دخلت الحرب بين إسرائيل وحركة المقاومة الفلسطينية حماس يومها 128، وسط ارتفاع كبير في عدد الشهداء والجرحى، هذا وبجانب أزمة الغذاء بين سكان القطاع مع حركة النزوح المستمرة منذ أشهر والتي كانت محطتها الأخيرة رفح التي تقع اليوم تحت صواريخ جيش الاحتلال.
[[system-code:ad:autoads]]الهجوم على مدينة رفح
وأعلنت الصحة الفلسطينية في غزة، اليوم، ارتفاع حصيلة القصف الإسرائيلي إلى 28 ألفا و176 شهيدًا و67 ألفا و784 مصابًا منذ السابع من أكتوبر الماضي.
وقالت في منشور أوردته على حسابها بموقع "فيسبوك" إن "الاحتلال الإسرائيلي ارتكب 14 مجزرة ضد العائلات في قطاع غزة راح ضحيتها 112 شهيدا و173 إصابة خلال الـ 24 ساعة الماضية".
[[system-code:ad:autoads]]وأضافت أنه في "اليوم الـ 128 للعدوان الاسرائيلي المستمر على قطاع غزة ما زال عدد من الضحايا تحت الركام وفي الطرقات، ويمنع الاحتلال طواقم الإسعاف والدفاع المدني من الوصول إليهم".
وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، أمس السبت، إن جيشه سيضمن "ممرا آمنا" للمدنيين قبل الهجوم المرتقب على مدينة رفح في قطاع غزة.
وأضاف نتنياهو في مقابلة مع قناة "إيه بي سي نيوز" الأميركية، "النصر في متناول اليد وسنفعل ذلك، وسنسيطر على آخر كتائب حماس وعلى ورفح، وهي المعقل الأخير".
وتابع: "سنفعل ذلك مع ضمان المرور الآمن للسكان المدنيين حتى يتمكنوا من المغادرة ونحن نعمل على وضع خطة مفصلة لتحقيق ذلك، ولا نتعامل مع هذا الأمر بشكل عرضي"، وذكر نتنياهو مناطق في شمال رفح: "تم تطهيرها ويمكن استخدامها كمناطق آمنة للمدنيين"، على قوله.
كارثة إنسانية لا توصف
وكشفت "القناة 13" الإسرائيلية، أن نتنياهو، طلب إعادة تعبئة جنود الاحتياط من أجل الاستعداد للاجتياح العسكري لرفح، ونقلت القناة عن مسؤول إسرائيلي كبير، لم تكشف عن هويته، قوله إن "العملية في رفح تقترب".
ووفق القناة فإن رئيس الأركان الإسرائيلي هرتسي هاليفي قد قال إن الجيش "سيكون قادرا على إنجاز أي مهمة، لكن هناك تحديات سياسية يجب الاهتمام بها أولا"، وأشارت القناة إلى وجود خلاف على المستويين السياسي والعسكري حول العملية المتوقعة في رفح، حيث حث نتنياهو على صياغة خطة وصفها بأنها "لتطهير رفح" في المناقشة الأخيرة لمجلس الوزراء الحربي.
وحذر مسؤول السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل من تداعيات أي هجوم إسرائيلي على رفح.
وقال بوريل في منشور على حسابه في "إكس": "أكرر التحذير الذي أطلقته العديد من الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي بأن الهجوم الإسرائيلي على رفح من شأنه أن يؤدي إلى كارثة إنسانية لا توصف وتوترات خطيرة مع مصر".
وشدد على أن "استئناف المفاوضات لتحرير الرهائن وتعليق الأعمال العدائية هو السبيل الوحيد لتجنب إراقة الدماء".
انتهاك يعلق معاهدة السلام
ومن جانب أخر، قالت صحيفة “وول ستريت جورنال” الأمريكية إن مصر هددت بأنه إذا عبرت موجة من الفلسطينيين الحدود مع غزة أو إذا اجتاح الجيش الإسرائيلي رفح، فسيتم تعليق اتفاق السلام مع إسرائيل.
وحسب الصحيفة فإن المسؤولين المصريين حثوا نظراءهم الغربيين على إبلاغ إسرائيل بأنهم يعتبرون أي تحرك لإجبار سكان غزة على العبور إلى سيناء بمثابة انتهاك من شأنه أن يعلق فعليا معاهدة السلام لعام 1979، وفقا لدبلوماسي غربي كبير في القاهرة.
وقال مسئول غربي كبير آخر ومسؤولان أمريكي وإسرائيلي إن الرسالة كانت أكثر مباشرة، حيث هددت مصر بتعليق المعاهدة إذا دفع الجيش الإسرائيلي سكان غزة إلى مصر.
وأضاف المسئول الإسرائيلي إن الحكومة المصرية كررت هذا التحذير لوزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن يوم الأربعاء، عندما كان بلينكن في القاهرة للقاء الرئيس عبد الفتاح السيسي.
وأوضح المسئول الأمريكي إن مصر أوضحت أنها مستعدة لعسكرة حدودها، ربما بالدبابات، إذا بدأ دفع الفلسطينيين إلى سيناء.
تمضي من سيء الي أسوء
وذكرت الصحيفة الأمريكية أنه في أعقاب القلق المصري، تم تركيب تدابير تكنولوجية مختلفة مثل الكاميرات وأجهزة الاستشعار على الحدود مع قطاع غزة استعدادا لاحتمال محاولة الفلسطينيين العبور إلى مصر.
من جانبه قال طارق فهمي، أستاذ العلوم السياسية، إن تطورات الحرب في قطاع غزة تمضي من سيء الي أسوء فالاتجاه الي منطقة رفح سيمثل النهاية بالنسبة للعملية العسكرية وفق ما أعنه مجلس الحرب في إسرائيل وموافقات القادة العسكريين في هيئة الأركان وهيئة المعلومات التي تضم أجهزة المخابرات بأكملها.
وأوضح فهمي ـ في تصريحات خاصة لـ "صدى البلد"، أن الاتجاه من خانس يونس الي رفح سيتمم العملية التي لا بد ان تتم قبل شهر رمضان تخوفا من اندلاع مواجهات كبيرة في القطاع بالإضافة الي الضفة الغربية، وهذا سيؤدي بالمساس بعملية السلام وربما سيؤدي الي كارثة.
تعزيزات عسكرية
وتابع: القاهرة دفعت بتعزيزات عسكرية كأمر طبيعي في ظل ما يجرى، وبالتالي موقف مصر في هذا الإطار سيمضي بعمل آلية مباشرة لتقريب وجهات النظر وتعمل على التهدئة لكن إذا عادوا الي الامر سيكون لمصر قرار اخر في هذا الإطار.
قالت شبكة إن بي سي الأمريكية نقلا عن مسؤول أمريكي أن حالة الضجر داخل الإدارة الأمريكية من الاحتلال صارت أكبر من ذي قبل.
رفح تزيد الخلافات
وذكر المسئول الأمريكي أن الانقسامات تتزايد بين إدارة بايدن ونتنياهو مع الخلاف الأكثر إلحاحا بشأن خطط غزو رفح جنوب قطاع غزة.
وكشفت صحيفة وول ستريت جورنال عن مخاوف من تآكل شعبية الرئيس الأمريكي جو بايدن لا سيما بين الشباب مع استمرار دعمه لإسرائيل.