يختلف نوم الثدييات البحرية كثيرا عن نومنا نحن البشر، فهي لا تستطيع ببساطة أن نغلق أعينها وتنام، لأنها تحتاج للصعود إلى السطح بين الحين والآخر لالتقاط أنفاسها.
كما أن تعويم نفسها على سطح الماء ليس خيارا مناسبا، حيث يعرضها ذلك للمفترسات وفقدان الحرارة.
فكيف إذن تتمكن الثدييات البحرية من الحصول على قسط من النوم دون تعريض نفسها للخطر؟
النوم بنصف دماغ واحد!
الحل هو النوم أحادي النصف، حيث تقوم بإغلاق نصف دماغها فقط، بينما يبقى النصف الآخر مستيقظا. هذه الطريقة تسمح لها بالحفاظ على مستوى منخفض من النشاط بينما ينام النصف الآخر من الدماغ.
يستخدم العديد من الثدييات البحرية، مثل الدلافين، هذه الطريقة للحصول على بعض الراحة.
تُظهر فحوصات الدماغ على الدلافين الأسيرة أنه بينما يكون نصف الدماغ في نوم عميق، يكون النصف الآخر متيقظا، مما يسمح لها حرفيا بالنوم بعين واحدة مفتوحة.
ومع ذلك، لا تستخدم جميع الثدييات البحرية النوم أحادي النصف، يستخدم البعض منها النوم ثنائي النصف، حيث ينام كلا نصفي الدماغ، تماما مثل البشر ومعظم الثدييات الأخرى.
أمثلة على طرق نوم الثدييات البحرية:
حيتان العنبر: تنام فترات قصيرة في المياه المفتوحة عن طريق الغوص بشكل ضحل وإبطاء سرعة السباحة ثم الطفو ببطء لأعلى بسبب الزيت العائم في رؤوسها.
فقمة الفيل الشمالية: تنام فترات قصيرة أيضا وتقضي غالبية نومها في غوص عميق يصل إلى حوالي 300 متر، ودرس مؤخرا نشاط دماغها وتبين أنها تدخل في مرحلة نوم حركة العين السريعة، حيث تنقلب رأسا على عقب وتدور في دوائر بطيئة.
خلاصة:
تستخدم الثدييات البحرية طرقا مختلفة للنوم بما يتناسب مع بيئتها وحجمها واحتياجاتها، وتعتبر طريقة النوم أحادي النصف حلا ذكيا يتيح لها البقاء آمنة والحصول على قسط من الراحة في نفس الوقت.