وصل اليوم الأربعاء، الموافق 14 من فبراير الجاري، الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في زيارة رسمية إلي مصر، وتعتبر هي الأولي منذ أكثر من 12 عامًا، بدعوة من الرئيس عبدالفتاح السيسي في إطار استمرار التقارب بين البلدين.
ووقع الرئيس عبدالفتاح السيسي ونظيره التركي رجب طيب أردوغان، على الإعلان المشترك حول إعادة تشكيل اجتماعات مجلس التعاون الاستراتيجي رفيع المستوى بين جمهورية مصر العربية وجمهورية تركيا.
مصر الشريك التجاري الأول لتركيا
وألقى الرئيس عبد الفتاح السيسي، كلمة في المؤتمر الصحفي المشترك مع نظيره التركي رجب طيب أردوغان، خلال زيارته للقاهرة، ورحب الرئيس السيسي بنظيره التركي رجب طيب أردوغان في مصر، لفتح صفحة جديدة بين البلدين، وأكد السيسي علي تقدير واعتزاز العلاقات المصرية التاريخية مع تركيا والإرث الحضاري والثقافي المشترك بين البلدين.
وعقب السيسي: "يهمني إبراز استمرار التواصل الشعبي خلال السنوات العشر الماضية كما شهدت العلاقات التجارية والاستثمارية نمواً خلال تلك الفترة الماضية، فمصر حالياً الشريك التجاري الأول لتركيا في أفريقيا، كما أن تركيا تعد من أهم مقاصد الصادرات المصرية وقد أثبتت التجربة الجدوى الكبيرة للعمل المشترك بين قطاعات الأعمال بالبلدين، وبالتالي سنسعى معاً إلى رفع التبادل التجاري إلى 15 مليار دولار خلال السنوات القليلة القادمة".
مصر وتركيا تواجهان تحديات مشتركة
وأكد السيسي علي اهتمام مصر بتعزيز التنسيق المشترك والاستفادة من موقع الدولتين كمركزي ثقل في المنطقة، وذلك بما يسهم في تحقيق السلم وتثبيت الاستقرار، حيث تواجه الدولتان العديد من التحديات المشتركة، مثل خطر الإرهاب والتحديات الاقتصادية والاجتماعية التي يفرضها علينا الواقع المضطرب في المنطقة.
وعقب السيسي: "أعرب عن اعتزازنا بمستوى التعاون القائم بين مصر وتركيا من أجل النفاذ السريع لأكبر قدر ممكن من المساعدات الإنسانية، إلى أهلنا في قطاع غزة أخذاً في الاعتبار ما تمارسه السلطات الإسرائيلية من تضييق على دخول تلك المساعدات مما يتسبب في دخول شاحنات المساعدات بوتيرة بطيئة لا تتناسب مع احتياجات سكان القطاع".
ضرورة وقف النار في غزة
وأوضح السيسي: "لقد توافقتُ مع الرئيس "أردوغان" خلال المباحثات على ضرورة وقف إطلاق النار في القطاع بشكل فوري، وتحقيق التهدئة بالضفة الغربية حتى يتسنى استئناف عملية السلام في أقرب فرصة، وصولاً إلى إعلان الدولة الفلسطينية ذات السيادة على حدود الرابع من يونيو 1967، وعاصمتها القدس الشرقية وفقاً لقرارات الشرعية الدولية ذات الصلة".
وأضاف: "كما أكدنا ضرورة تعزيز التشاور بين البلدين حول الملف الليبي بما يساعد على عقد الانتخابات الرئاسية والتشريعية، وتوحيد المؤسسة العسكرية بالبلاد، ونقدر أن نجاحنا في تحقيق الاستقرار الأمني والسياسي في ليبيا سيمثل نموذجاً يحتذى به حيث أن دول المنطقة هي الأقدر على فهم تعقيداتها وسبل تسوية الخلافات القائمة فيها".
