قال الدكتور محمود شلبي، أمين الفتوى بدار الإفتاء، إن جمهور الفقهاء اتفقوا على أن من فاتته صلوات يوم أو شهر أو سنة؛ عليه أن يقضيها بصلاة الفرض كل يوم مرتين أو ثلاثا أو أكثر بحيث يؤدي ما عليه بعد فترة معينة، مشيرا إلى أن الصلاة دين الله و«دين الله أحق أن يقضى» كما في الحديث .
وأضاف «شلبي»، في فيديو البث المباشر ل دار الإفتاء عبر صفحتها الرسمية على فيسبوك، ردا على سؤال: “كيف تقضي الصلوات الفائتة؟”، أن من الخطأ أن البعض يحسب عدد ركعات الصلوات الفائتة ويقضيها على غير هيئتها، كمن كانت عليه مثلا 10 صلوات للظهر في أيام لم يؤدها، لافتا إلى أن الخطأ يكون في أن يحسب الإنسان 10 صلوات×4 ركعات (الظهر 4 ركعات)، ويكون المجموع 40 ركعة يتم قضاؤها ركعتين ركعتين (مثنى مثنى).
[[system-code:ad:autoads]]
وأوضح أن الصلوات يجب أن تقضى على هيئتها ونية قضائها بعينها؛ لأن الصلوات ليست عددا ولكن كيفية ونظام.
كيف تقضي الصلوات الفائتة منذ سنوات
قدم الشيخ محمود شلبي، أيمن الفتوى بدار الإفتاء، طريقة سهلة لقضاء الصلوات الفائتة، حيث طالب أمين الفتوى بالاستغفار أولا ثم التوبة، ويعزم على قضاء الصلاة الفائتة، ويؤجل السنن لكن يصلي الفرض الحاضر، ثم فرض من الفروض الفائتة ويسير على منهج يومي حتي يقضي كل الأيام.
وقال أمين الفتوى، خلال لقائه بأحد البرامج الفضائية: “لو لم يعرف المصلي الصلوت الماضية يجتهد بالتقريب ويحسب العدد الذي فاته من الصلوات بالتقريب، ثم يبدأ قضاء هذه الصلوات ويدعو الله أن يعفو عنه ويغفر له”.
وأضاف: “الصلاة حبل موصول بين العبد وخالقه، وهذه العلاقة يومية متكررة، يشحن بها العبد همته، ويتصل فيها بخالقه، ويرتفع بها إلى منازل القربات، فقد قال الله تعالى: إنني أنا الله لا إله إلا أنا فاعبدني وأقم الصلاة لذكري”.
هل يشترط قضاء الصلاة الفائتة بعد التوبة
أكد الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية السابق، أن التكاسل عن أداء الصلاة هو اختبار لقوة إيمان العبد، وعلاجه هو أن يقاوم الإنسان هذا التكاسل ويستمر في المقاومة ويستعيذ بالله من الشيطان الرجيم حتى يستطيع أداء الصلاة والحفاظ عليها وفي هذه الحالة سيوفقه الله إلى ذلك العمل.
وقال علي جمعة، عبر موقع دار الإفتاء المصرية، إنه يجب على المتكاسلين وغير المتكاسلين المواظبة على ذكر الله خارج الصلاة، فالذكر يطوع النفس ويجعلها تقبل على الصلاة وسائر العبادات بحب وسرور لقوله تعالى "ولذكر الله أكبر والله يعلم ما تصنعون"، لافتا إلى ضرورة عدم اليأس وبمرور الوقت ستجد نفسك لينة يطيب لها الصلاة وفعل الصالحات.
وأوضح المفتي السابق أن الصلاة أول ما يحاسب عليه العبد يوم القيامة، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: “إن أول ما يحاسب به العبد يوم القيامة من عمله صلاته فإن صلحت فقد أفلح وأنجح وإن فسدت فقد خاب وخسر ، فإن انتقص من فريضته شيء قال الرب عز وجل: انظروا هل لعبدي من تطوع فيكمل بها ما انتقص من الفريضة؟ ثم يكون سائر عمله على ذلك)، رواه أبو داوود والترمذي”.
ومما لا شك فيه أن تارك الصلاة على خطر عظيم فعن جابر، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ليس بين العبد والكفر أو الشرك إلا ترك الصلاة" (رواه البيهقي في السنن الكبرى 6496).