لعل معرفة ماذا حدث في الإسراء والمعراج بالتفصيل؟، يعد من أهم ما ينبغي معرفته في هذا الوقت حيث نعيش أجوائها ونفحاتها الآن ، وقد بدأت ليلة الإسراء والمعراج منذ ساعات مع أذان المغرب ولم يتبق منها سوى ساعات أقل ، ولأن معرفة ماذا حدث في الإسراء والمعراج بالتفصيل ؟، فيه دلالة على فضلها ومن ثم زيادة الحرص على اغتنامها والفوز بنفحاتها وخيراتها.
[[system-code:ad:autoads]]ماذا حدث في الإسراء والمعراج
ورد في التجهيز لرحلة الإسراء والمعراج ما أخرج الإمام البُخاري في صحيحه حادثة الإسراء المعراج، حيث كان النبي -صلى الله عليه وسلم- مُستلقياً على ظهره في بيت أُمِّ هانئ، فانفرج سقف البيت، ونزل منه مَلَكان على هيئة البشر، فأخذاه إلى الحطيم عند زمزم، ثُمّ شقّا صدره، وأخرجا قلبه الشريف وغسلاه بماء زمزم، وملآه بالإيمان والحكمة.
[[system-code:ad:autoads]]و جاء أن الحكمة في ذلك تهيئة النبي -صلى الله عليه وسلم- لِما سيُشاهده، وليكون إعدادا له من الناحية اليقينيّة والروحيّة، وعلّق الحافظ ابن حجر على ذلك فقال: "وجميع ما ورد من شق الصدر واستخراج القلب وغير ذلك من الأمور الخارقة للعادة مما يجب التسليم له دون التعرض لصرفه عن حقيقته، لصلاحية القدرة فلا يستحيل شيء من ذلك".
و ورد فيه ركوب البراق والإسراء إلى المسجد الأقصى ثُمّ جاء جبريل -عليه السلام- للنبيّ بدابّة البُراق، وهي دابّةٌ أصغرُ من الفَرَس وأكبر من الحِمار، تضعُ حافرها عند مُنتهى طرفها؛ أي تضع خطواتها فتصل إلى مدّ بصرها، فلمّا ركبها النبي -عليه الصلاة والسلام- لم يثْبُت، حتى قال له جبريل -عليه السلام- أن يثبت، فلم يركبها أحدٌ خيرٌ منه، فثبت النبيّ، وتصبّب عرقاً، ثُمّ انطلقت بهما إلى بيت المقدس.
كما ورد العروج إلى السماء عُرج بالنبيّ وجبريل إلى السماء الدُنيا، فرأى -عليه الصلاة والسلام- آدمَ -عليه السلام-، ورحّب به، وردّ عليه السّلام، وأراه أرواح الشُهداء عن يمينه، وأرواح الأشقياء عن يساره، ثُمّ صعد إلى السماء الثانيّة، فرأى فيها يحيى وعيسى -عليهما السلام-، فسلّم عليهما، ثُمّ صعد إلى السماء الثالثة ورأى فيها يوسف -عليه السلام-، ثُمّ رأى إدريس -عليه السلام- في السماء الرابعة، وهارون -عليه السلام- في السماء الخامسة، وموسى -عليه السلام- في السماء السادسة، وفي السماء السابعة رأى إبراهيم -عليه السلام-، وجميعُهم يُسلّمون عليه، ويُقرّون بنبوّته.
ثُمّ صعد -صلى الله عليه وسلم- إلى سدْرة المُنتهى، والبيت المعمور، ثُم صعد فوق السماء السابعة، وكلّم الله تعالى، ففرض عليه خمسين صلاة، وبقيَ النبيّ -صلى الله عليه وسلم- يُراجِعه حتى جعلها خمساً، وعُرض عليه اللّبن والخمر، فاختار اللّبن، فقيل له أنّه أصاب الفطرة، ورأى أنهار الجنّة، اثنان ظاهران، واثنان باطنان، ورأى خازن النّار -مالِك-، ورأى أكَلَة الرّبا، وأكَلَة أموالِ اليتامى ظُلماً، وغير ذلك الكثير من المشاهد.
الإسراء والمعراج
جاءت الإسراء والمعراج تسرية عن الرسول -صلى الله عليه وسلم- بعد وفاة عمه " أبى طالب" وأم المؤمنين"خديجة بنت خويلد" ، وبعد ما لقيه النبي- صلى الله عليه وسلم- من أهل الطائف ، فقد أراد الله- تعالى- أن يخفف عنه عناء ما لاقى ، وأن يسري عنه وأن يطمئنه، وقد تمت رحلة الإسراء والمعراج بالروح والجسد معاً و تجاوزت حدود الزمان والمكان.
