تشهد العلاقات المصرية التركية تطوراً ملحوظاً وتتميز الدولتان بالثبات على المبادئ والعمل من أجل دول الجوار، حيث أعلنت الرئاسة التركية، الأحد، أن الرئيس رجب طيب أردوغان سيقوم بزيارة رسمية لمصر الأربعاء المقبل بدعوة من الرئيس عبد الفتاح السيسي.
[[system-code:ad:autoads]]زيارة أردوغان إلى مصر
وقالت دائرة الاتصالات بالرئاسة إن أردوغان سيبحث في القاهرة الخطوات التي يمكن اتخاذها لتحسين العلاقات الثنائية وتنشيط آليات التعاون الثنائي رفيعة المستوى.
كما أضافت أن المباحثات ستناقش أيضاً القضايا العالمية والإقليمية الراهنة، خاصة الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة.
[[system-code:ad:autoads]]وفي هذا الصدد، قال الدكتور بشير عبد الفتاح، الكاتب والمفكر السياسي والخبير في الشأن التركي، إن زيارة الرئيس التركي أردوغان للقاهرة لها دلالات مهمة للغاية.
وأوضح عبد الفتاح ـ في تصريحات خاصة لـ "صدى البلد": أولا الزيارة من حيث التوقيت تأتي للمرة الأولى من اثنى عشر عاما لكسر الجليد القائم بين مصر وتركيا بما يساعد على تطبيع العلاقات بين البلدين واستكمال إجراءات التقارب بعد لقاء وزراء الخارجية وارسال السفراء والان يأتي دور الرؤساء.
أزمة غزة
وتابع: الزيارة تأتي واسطة نتيجة الأوضاع الملتهبة فهناك ازمة غزة ورغبة نتنياهو في اجتياح رفح والأمور معقدة للغاية، وبالتالي ستتيح الفرصة للتفاهم المصري التركي من اجل إيجاد مخرج للأزمة في غزة.
مناقشة بعض القضايا الخلافية
وأكد أنه خلال الزيارة من الممكن مناقشة بعض القضايا الخلافية كالشرق المتوسط وليبيا والوضع في السودان وسوريا والعراق، علاوة على العلاقات الثنائية وتطوير العلاقات الاقتصادية والتجارية خاصة في مجال الطاقة والمجال العسكري.
وأضاف أن هذه الزيارة ستساعد على دفع العلاقات الثنائية بين البلدين الي الامام وستساعد على إيجاد تفاهمات بشأن الخلافات الإقليمية مثل ليبيا والسودان وسوريا والعراق والشرق المتوسط وستساعد أيضا على إيجاد تسوية لتنسيق المواقف للازمة في غزة.
رسم مستقبل المنطقة
وواصل: هذه الزيارة ستفتح آفاقا أوسع وأرحب لتطوير العلاقات المصرية التركية، وهذه الزيارة مهمة لان الشرق الأوسط يعاد فكه وتركيبه الآن وتشكيله من جديد ويتعين على أن يكون لمصر وتركيا دور في رسم الشكل الجديد لمستقبل المنطقة باعتبار الدولتين مهمتين، ويمكن بلورة رؤية مصرية تركية مشتركة تحمي مصالح البلدين وتعظم مكاسبهم في إطار الشرق الأوسط الجديد.
تدعيم أواصر العلاقات والتعاون
ويذكر أن الرئيس السيسي وأردوغان التقيا لأول مرة عقب سنوات من القطيعة خلال افتتاح المونديال بقطر عام 2022، ثم التقيا مرة أخرى خلال قمة العشرين بالعاصمة الهندية نيودلهي في سبتمبر من العام الماضي.
واتفق الجانبان على تدعيم أواصر العلاقات والتعاون ورفع العلاقات الدبلوماسية بين الدولتين وتبادل السفراء.
تعيين السفراء
والعام الماضي رفعت وزارتا الخارجية المصرية والتركية التمثيل الدبلوماسي بين البلدين إلى مستوى تعيين السفراء لإعادة العلاقات إلى طبيعتها بعد انقطاعها منذ عام 2013.
كما قالت الخارجية المصرية إن عمرو الحمامي أصبح سفيراً لمصر لدى أنقرة بينما رشحت تركيا صالح موتلو شن سفيراً لدى القاهرة.
ولا ننسى أن الدور الذي لعبته مصر في مساندة تركيا خلال أزمة الزلزال الأخيرة كان له دور إيجابي بجانب كل ما قامت به مصر على مدار السنوات السابقة من دور متوازن في العلاقات بين البلدين.
الشرق الأوسط
وساهم كل ذلك في دفع صانع القرار في تركيا لمراجعة العلاقات مع مصر وإعادة وضعها إلى نصابها الصحيح، ويمكن القول إن عودة العلاقات المصرية التركية تساهم في استقرار الشرق الأوسط.