استضافت القاعة الرئيسية بمعرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته الـ55 كلا من الدكتور ممدوح الدماطي أستاذ الآثار والحضارة المصرية القديمة بكلية الآثار جامعة عين شمس ووزير الآثار الأسبق، والكاتب الصحفي أحمد الجمال، في ندوة بعنوان «تراثنا الحي من حضارتنا القديمة».
وقال الدكتور ممدوح الدماطى إنه ما من ظاهرة حضارية إلا ولها جذور في الحضارة المصرية القديمة، ومصر وإيجيبت اسمان لهما أصول في الحضارة المصرية القديمة، حيث كانت مصر لها أسماء كثيرة عرفت بها مثل "كيميت"، "تامرى"، وكلمة مصر عرفت في منتصف القرن الـ 19 قبل الميلاد، وبلاد كنعان كانوا يستخدمون كلمة مصر وكانت تحمل معنى الأرض الحصين، أما عن اسم إيجيبت فأول مرة ذكرت فيها كانت في الأوديسة.
وأضاف أن مصر هي أول دولة أقامت دستورًا وكان يختصر في كلمة واحدة وهي "ماعت" وتعنى "الحق، العدل، النظام"، ومصر أدارت حياتها كلها على نظام العدل، وعرف الجميع أن العدل هو الغذاء الأساسي للآلهة، والحاكم يستمد شرعيته من الحكم بالعدل، كما أنهم اعتقدوا في الحساب بعد الموت وكانوا يضعون قلب المتوفى في كفة والكفة الثانية لرمز ماعت.
وعن قياس الزمن والتقويم قال الدماطي إن أول من قسم اليوم إلى 24 ساعة هو المصري القديم، و بدأ من الدولة الوسطى، حيث وجدوا أن 12 نجما ليليا تقفل بالتتابع، لذلك قسموا الساعات إلى 12 ساعة.
كما تطرق في حديثه إلى صناعة الذهب وقال إن مصر عرفت صناعة الذهب والحلى من 3400 عام ق .م، وضرب مثل على ذلك بتابوت توت عنخ آمون وكان يحتوى على 110 كم من الذهب.
وقال الكاتب الصحفي أحمد الجمال إن البعض يخلط بين الآثار والتاريخ، وأوضح أن الأثري يرتبط بالمكان والصخر والعمق، بينما المؤرخ يربط المكان بالسياق الفكري والاجتماعي.
وأضاف أن الدولة التي نشأت كانت بجوار النهر، لكي تنظم حركة النهر وعلاقات البشر حول النهر، والأساس كان الأمن بمفهومه الواسع والعدل، واتسع العدل بمفهومه ليشمل كل شيء العدل الاجتماعي والقانونى.
وتابع: "المصري القديم كان يعلم تماما أنه عندما يحدث خلل في الأمن والعدل تهتز الدولة المركزية ويحدث حراك اجتماعي وهزات اجتماعية، كما لاحظ المصري أنه إن غاب الأمن تسود الفوضى وتسقط الدولة، وحرص على الحفاظ على الدولة المركزية الموحدة، كما أدرك أن أمن وطنه يمتد من منابع المياه المعكوسة دجلة والفرات إلى قرن الأرض جنوبا عند باب المندب، وتؤكد الحقائق أن هذا الأمن المصري دقيق جد".