الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

عمرو صبحي يكتب: قلق يواجه مستقبل بوينج 737 ماكس حول العالم

عمرو صبحي - خبير
عمرو صبحي - خبير الطيران والملاحة الجوية

 

طائرة بوينج 737 ماكس هي الجيل الرابع من طائرة بوينج 737، وهي طائرة ذات جسم ضيق تصنعها شركة بوينج للطائرات التجارية. تخلف طائرة بوينج 737 الجيل التالي وتتنافس مع عائلة إيرباص A320neo. وقد تم الإعلان عن السلسلة الجديدة في 30 أغسطس 2011.
بدات طائرة بوينج 737 ماكس نجما لامعا في سماء تصنيع الطائرات التجارية خصوصا بعد ارتفاع اسعار وقود الطيران العالمية ، فاعتبرت  كأعجوبة موفرة للوقود من خلال دمج بعض تقنيات التصنيع المبتكرة للاجنحة والتكنولوجيا المتقدمة والمحركات مما يقلل من استخدام الوقود والانبعاثات بنسبة 20 في المائة مع إنتاج بصمة ضوضاء أقل بنسبة 50 في المائة من الطائرات التي تحل محلها.
يطارد هذا الطراز  سلسلة من الحوادث والاحداث العارضة ضد السلامة الجوية منذ ظهورها لأول مرة في عام 2017. أحدث حادث وقع في طائرة خطوط ألاسكا 737 ماكس-9  بالولايات المتحدة أشعل المخاوف بشأن السلامة الجوية وألقى بظلاله على مستقبل الطائرة وسمعتها العالمية بشكل كبير  في حين ان مثيلتها الايرباص نيو تلقي رضا شراء من عملائها وتتلقي طلبات شراء متزايدة.
ففي أكتوبر 2018 تحطمت رحلة ليون اير  الجوية 610 المقلعة من أندونيسيا بعد وقت قصير من إقلاعها، مما أسفر عن مقتل 189 شخصا. افادت تقارير السلامة بشان الحادث تحديدا ان برنامج التحكم في الطيران الخاطئ ونظام تعزيز خصائص المناورة (MCAS)، كان العامل المساهم لتلك الحادثة الجوية.
ولم يمر عام علي تلك الحادثة المميته إلا وتبعتها في مارس 2019  حادثة اخري فقد لحقت رحلة الخطوط الجوية الإثيوبية 302 من مصير مماثل، حيث أودت بحياة 157 شخصا. للمرة الثانية علي التوالي وايضاً بنفس اسباب  طائرة ليون ٦١٠.
اتخذت بيونج اجراءات تصحيحية بعد وقف الطراز لمدة ٢٠ شهرا تم فيها إيقاف 737 MAX على مستوى العالم بينما تعالج شركة بوينج مشكلة MCAS وتنفيذ تطبيقات السلامة الجوية وبروتوكولات الفحص الفني والمعاينة والاختبارات لهذا الطراز المشؤوم.
وفي ديسمبر 2020 تم إعادة اعتماد الطائرة للطيران من ادارة الطيران الفيدرالي الأمريكي ، ولكن المخاوف لا تزال قائما .
وفي ديسمبر 2020 تم إعادة اعتماد الطائرة للطيران من ادارة الطيران الفيدرالي الأمريكي ، ولكن المخاوف لا تزال قائمة .
وبعد عام تتوالي الحوادث العارضة للطراز في فبراير 2021 فتواجه الخطوط الجوية المتحدة يونايتد 737 ماكس  على المدرج بسبب خطأ الطيار.
يناير 2023 تعاني الخطوط الجوية الجنوبية الغربية 737 ماكس من تخفيف الضغط المفاجئ وخرق جسم الطائرة الجزئي، مما أجبر على الهبوط الاضطراري.
ديسمبر 2023 تم العثور على ضعف ربط اجزاء في نظام التحكم في الدفة في 737 MAX الجديدة.
يواجه طراز الماكس مستقبلا ضبابيا ، والتأثير بالسلب علي مستقبل سوق بيع الطراز حول العالم،
في حين أن التأثير الكامل لحادث ألاسكا إيرلاينز لا يزال غير واضح مع العلم بوجود خسارة لسهم بوينغ 17.6% من قيمته ليسجل 205.2 دولارات بنهاية تعاملات الأسبوع الماضي، من 249 دولارا مسجلة في 5 يناير الجاري.بلا شك ان اهتزاز  ثقة العملاء في بوينغ و737 ماكس اصبح واضحا وضوح الشمس في كبد السماء  وهذا يمكنه أن يؤدي الي انخفاض الطلب والإنتاج على المدى القصير وبالتالي قد تؤخر شركات الطيران  الطلب المستقبلي أو اعادة النظر في طلبات 737 MAX، مما قد يفيد عائلة إيرباص A320neo في المستقبل القريب.
  وفي اطار منظور عدم اليقين علي المدي الطويل،يعتمد تحول حصة السوق على نتيجة التحقيق في الحادث الأخير ، وسرعة استجابة بوينغ كشركة مصنعة ، والقدرة الإنتاجية لشركة إيرباص الحالية، والعوامل الاقتصادية  الاخري ، العوامل التنافسية في سوق تصنيع طائرات الجسم الضيق وذات الاستخدام الاقتصادي والبيئي المتميز.
وتصبح اجابة السؤال الاهم و الأخطر  في الوقت الراهن ، الذي ينتظره الخبراء (كيف ستستعيد بوينغ ثقة العملاء) وتقنع شركات الطيران بسلامة الطائرة؟