لأجل أخيك أوزوريس" وفى موضع آخر تخاطب النصوص أوزوريس قائلة "إيزيس ستعتنى بك، ستعتنى بك بعد أن وجدتك".
-أمنحتب الثالث و تي
ولا يقال لها أحبك وهذا هو الأهم أنتِ فى دمى مثلما قال أمنحتب الثالث لحبيبته تي وكانت "تى" محبوبة أمنحتب لم تكن تحمل دماءً ملكية، وكان أبوها ضابطًا بالجيش، وترقي حتى حصل على رتبة قائد العجلات الحربية، أما أمها فكانت كاهنة في معبد الإله "مين" مما أتاح لتي أن تحصل على قدر من الثقافة.
ولجأ أمنحتب إلى كهنة آمون ليتغلب على مشكلة عدم ملكية دماء "تي" التي تعلق قلبه بها، فاقترحوا عليه إقامة معبد لآمون "إله طيبة" وهي أحد مناطق مصر القديمة، وبداخل المعبد شيد أمنحتب حجرة للولادة الإلهية، حيث ادعى الكهنة أن أمنحتب الثالث هو نتاج لمعاشرة الإله آمون لأمه، وبذلك يكون "ابن الإله".
وتخطى أمنحتب عقبته أمام زواج محبوبته بهذه الحيلة؛ لأن كونه
ابن إله لا يجعله من السلسلة الملكية، وبالتالي من حقه الزواج بمن يريد دون أن يهدد هذا الزواج عرشه الملكي.
وقام أمنحتب بتخليد عقد زواجه على "تي" بأن أمر بنقشه على الجعران (نوع من الخنافس الطائرة التي عاشت وقت الفراعنة) الذي يطوف حوله المئات كل يوم داخل معابد الكرنك الشهيرة في مدينة الأقصر.
وفى السنة الحادية عشرة من حكمه خلال فترة فيضان النيل، أمر أمنحتب بحفر بحيرة كبيرة لتتجول فيها "تي" بقاربها الملكي وتحيطها الأشجار من حولها، رغبة منه في تقديمها هدية لزوجته المحبوبة، وبالفعل تم حفرها بمشاركة آلاف العمال.
-أخناتون ونفرتيتي
أو يقال لها مثلما قال أخناتون لزوجته وحبيبته نفرتيتي " أقسمت بك يا إلهي أن تجعلها نوراً في قلبي لا ينطفئ، وتجعلني عوداً في ظهرها لا ينكسر، فهي مني وأنا منها " .
-ميريت آتون و سمنخ كا رع
أما عن رسالة حب ميريت آتون أبنة نفرتيتي لزوجها وكأنها كانت خير وريث فى كيفية التعبير عن مشاعرها لزوجها وحبيبها فعن أي ذوق نتحدث نحن عن رقة الكلمات او عن عذوبة العبارات او عن الحب و الإخلاص فى المشاعر فقالت الأميرة ميريت آتون أبنة الملكة نفرتيتي لزوجها .
"سأكون في انتظارك..دائماً في انتظارك"،
فانتظارك هو الأمل الذي أحيا به وأعيش له..
ومادامت تميمة حتحور تزين صدرك العريض
وتوأمتها تزين معصمي ..
فستعود الى كما وعدتني بمحراب المعبد..
سأكون بانتظارك عندما تأتي
وسأرتدي أجمل أزيائي كالشجرة التي تتزن بأجمل أزهارها.
سأكون بانتظارك كعيدان القمح التي تتزين بسنابلها الذهبية
لتستقبل طيور السمان وتخفيه عن عيون البشر ."
-توت عنخ آمون و عنخ إسن آمون
ويذكر ان من بين أشهر قصص الحب الملكية فى مصر القديمة، كانت قصة توت عنخ آمون و"عنخ أس أن با آمون"، التى نشأت بينهما قصة حب منذ الصغر فى قصور العمارنة وانتهت بالزواج وهما فى سن صغيرة، وعثر بمقبرة الفرعون الذهبى الصغير، على الكثير من الأشياء توضح هذا الحب، فعلى كرسى العرش نجد منظرا جميلا للملك وهو جالس ومن أمامه تقف زوجته تمسك فى يديها إناء العطر تأخذ منه باليد الأخرى وتلمس به كتف زوجها فى حب، عثر بالمقبرة أيضا على باقات الزهور التى وضعتها الزوجة على جثمان زوجها بعد وفاته.
-سنت وسنب
جميعنا نعلم ان الحب يصنع المعجزات و امتلأ سجل الحضارة المصرية على مر العصور ، بالكثير من قصص الحب التي تكللت بالزواج، ولكن ما فعلته سنت من أجل سنب يختلف تماماً وتعتبر من أغرب قصص الحب على مر التاريخ.
كانت سنت أميرة من العائلة الحاكمة و كان سنب قزما من قصار القامة وكان مسؤولا عن الحلي، والملابس الملكية فى القصر ، سنب كان كاهنًا جنائزيًا فى عصر الملكين خوفو وجدف رع و في مصر القديمة .
وتزوج الحبيبان بعد قصة حب مشوقة وجسد الحبيبان (سنب وسنت) قصة حبهما في عمل فني راقى ، وقدم لنا مدى الحب والوفاء والإخلاص فى هذه العلاقة الزوجية الجميلة، كما ظهر ذكاء الفنان في تشكيل التمثال بوضعية مثالية تخفي عيوب فرق الطول والحجم بينهم يُصور سنُب جالساً بأرجل متدلية وبجانبه زوجته تعانقه بمودة وحب شديدة، فهي تضع يدها على كتفه، ولتحقيق التناسق في التمثال، قام النحات بتصوير أبناء سنُب مكان رجليه ليصبح بطول زوجته، وصوّر الطفلان عراة حسب قواعد الفن المصري القديم، وكلا منهما يضع أصبعه السبابة في فمه، كما كان من العادة إظهار لون المرأة أفتح من الرجل بحكم العمل الخارجي للرجل وتعرضه للشمس، واكتملت المنظومة اللونية جمالاً بالرداء الأبيض الكتاني الطويل لـسنت، والنقبة البيضاء القصيرة لـسنُب