أكدت الدكتورة هدى شامل، أستاذة الأدب الفرنسي بجامعة عين شمس، وحفيدة محمود فهمي النقراشي رئيس وزراء مصر الأسبق، إن النقراشي كان شديد الولاء للملك فاروق فكان ينتقده ولكن ليس في العلن.
[[system-code:ad:autoads]]
وأضافت: “كان حاله كحال مصطفى كامل الذي كان في بداية حركته الوطنية شديد الولاء للخديوي عباس حلمي الثاني والذي كان يدعم الحركات السرية ولكن بعد وقت تغير موقفه تجاه الحركات السرية بضغط من الإنجليز فقام مصطفي كامل بتقديم خطاب له يقول له إنه يعذره و لا يلقي اللوم عليه ولم يوجه له أي هجوم طوال حياته السياسية لانه كان يري في ذلك إضعافًا للقوي الوطنية المصرية”.
وتابعت: “هذا كان أيضا موقف النقراشي باشا تجاه الملك فاروق، وكان النقراشي ينتقد الملك فاروق لأنه كان يلعب القمار وعرفنا ذلك من إبراهيم باشا عبد الهادي الذي كان رئيسا للديوان الملكي وذلك بعد وفاه النقراشي باشا، حيث طلب منه الملك فاروق أن يبلغ النقراشي أنه ليس تلميذا في مدرسته وأن يكف عن توجيه النصح له، وهذا الانتقاد لم يكن علنيا وكان النقراشي مؤمنا بالنظام الملكي و لا أعتقد أنه كان يفكر اطلاقا في انتهاء الملكية في مصر”.
وأضافت حفيدة النقراشي باشا، خلال حوارها مع الإعلامية إيمان أبو طالب في برنامجها “بالخط العريض” على شاشة “الحياة”، أن والدتها قبلت يد الملك فاروق عندما قابلوا الملك علي كورنيش الإسكندرية وهي برفقه والدها ووالدتها، معقبة: “ تراجعت جدتي للخلف لأنها كانت شديدة الاعترار بنفسها أما والدتي فتقدمت على الفور وقبلت يده بعفوية شديدة وهذه القصة دليل على أن ولاء النقراشي للملك كان من الصميم وأن صورة الملك كانت محاطه بكل التقدير والتبجيل في هذا المنزل”.
وأشارت الدكتورة هدى شامل، إلى أن الاختلاف الكبير بين النقراشي والملك كان بسبب رفض النقراشي دخول مصر لحرب فلسطين، فكان النقراشي الزعيم العربي الوحيد غير المتحمس لدخول حرب فلسطين لأن الفترة ما قبل الحرب كانت فترة مفاوضات كبيرة مع الإنجليز للجلاء عن مصر بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية فرفعت مصر مذكرة لفتح باب المفاوضات من أجل الجلاء، وكان النقراشي أثناء مفاوضاته معولا على قدرة الجيش المصري علي حماية أراضيه وحماية الممر الدولي لقناة السويس استنادا لما قدمه الجيش من تضحيات أثناء مشاركته للإنجليز بالحرب، و كان يعلم أن البعثة العسكرية الإنجليزية التي كانت تدرب الجيش تعمل علي إضعافه من ناحية التسليح والتدريب فلم يكن الجيش مؤهلا لحرب فلسطين ولم يكن يريد تعرض الجيش لأي هزة وهو يتفاوض على الجلاء.
وتابعت: “تم اتخاد قرار بعدم مشاركة الجيش المصري بالحرب وفوجئ النقراشي بأوامر للجيش المصري بالتحرك دون استشارته الذي كان رئيس الوزراء آنذاك فتقدم باستقالته و جاء رد الملك عليه بأنه يطعن الجيش من الخلف بهذه الاستقالة، فطوى النقراشي الورقه ودسها في جيبه وهو يعلم أن هذا هو الانتحار السياسي بالنسبة له”.