تراجعت أسعار الذهب عالميا بشكل طفيف خلال جلسة اليوم وذلك بعد أن حققت ارتفاعا أمس مستغلة التراجع في مستويات الدولار الأمريكي، وتركيز الأسواق على موعد بدء البنك الفيدرالي في خفض أسعار الفائدة.
[[system-code:ad:autoads]]وجرى تداول سعر أونصة الذهب العالمي حالياً عند المستوى 2032 دولار للأونصة بعد أن انخفضت بنسبة 0.1% وسجلت أدنى مستوى عند 2031 دولار للأونصة، يأتي هذا بعد أن ارتفع الذهب يوم أمس بنسبة 0.5% ليسجل أعلى مستوى عند 2038 دولار للأونصة، وفق تحليل جولد بيليون.
وأوضحت جولد بيليون، أنه منذ بداية العام وحتى الآن انخفض سعر الذهب بنسبة 1.5% وذلك بسبب تغير توقعات الأسواق تجاه أسعار الفائدة الأمريكية، فبعد أن كانت التوقعات تشير إلى أن البنك الفيدرالي سيلجأ لخفض الفائدة في مارس المقبل، صدرت العديد من البيانات الأمريكية القوية إلى جانب تصريحات المسئولين في البنك الفيدرالي التي غيرت هذه التوقعات تماماً.
وتراجعت احتمالات خفض الفائدة في مارس بشكل كبير لتبدأ في التركيز على بداية خفض الفائدة في اجتماع الفيدرالي في مايو أو يونيو، وهو الأمر الذي دعم ارتفاع الدولار الأمريكي بشكل كبير لينعكس بالسلب على أسعار الذهب.
ويحقق الذهب استفادة من تراجع معدلات الفائدة الأمريكية بسبب انخفاض تكلفة الفرصة البديلة منذ كون الذهب لا يقدم عائد لحائزيه، ومع تراجع توقعات خفض الفائدة خسر الذهب العديد من فرص الارتفاع ليبقى التذبذب والتراجع هو السائد في مستويات الذهب منذ بداية العام.
جدير بالذكر أن الذهب استطاع التماسك على الرغم من هذا فوق المستوى 2000 دولار للأونصة منذ نهاية شهر نوفمبر الماضي وحتى الآن، وهو ما يؤكد على احتفاظه بالقوة الكافية لعودة الارتفاع خاصة في ظل الدعم الذي يحصل عليه من الطلب على الملاذ الآمن بسبب التوترات الجيوسياسية المتزايدة في منطقة الشرق الأوسط.
وتصدر تصريحات عدد من أعضاء البنك الفيدرالي،اليوم، الاهتمام في الأسواق بشكل كبير في محاولة لمعرفة مستقبل أسعار الفائدة والتغيرات التي قد تطرأ على سياسة البنك الفيدرالي.
وبداية الأسبوع صدرت تصريحات عن رئيس البنك الفيدرالي جيروم باول أن التضخم انخفض بالفعل خلال العام الماضي، وبشكل حاد إلى حد ما خلال الأشهر الستة الماضية، وأن البنك يحرز تقدم جيدا، ولكن المهمة لم تنته بعد والبنك ملتزم بالتأكد من استعادة استقرار الأسعار بشكل كامل.
وأشار باول الى أن عدم خفض البنك الفيدرالي للفائدة يرجع إلى عدة عوامل مثل الاقتصاد القوي مع النمو بوتيرة قوية، وسوق العمل الذي يبلغ معدل البطالة فيه 3.7٪ فقط وهو ما يعطي البنك الفيدرالي حرية الانتظار للحصول على المزيد من الأدلة لتراجع التضخم بشكل مستدام.
جاءت تصريحات رئيس الفيدرالي بعد بيانات قوية عن قطاع العمالة الأمريكي نهاية الأسبوع الماضي، وهو ما دفع الدولار الأمريكي إلى الارتفاع بشكل حاد ليسجل اعلى مستوى منذ 3 أشهر تقريباً مطلع هذا الأسبوع.
وأشارت جولد بيليون، إلى أن قوة الدولار الأمريكي وارتفاع العائد على السندات الأمريكية طويلة الأجل أثر بالسلب على مستويات الذهب منذ نهاية الأسبوع، ولكن يوم أمس بدأت عمليات البيع لجني الأرباح على الدولار الأمريكي الأمر الذي ساعد أسعار الذهب على الارتفاع يوم أمس.
ونوهت بأن التوقعات لأسعار الذهب خلال عام 2024 تبقى إيجابية بشكل كبير على الرغم من البداية السلبية للذهب هذا العام، ويرجع هذا إلى توقعات استمرار قوة مشتريات البنوك المركزية للذهب، وارتفاع الطلب على مشتريات الذهب الفعلي كتحوط ضد التضخم والتوترات الجيوسياسية حول العالم.
من جانبه أعلن مجلس الذهب العالمي إن الطلب العالمي على الذهب باستثناء التداول خارج البورصة، انخفض بنسبة 5% إلى 4448.4 طن ذهب في عام 2023، لكنه ظل قوياً مقارنة بمتوسط عشر سنوات بسبب عدم اليقين الجيوسياسي والاقتصادي.
وقال مجلس الذهب العالمي في تقريره أن الطلب على الذهب متضمن التداولات خارج البورصة والمصادر الأخرى، ارتفع بنسبة 3٪ إلى مستوى قياسي سنوي جديد عند 4898.8 طن ودعم نمو متوسط سعر الذهب لعام 2023 إلى مستوى قياسي بلغ 1940.54 دولار.
كما استمرت سلسلة مشتريات البنوك المركزية من الذهب على مستوى كبير بداية من عام 2022، لتصل مشتريات البنوك المركزية إلى 1037.4 طن في عام 2023، بانخفاض 4٪ عن المستوى القياسي لعام 2022.