تعتبر مناطق البحر الأحمر في مصر من أبرز المواقع التاريخية التي تشتهر بتضاريسها الفريدة والمعالم الأثرية النادرة.
ومن بين هذه المعالم البارزة تبرز دير الأنبا بولا والأنبا أنطونيوس، اللذان يعتبران من أقدم الأديرة في العالم، ويحتفظان بتاريخ عريق يعود للعصور البيزنطية.
يمثل دير الأنبا بولا والأنبا أنطونيوس في رأس غارب والزعفرانة أحد أهم المعالم الأثرية في منطقة البحر الأحمر، حيث يعتبران الأديرة الأقدم في العالم وقد بنيا في العصر البيزنطي وتم توسيعهما عدة مرات عبر التاريخ.
يقع دير الأنبا بولا جنوب شرق دير الأنبا أنطونيوس، ويبلغ طول الطريق المؤدي إلى الدير حوالي اثنتي عشرة ونصف كيلومترًا غربًا داخل الصحراء الشرقية.
بني دير الأنبا بولا في القرن الرابع الميلادي على هضبة مرتفعة، حيث يقال إنها نقطة مرور لبني إسرائيل خلال خروجهم من مصر نحو سيناء. أما دير الأنبا أنطونيوس، فقد أسسه الأنبا أنطونيوس نفسه في مغارة داخل الجبل، وقد بني فوق المغارة في الصحراء الشرقية على سفح جبل الجلالة.
يتضمن الدير ثلاث كنائس أثرية هامة، بالإضافة إلى عين ماء تعتبر مصدر الحياة داخل الدير، وقلالى للرهبان القديمة والحديثة، ومطاحن للغلال الأثرية، ومائدة قديمة وحديثة، ومعصرة، إضافة إلى حصن لأمن الرهبان من الأعداء.
في عهد الإمبراطور جستنيان، تم توسيع مساحة الدير وتجديده، حيث أضيفت سور ضخمة بنيت من الطوب اللبن لمواجهة الظروف المناخية.
تعتبر الأديرة من أهم الأديرة للأقباط الأرثوذكس، حيث تضم العديد من الكنائس والمعالم الدينية القديمة، بما في ذلك كنيسة الأنبا أنطونيوس التي تحتوي على جسده.
بفضل تاريخهما العريق وأهميتهما الدينية والثقافية، يظل دير الأنبا بولا والأنبا أنطونيوس مكانًا للزيارة والاستكشاف لكل من يهوى الحضارة والتاريخ القديم.
يُعد دير الأنبا بولا والأنبا أنطونيوس في رأس غارب والزعفرانة واحدًا من الكنوز التاريخية الفريدة في مصر والعالم، حيث ينبغي المحافظة عليهما وترويج قيمهما الثقافية والدينية للأجيال القادمة.