طاولة خشبية رخيصة في زقاق (حارة ضيقة جداً) بمنطقة خان الخليلي بالقاهرة القديمة، صاحبها الحاج فهمى على الفيشاوي "قبل أكثر من مئتي عام"، لتقديم بعض المشروبات لرواد الخان،
ثم شراء بعض المتاجر المجاورة، وكانت فكرته الأساسية أن يشبه المقهى المنزل العادي، كي يشعر الناس فيه بالراحة.
فى نفس التوقيت فى مكاناً آخر فى أقصى الغرب كانت هناك دولة تبدأ أول خطواتها تدعى "أمريكا" شعبها من دول أوروبية، جيشها من أى جنسية حصل صاحبها على الجنسية الأمريكية ، سكنت معظم دول العالم بأفلامها الهوليودية " اجمل ما بها " ووجباتها السريعة صاحية الفضل الأول فى انتشار تصلب الشرايين، كما سكنت العالم بقواعدها العسكرية المنتشرة التى قدرها البعض ب 890 قاعدة محاولة الهيمنة على العالم عوضاً عن كونها دولة بلا جذور.
حكمت فظلمت، تدخلت فى شؤون البلاد لنهب ثرواتها و خسرت البلاد و خسرت اميركا مثل العراق و فيتنام و غيرها.
تنبأ البعض بسقوط اميركا و لكن هذا السقوط لن يحدث بين ليلة و ضحاها، فكما تُبنى الدول فى عقود فإن سقوطها أيضا فى عقود، ولكن لماذا يتحدث البعض عن سقوط أميركا الآن؟
إن تطور مجموعة البريكس التى تقدمت على الدول السبع ومنهم" اميريكا " اقتصاديا حيث أكدت رئيسة البنك المركزي الروسي إلفيرا نابيولينا أن حصة دول "بريكس" ارتفعت في نهاية عام 2023 من 31% إلى 35% من الناتج المحلي الإجمالي العالمي متجاوزة حصة مجموعة السبع، و تتقدم مجموعة بريكس من الناحية الديموغرافية حيث يعيش 800 مليون فى مجموعة السبع مقابل 3,2 فى دول البريكس، بالإضافة إلى الموقع الجغرافى دول البريكس الذي ينتشر فى أماكن عديدة فى العالم كما يملك " الجنوب العالمى" و هو الصين و البرازيل و جنوب أفريقيا و الهند و تتفق رغبتهم حول رفض الهيمنة الغربية.
كما ان الحرب على غزة و موقف اميريكا منها جعلت العالم يتذكر تاريخها الأسود فى الحروب داخل و خارج ارضها منذ ان استخدموا اسلحة بيولوجية للقضاء على أعداءها ومنهم الهنود وذلك بإهدائهم بطاطين بها مرض الجدرى، وأيضاً في حرب فيتنام كان الرش الكيميائي لمناطق فيتنام، حيث أدى العنصر البرتقالي الذي قصفته الطائرات الأمريكية "بالديوكسين "إلى أمراض مثل السرطان والإعاقة العقلية في هذه المنطقة على مر السنين، و القاء القنبلة النووية على اليابان و غيرها من حروب إبادة جماعية، و حرب غزة خسر فيها بايدن أصوات العرب فى اميركا و هو اكبر دليل على ان السياسة الأمريكية فى بداية المنحدر و خاصة بعد تولى بادين.
و الذين لا يتذكرون فقط هم من يعتقدون ان سقوط أميركا مستحيل حيث انه منذ عقود قليلة تفكك الاتحاد السوفييتي، و الآن ولاية" تكساس "تطلب الاستقلال و هى ليست المرة الأولي، و لا يمكن ان تنسي تكساس دور روسيا فى مساندة "حركه تكساس" عدّ رد الجميل لأمريكا حيث أنها ساهمت من قبل فى تفتيت الاتحاد السوفيتي.
و اخبراً و ليس آخراً ترتكز الانتقادات التي تُوجه إلى " بايدن" على الشيخوخة والوهن وفقدان الذاكرة أحيانا، بل يرى البعض على أن ذلك يتصادف مع "شيخوخة الإمبراطورية" الأمريكية.
و كتب المؤرخ البريطاني أرنولد توينبي "من بين الحضارات الاثنتين والعشرين التي ظهرت في التاريخ، انهارت تسعة عشر منها عندما وصلت إلى الحالة الأخلاقية التي تعيش فيها الولايات المتحدة الآن"، ما يدل، بحسب هذا الموقف، على أن انهيار الإمبراطورية الأمريكية ليس جديدا، وأنه بدأ منذ مدة، إلا أن "الشواهد" عليه الآن "كثيرة وواضحة للعيان.
لا ينكر أحد دور أمريكا فى التطور العلمي الكبير و لكن لن يكون هذا سبب فى مغفرة التاريخ لما فعلته اميركا.
فشلت فى بداية كلماتي بالمقارنة بين مصر و أمريكا و لم اجد غير قهوة الفيشاوى لأنها الأقرب عمرا إلى أميركا، فالفرق فظيع فمصر دولة صاحبة حضارة و جذور و اميريكا دولة باحثةً عن جذور.