ركضت ومن فوقها ينهال الرصاص كالمطر، شقت الشوارع الخالية إلا من صوت القصف، وهرعت لتأدية واجبها بإنقاذ شاب أرداه جنود الاحتلال قتيلًا، ورغم أنه استشهد، إلا أن الطبيبة «أميرة العسولي» أصبحت حديث مواقع التواصل لموقفها الشجاع.
انتشر على مواقع التواصل الاجتماعي مقطع فيديو يوثق لحظة ركض طبيبة فلسطينية تدعى «أميرة العسولي»، لإنقاذ جريح أصيب برصاصة في خيمة بساحة مستشفى ناصر في خان يونس.
في المقطع، تظهر الطبيبة الباسلة - التي تعمل كاستشاري نساء وتوليد بمجمع ناصر الطبي - وهي تقطع المسافة بين باب المستشفى والخيمة التي يرقد بها المصاب ركضًا خافضة رأسها لوجود قناص إسرائيلي يترصدها.
تمكنت العسولي بمساعدة عدد من الأطباء الذين تشجعوا ولحقوا بها، من نقل الشاب الجريح والعودة به إلى المستشفى.
علقت الطبيبة «أميرة العسولي» على الحادثة في مقطع فيديو تحكي عن آخر لحظات الشاب، تقول: "أشهد أن لا إله إلا الله محمد رسول، كانت آخر كلمات الشاب الذي نال الشهادة بعد استهداف مجمع ناصر المباشر، تحت باب غرفتي مباشرة".
ساهمت العسولي في إنقاذ العديد من المصابين، من بينهم اثنين آخرين في نفس لحظات القصف الذي استهدف الشاب الشهيد، وأكدت الطبيبة أنها استطاعت إنقاذ الرجلين الآخرين وهما في حالة مستقرة الآن.
كتبت: "اللهم انفع بنا خلقك وارحمنا رحمة من عندك"، وأضافت خلال الفيديو: "ناصر محاصرة من جميع الجهات بالدبابات والقناصة تقنصنا كالعصافير واحدا تلو آخر".
عانت العسولي من ويلات القصف والشتات، فقد دمر الاحتلال منزلها بالكامل، ووهبت حياتها في سبيل إنقاذ المصابين بمجمع ناصر الطبي في خان يونس.