التهدئة في منطقة شرق المتوسط
وتابع الرئيس عبدالفتاح السيسي: "يهمني كذلك الترحيب بالتهدئة الحالية في منطقة شرق المتوسط ونتطلع للبناء عليها وصولاً إلى تسوية الخلافات القائمة بين الدول المتشاطئة بالمنطقة، ليتسنى لنا جميعاً التعاون لتحقيق الاستفادة القصوى من الموارد الطبيعية المتاحة بها".
واختتم السيسي: "كما أكدنا خلال المباحثات اهتمامنا المشترك بالتعاون في أفريقيا والعمل على دعم مساعيها للتنمية وتحقيق الاستقرار والازدهار، وعقب: "إنني أتطلع لتلبية دعوة الرئيس "أردوغان" لزيارة تركيا في أبريل المقبل لمواصلة العمل على ترفيع علاقات البلدين في شتى المجالات بما يتناسب مع تاريخهما وإرثهما الحضاري المشترك".
الوحدة العربية واستقرار المنطقة
وعلي جانب أخر، أكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، أنه تم التطرق إلى ملفات ليبيا والصومال والسودان مع الرئيس السيسي، في كلمته بمؤتمر صحفي مشترك مع الرئيس عبد الفتاح السيسي بقصر الاتحادية.
وقال رجب طيب أردوغان : "أكدنا حرصنا على الوحدة العربية لهذه الدول وتحقيق الأمن والاستقرار بالمنطقة، ونحن عازمون على الاستمرار في التنسيق والتعاون مع مصر في مختلف القضايا الإقليمية، وأجدد شكري للرئيس السيسي وأتمنى أن تكون هذه الزيارة تحمل المزيد من الخير لمصر وتركيا والعالم بأكمله".
3 مليارات دولار استثمارات تركية في مصر
وقال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، إنّه والرئيس عبدالفتاح السيسي وضعا اليوم في مشاوراتهما هدفا بالوصول بحجم التبادل التجاري إلى 15 مليار دولار في أقرب وقت، وأنهم عازمون على زيادة حجم الاستثمارات التركية في مصر بحدود 3 مليارات دولار حاليا.
وتابع الرئيس التركي: "تبادلنا الآراء أيضا في إمكانية اتخاذ تدابير إضافية من أجل زيادة التعاون التجاري والاقتصادي، ويعتبر الصناعات العسكرية والدفاعية مجالا أثبتت تركيا قوتها فيه، ويمكن أن نطور علاقتنا أيضا بناءً على الطاقات الكامنة بيننا، ويمكن ان نطور علاقاتنا في مجال الطاقة وتعزيز الروابط بين البلدين في المجالات السياحية والتعليمية والثقافية وسنبذل قصارى جهدنا".
لا يمكننا قبول تطهير غزة
وتابع الرئيس التركي، أن ما يحدث في قطاع غزة من مآسٍ إنسانية تصدر جدول الأعمال مع الرئيس السيسي اليوم، ومن خلال الهجمات الإسرائيلية حتى الآن، فإن أكثر من 28 ألف فلسطيني وأصيب ما يقارب من 70 ألف فلسطيني بريء، وجرى استهداف المساجد والكنائس والمدارس والمستشفيات ومبانٍ تابعة للأمم المتحدة.
وقال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، إنّ مبادرات تهجير سكان قطاع غزة بحكم العدم، موضحًا: "لا يمكننا قبول تطهير غزة من السكان كليا، ونقدر مصر في هذا الأمر، وإدارة نتنياهو مستمرة في مجازرها، وعليه أن يكف عن نقل مجازره إلى رفح أيضا".
تعاون مع مصر لوقف إراقة الدماء
وتابع الرئيس التركي: "المجتمع الدولي يجب ألا يسمح بهذا التصرف الجنوني، ومن أجل إيقاف إراقة الدماء في غزة سنظل على تعاون مع مصر أيضا، وعلى مدى متوسط، فإن إعادة إعمار غزة وتضميد الجروح يتطلب منا العمل المشترك ونحن جاهزون للعمل مع مصر في هذا الشأن أيضا".