تُعد قناة جونقلي، الواقعة في السودان، حلًا واعدًا للتخفيف من أزمة المياه التي تواجهها مصر، خاصةً في ظل ثبات حصة مصر من مياه النيل وازدياد عدد السكان. فإكمال إنشاء القناة سيُساهم في زيادة حصة مصر من المياه بشكلٍ كبير، مما يُعزز الأمن المائي ويُخفف من الضغوط على الموارد المائية المصرية.
[[system-code:ad:autoads]]قناة جونقلى تم إنشائها لنقل بعض من مياهبحر الجبلشمالا لري الأراضي الزراعية في مصر والسودان، وبالفعل بدأ شقها ولكن لم يكتمل المشروع.
وتقدر إيرادات مصر من مياه النيل نحو 55 مليار متر مكعب من المياه وتستطيع قناة جونقلى أن تزيد هذا الرقم ليصل إلى 70 مليار متر مكعب.
[[system-code:ad:autoads]]بداية التفكير في مشروع قناة جونقلى
ويرجع التفكير في قناة جونقلي إلى عام 1883 قبلالاحتلال البريطانيللسودان، بعد دراسات وبحوث مكثفة بدأت في عام 1947 وانتهت في عام 1977 .
ووضعت مصر والسودان خطة عمل للاستفادة من المياه الضائعة بمنطقة السدود ومستنقعات بحر الجبل وتمخضت الدراسات والبحوث الاستشارية إلى حفر قناة تستوعب المياه الزائدة من المستنقعات وكميات المياه التي كانت تتبخر سنوياً دون الاستفادة منها، وبعد عدة محاولات جاءت التوصيات إلى حفر خط مائي يربط بين منبع القناة ببلدةجونقليوحتى المصب لتصب عند فمالسوباطبالقرب منملكال.
وتوصل القائمون على المشروع إلى التركيز على خط يربط بين فم السوباط قربملكالوقرية جونقلي عندنهر أثيمبمنطقة الدينكا بالقرب منبورحاضرةولاية جونقلى، لكنه ثبت من الدراسات الهيدرولوجية أن هناك عوائق عدة ربما تعوق خط الملاحة، فكان هناك خط بديل لمقترح أخر ليمتد خط القناة إلىبورويأخذ انحرافا إلى الشرق ليستوعب منطقةالدينكاعموما، وهو الخط الذي وافقت عليه كل الأطراف بتوصية من خبراء ومستشارين وبيوتات خبرة أجنبية.
مسار قناة جونقلي
الخط الجديد لقناة جونقليبور-ملكاليبلغ طوله 360 كيلو متراً بينما الخط القديم الذي يبدأ من قرية جونقلي وحتىملكاليبلغ طوله 280 كيلومتراً وكان تكلفة تنفيذه عالية جدا بالمقارنة بالخط الجديد نسبة لإضافة تكلفة أعمال السدود والجسور التي سوف تقام على جانبينهر أثيم.
ويمتاز أيضا الخط الجديد أنه يمر عبر القرى المركزية التي تأخذ موقعها على طول خط القناة وتستفيد منه القبائل النيلية الثلاثالشلكشمالاوالنويرالذي يحتل أراضي الوسط ثم قبيلةالدينكاالممتدة من حدودها مع النوير وحتىبورمنبع القناة.
ولكن بدأ الاتفاق على شقها بينمصروالسودانعقبحرب أكتوبر 1973، وتحديدا في عام1974، وفكرتها تقوم على شق قناة بطول 360 كم بين مدينتيبوروملكالفي الجنوب السوداني، وكان المخطط أن تؤدي القناة إلى توفير المياه التي تضيع فيالمستنقعات، وتجفيف مليون ونصف فدان من أراضي المستنقعات الصالحة للزراعة.
وتم تنفيذ الجزء الاكبر من مشروع حفر قناة جونقلي وتم حفر 260 كيلومتراً بواسطة الشركة الفرنسية التي فازت بعطاء تنفيذ الحفر لكن توقف عند قرية الكونقر نتيجة نشوب الحرب عام 1983 بين الحركة الشعبية بقيادة قرنق والحكومة المركزية، وخلال الفترة من 1983 ـ 2005م وتوقيعاتفاقية نيفاشاللسلام لم يتم أي عمل بخصوص تكملة الجزء المتبقي من الحفر أو إقامة أي مشروعات تنموية كما كان متوقعاً، وظل الموقف كما هو حتى الوقت الحالي.
الآن وبعد أن هدأت الأحوال وعم السلام والاستقرار الأمني بالمنطقة مازال الجانبان السوداني والمصري يلزمان الصمت ولم يفكرا في تكملة الجزء المتبقي من الحفر ويقدر بحوالي 100 كيلو متر حيث أن ماكينة الحفر العملاقة توقفت عند قرية كونقر منطقة قبائلالدينكا.
وعن ذلك قال الدكتور عباس شراقي، أستاذ الموارد المائية بجامعة القاهرة إنه يجب أن تكون هناك خطة لزيادة حصة مصر السنوية لأن حصتنا 55 مليار منذ عام 1968 فهناك مشروعات في السودان وجنوب السودان لو نفذناها يمكن أن تصل حصه مصر إلى 70 مليار متر مكعب وأشهرها قناة جونقلي .
وأضاف شراقي لـ"صدى البلد" مصر حفرتها على طول 360 كم وانتهينا من 260 ويتبقي 100 كم وتوقفت عندما قامت الحرب الأهلية عام 1983 والقناة مازالت موجوده ويمكن أن ننتهي منها في شهور قليلة.
وأشار إلى أن الموضوع لن يكون مكلفا فلدينا المعدات التي حفرنا بها قناة السويس الجديدة، ولكن الأمر يحتاج إلى توافق كبير ما بين الحكومه المصريه و حكومه جنوب السودان، وأن يكون هناك مشروعات مشتركة مع السودان وجنوب السودان وأن يكون لدينا خطة لزيادة حصة مصر من مياه النيل.