لآلاف السنين، قام المصريون القدماء بنقش الرموز الهيروغليفية على المقابر ومسكوكات البردي وحتى على الاهرامات في بعض الأحيان، ولكن متى تم اختراع الهيروغليفية؟
بحسب تقرير نشره موقع “لايف سينس” تشير الأبحاث إلى أنها ظهرت منذ حوالي 5200 عام، وذلك في نفس الوقت تقريبًا الذي تم فيه اختراع نظام كتابة آخر يسمى المسمارية في بلاد ما بين النهرين.
متى ظهرت الهيروغليفية؟
يؤكد الدكتور جيمس آلن، أستاذ فخري لعلم المصريات بجامعة براون، أن "الحفريات الألمانية في أبيدوس بمصر كشفت عن نقوش هيروغليفية تعود إلى حوالي 3200 قبل الميلاد".
ويدعم ذلك الدكتور لودفيج مورينز، أستاذ علم المصريات بجامعة بون الألمانية، بقوله إن "النقوش الهيروغليفية المصرية تم إنشاؤها حوالي 3300/3200 قبل الميلاد".
ويشير آلن إلى أن "نظام الهيروغليفية ظهر لأول مرة مكتملًا تقريبًا، إما لأن بداياته نقشت على مواد قابلة للتلف لم تنج حتى الآن أو لأنه اخترع من قبل عبقري مجهول".
لماذا اخترعت الهيروغليفية؟
يرى مارك فان دي ميروب، أستاذ التاريخ بجامعة كولومبيا، أن سبب اختراع الهيروغليفية هو موضوع نقاش.
ويقترح في كتابه "تاريخ مصر القديمة" أنه مع توحيد مصر في دولة واحدة، ربما كان الإدارة أحد أسباب اختراعها.
واضاف "من المنطقي أن دولة بحجم مصر وتعقيدها تتطلب نظامًا مرنًا للمحاسبة يمكنه الاحتفاظ بمعلومات حول طبيعة السلع ومقاديرها ومصدرها ووجهتها والأشخاص المسؤولين عنها وتاريخ المعاملات".
ويطرح فكرة أخرى وهي أن الهيروغليفية اخترعت لتساهم في تمجيد الآلهة والملك، حيث تحتوي بعض النقوش المبكرة التي تظهر الملوك على نقوش هيروغليفية.
هل سبقت الهيروغليفية المسمارية؟
اخترع المصريون الهيروغليفية في نفس الوقت تقريبًا الذي اخترعت فيه المسمارية في بلاد ما بين النهرين، ويعتبر تحديد النظام الذي تم اختراعه أولاً مسألة خلاف بين العلماء.
يعتقد آلن أن الهيروغليفية المصرية ابتُكرت أولاً، مشيرًا إلى أن أقدم النقوش المسمارية تعود إلى حوالي 2900 قبل الميلاد، ومع ذلك، يختلف معه العديد من العلماء.
على سبيل المثال، كتبت أورلي جولدواسير، أستاذة علم المصريات في الجامعة العبرية بالقدس، أن المسمارية ربما طورت أولاً.
وفي كلتا الحالتين، يعتبر كل من المسمارية والهيروغليفية نظامين مختلفين تمامًا، ويبدو أنهما طورا بشكل مستقل عن بعضهما البعض.
يقول آلن: "المسمارية والهيروغليفية متباينة للغاية بحيث لا يمكن لأحد منهما أن يكون قد أثرتا على الأخرى بشكل مباشر".
فعلامات المسمارية "تمثل كلمات أو مقاطع كاملة"، بينما تمثل الهيروغليفية "كلمات أو حروف صامتة فردية" ولا تمثل حروف العلة.
على الرغم من وجود بعض الاتصالات بين شعبي مصر وبلاد ما بين النهرين، إلا أن الهيروغليفية تطورت داخل وادي النيل، بحسب مورينز.
وتكتب جولدواسير أنه على الرغم من اختلاف النظامين تمامًا، فمن المحتمل أن اختراع المسمارية في بلاد ما بين النهرين ساعد في إلهام المصريين لاختراع الهيروغليفية.
ويعود آخر نقش هيروغليفي مصري معروف إلى عام 394 بعد الميلاد، وفقًا لجامعة ممفيس في تينيسي، وبحلول ذلك الوقت، كانت أنظمة كتابة أخرى مثل القبطية تستخدم في مصر .