قال مجمع البحوث الإسلامية، إن هناك 3 أمور طلبها نبي الله سليمان بن داوود عندما انتهى من بناء بيت المقدس.
واستشهدوا بالحديث الشريف، قال النبيِّ صلى الله عليه وسلم: لمّا فرغَ سُلَيْمانُ بنُ داودَ من بناءِ بيتِ المقدِسِ سألَ اللَّهَ ثلاثًا حُكْمًا يصادفُ حُكْمَهُ وملكًا لا ينبغي لأحدٍ من بعدِهِ وألّا يأتيَ هذا المسجدَ أحدٌ لا يريدُ إلّا الصَّلاةَ فيهِ إلّا خرجَ من ذنوبِهِ كيومِ ولدتْهُ أمُّهُ فقالَ النَّبيُّ ﷺ أمّا اثنتانِ فقد أُعْطيَهُما وأرجو أن يَكونَ قد أُعْطيَ الثّالثةَ. سنن ابن ماجه
[[system-code:ad:autoads]]سليمان بن داوود
هو أحد أنبياء بني إسرائيل وأعظم ملوكهم؛ وإنّ الله تعالى رزقه ملكًا لا ينبغي لأحدٍ من بعده، واسمه؛ سليمان بن داوود بن ايشا بن عويد بن عابر، ويعود نسبه إلى يهوذا بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم الخليل عليه السلام، وقد كان سليمان -عليه السّلام- أبيض جسيمًا، يلبس من الثياب البيض، وعلى الرغم من أنّه ورث الملك عن داوود -عليه السّلام- وهو يبلغ من العمر اثنتي عشرة سنةً، إلا أنّه كان صاحب ذكاءٍ وفطنةٍ، وحسن سياسةٍ و تدبيرٍ، كما قال تعالى: (وَوَرِثَ سُلَيْمَانُ دَاوُودَ ۖ وَقَالَ يَا أَيُّهَا النَّاسُ عُلِّمْنَا مَنطِقَ الطَّيْرِ وَأُوتِينَا مِن كُلِّ شَيْءٍ ۖ إِنَّ هَٰذَا لَهُوَ الْفَضْلُ الْمُبِينُ).
[[system-code:ad:autoads]]ومن ضمن القصص في القرآن قصص الحيوانات والحشرات التي تظهر نعم الله وقدرته سبحانه، فها هو النمل، ذلك الكائن الدقيق الصغير قد ضرب مثالًا على قدرة الله، وجعل الله فيه قصة النملة مع نبيه سليمان عليه وعلى نبينا أفضل الصلاة والسلام دروسًا وعبر.
لقد أنعم الله سبحانه وتعالى على سيدنا سليمان عليه وعلى نبينا أفضل الصلاة والسلام نعمًا كثيرة؛ منها أنه سخَّر له الإنس والجن والطير، وجعلها تحت إمرته، وعلّمه لغة الطير والحيوان على اختلاف أصنافها.
ولقصة النملة مع نبي الله سليمان أمر عجيب .. فقد جمع سيدنا سليمان يومًا جنوده من الإنس والجن والطير والدواب وأمرهم بالسير في صفوف منتظمة، وأثناء سيرهم مروا على وادٍ يسكنه النمل، وكان النمل منهمك في مهامه إلا نملة وقفت تراقب مشهد سير نبي الله سليمان عليه السلام وجنوده، وعندما اقتربوا من بيوت النمل صاحت النملة بأخواتها النمل أن أسرعوا وادخلوا إلى مساكنكم حتى لا يدوس عليكم نبي الله سليمان وجنوده دون أن يشعروا فهم قد اقتربوا منا.
وهنا تجلت قدرة الله وعلمه الذي علمه لنبيه، فقد سمع سيدنا سليمان عليه السلام ما دار من حديث بين النملة وأخواتها، وفهم ما قصدته النملة فتبسَّم ضاحكًا من قولها، ثم أمر جنوده بالمسير ببطء، حتى يدخل النمل إلى بيوته ولا تصاب بأذى، ثم رفع سيدنا سليمان عليه وعلى نبينا أفضل الصلاة والسلام يديه إلى السماء شاكرًا الله تعالى على نعمه الكثيرة.
وقد ذكر الله سبحانه وتعالى تلك القصة العجيبة في القرآن الكريم في سورة اسمها سورة "النمل" حيث يقول تعالى: {وَوَرِثَ سُلَيْمَانُ دَاوُودَ وَقَالَ يَا أَيُّهَا النَّاسُ عُلِّمْنَا مَنطِقَ الطَّيْرِ وَأُوتِينَا مِن كُلِّ شَيْءٍ إِنَّ هَٰذَا لَهُوَ الْفَضْلُ الْمُبِينُ (16) وَحُشِرَ لِسُلَيْمَانَ جُنُودُهُ مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنسِ وَالطَّيْرِ فَهُمْ يُوزَعُونَ (17) حَتَّىٰ إِذَا أَتَوْا عَلَىٰ وَادِ النَّمْلِ قَالَتْ نَمْلَةٌ يَا أَيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوا مَسَاكِنَكُمْ لَا يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمَانُ وَجُنُودُهُ وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ (18) فَتَبَسَّمَ ضَاحِكًا مِّن قَوْلِهَا وَقَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَىٰ وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَدْخِلْنِي بِرَحْمَتِكَ فِي عِبَادِكَ الصَّالِحِينَ (19)).
وقصة النملة على قصرها إلا أنها تضرب مثلًا لنملة إيجابية، نملة شجاعة، كان من الممكن أن تهرب وحدها وتدخل جحرها، لكنها أول نملة رأت الجيش قبل غيرها من النمل، فخشيت على أمتها، لم تعش لنفسها، رغم أنه كان من الممكن أن تموت تحت الأقدام وهي تنادي على النمل، لكنها تضحي من أجل الآخرين، ولهذا تبسم سيدنا سليمان.
كما أن فيها إعلاء لعبادة الشكر على نعم الله التي ينعمها علينا، وتجلى ذلك في شكر سيدنا سليمان لله سبحانه وتعالى أن علمه منطق الطير ولغات الدواب كلها فكان ذلك سببًا في حفظ حياتهم وعمارة الأرض.