يُقصد برحلة الإسراء: انتقال النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- من مكة إلى بيت المَقدس، ويُراد بالمعراج: عروج النبيّ بعد ذلك إلى طبقات السماء العليا بقدرة الله -تعالى-، ولقد سيّر الله -تعالى- نبيّه في كلّ تلك الرحلة العظيمة للتسرية عنه وتخفيف حزنة وتكريمه.
متى كانت الإسراء والمعراج
وردأن معجزة الإسراء والمعراج حدثت في الفترة المكية بعد عام الحزن، وعن تحديد شهر ويوم حدوثها فقد فحص العلماء حتى أجمعوا على أنها تمت في 27 رجب ، حيث إنهاتمت في الفترة المكية بعد عام الحزن بعد التمحيص والتدقيق في الروايات أجمع العلماء أن الاسراء والمعراج 27 رجب الأصب الأصم الفرد، فهذا الشهر م ن الشهور الحرم التي حرم الله فيها القتال، والثلاثة تأتي سردًّا معًا، بعضها وراء بعض، ويأتي رجب وحيدًا فردًا.
جاء فيه أن المُؤرخين لم يعرفوا بدقة في أي ليلة أو أيّ شهر كانت رحلة الإسراء والمعراج ، والرأي الذي رجحه بعض أهل العلم بأن رحلة الإسراء والمعراج كانت ليلة السابع والعشرين من شهر رجب في العام العاشر من البعثة النبوية أي قبل الهجرة من مكة إلى المدينة بنحو 3 سنوات، في عام الحزن، الذي توفى فيه أبو طالب جد الرسول، الذي كان ينصر النبي صلى الله عليه وسلم، والسيدة خديجة رضي الله عنها التي كانت وزيرة الصدق للرسول صلى الله عليه وسلم.
اختلف المؤرخون في تحديد الليلة المعينة التي وقعت فيها رحلة الإسراء والمعراج لسببين، الأول: أن توثيق التاريخ لم يكن موجودًا في هذه الفترة لانشغال المسلمين وكثرة إيذاء المشركين لهم، أما بعد الهجرة إلى المدينة فبدأوا يدونون الأحداث، كما جاء في السبب الثاني: أن الله تعالى لم يذكر تاريخ ليلة الإسراء والمعراج في القرآن الكريم لأنه لا فائدة من ذكره، لأن الأهم هو وقوع الحدث وليس تاريخه.
متى ليلة الإسراء والمعراج
وردأن من المهم معرفته بدايةً أن تحديد متى الإسراء والمعراج لا يترتّب عليه حكم فقهي، والمهم هو الإيمان والتصديق بأن الله أسرى بعبده من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى، ثم عُرِجَ به إلى السماء يقظًا لا نائمًا بروحه وجسده معًا، لكن انتشر بشكل كبير جدًا بين الناس أن ليلة الإسراء والمعراج هي ليلة السابع والعشرين من رجب ، وهذا ليس صحيحًا؛ لأنه لم يَرد فيه أحاديث نبوية صحيحة، ولا حتى أثر عن أحد من الصحابة رضوان الله عليهم، حتى إن كتّاب السِّيَر والمؤرخون اختلفوا في تحديد ليلة الإسراء والمعراج من ثلاثة جوانب على النحو الآتي.
هناك اختلاف في السنة التي حدثت فيها، فقد اختلف العلماء في السنة التي حدثت فيها معجزة الإسراء والمعراج على أقوال متعددة منها:
- القول الأول: إنَّ معجزة الإسراء والمعراج وقعت قبل الهجرة بشهر.
- القول الثاني: إنَّ معجزة الإسراء والمعراج وقعت قبل الهجرة بخمس سنوات.
- القول الثالث: إنَّ معجزة الإسراء والمعراج وقعت قبل الهجرة بسنة، وهو أحسن إسناد الأقوال. وقيل إنها وقعت قبل الهجرة بستة عشر شهرًا، وقيل قبل الهجرة بثلاث سنوات، وقيل قبلها بست سنوات، والذي استقر عليه أئمة النقل أنها وقعت مرة واحدة بمكة المكرمة بعد البعثة النبوية وقبل الهجرة النبوية.