تتواصل وقائع مؤتمر نازك الملائكة التي يستضيفها الصالون الثقافي بمعرض القاهرة الدولي للكتاب، حيث ناقش المؤتمر كتاب "قراءات في قضايا الشعر المعاصر" لنازك الملائكة في جلسة أدارتها الدكتورة رشا صالح.
في بداية الجلسة قالت الدكتورة رشا صالح، إن نازك من خلال كتاباتها حول الشعر المعاصر استطاعت أن تغمس قلمها في مداد غيرها وتجاربهم الذاتية، وقد ظلت الشاعرة نازك ملء السمع والبصر منذ نشر قصائدها الأولى في الأربعينات حتى تتويجها بالبابطين عام 1996.
من جانبه تحدث الناقد العراقي أحمد الزبيدي عن نازك الملائكة مؤكدا أن الحديث عن كتاب قضايا الشعر المعاصر عن نازك الملائكة لا ينفصل عن الحديث عن نازك نفسها، فنازك أرادت من خلال الكتاب أن تضع أسسا للشعر الحر.
وتابع أحمد الزبيدي: عندما صدر الكتاب علق عليها ثلاثة نقاد كبار بآراء كلها متطرفة سواء بالإيجاب أو السلب، وهم الشاعر عبد الوهاب البياتي، والناقد عبد الله الغذامي، والناقد عبد العظيم السلطاني.
وأوضح أحمد الزبيدي أن عبد الوهاب البياتي كان متطرفا في حكمه السلبي عندما ذكر في حوار له أن كتاب قضايا الشعر المعاصر لنازك الملائكة كتاب تافه ومتهافت يمتاز بالسطحية، ومن ثَمَّ فإن هذا الكتاب لا يصلح أن يكون كتابا مدرسيا، كما قال إن نازك ليست ناقدة ولا مفكرة بل شاعرة، ولكن شعرها ينتهي عن حدود معينة.
وحول رأي عبد الله الغذامي في الكتاب أوضح الزبيدي أن عبدالله الغذامي دافع عن نازك الملائكة عندما أكد أن نازك الملائكة تجرأت على عمود الشعر الفحولي، مشبها إياها أن البعض أراد ذبحها لأنها أنثى مجددة، مستشهدا بالمثل القديم "إذا صاحت الدجاجة صياح الديك فاذبحوها".
وتابع أحمد الزبيد أما عبد العظيم السلطاني فدافع عن نازك ويرى أنها حولت الشعر من الشفاهية إلى الكتابية ومثاله على ذلك هو قصيدة الكوليرا لنازك.
ويعلق الزبيدي على كلام السلطاني بأن موقف مبالغ فيه وهو موقف متعاطف مع نازك أكثر من كونه رأي موضوعي.
فيما أوضح الدكتور محمد السيد إسماعيل أن نازك ارتبطت بحركة التجديد الشعرية في الأربعينات، وهذا لا يمنعنا أن نقول إن حركات التجديد أقدم من نازك يكثير مثل أحمد شوقي الذي اخترع أوزانا شعرية وكتب عليها وكذلك العقاد ومحمود حسن إسماعيل وعلي أ حمد باكثير.
وتابع الدكتور محمد السيد إسماعيل، أن مصطلح الشعر الحر هو مصطلح غير دقيق والمصطلح الأدق منه هو مصطلح شعر التفعيلة.
وأوضح محمد السيد إسماعيل أن موقف نازك الملائكة من قصيدة النثر جعل أدونيس يصفها أن أبو تمام أكثر حداثة من نازك الملائكة، وأنها في حالة نكوص على تجديدها في الشعر.