تشهد العلاقات بين مصر وتركيا تطورًا ملحوظًا في الفترة الأخيرة، حيث تستعد البلدين لمرحلة جديدة من التعاون والتواصل البناء.
وقد أعلنت وكالة بلومبرغ للأنباء، نقلاً عن مصادر أتراك موثوقة، أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان يعتزم زيارة مصر خلال الأيام المقبلة، وهذه الزيارة تأتي في إطار جهود لاستعادة العلاقات بين البلدين بعد فترة طويلة من التوتر والتباعد.
ويأتي هذا الإعلان في سياق تغيرات إقليمية ودولية هامة، حيث يسعى كل من مصر وتركيا إلى تعزيز دورهما على الساحة الإقليمية والدولية، وتحقيق المصالح المشتركة للشعبين.
وإن الاستقرار والتنمية في المنطقة يتطلب التعاون والتضامن بين جميع الدول، وتجاوز الخلافات والتوترات السابقة من أجل بناء مستقبل أفضل للمنطقة بأسرها.
مساعي تعزيز التعاون الإنساني
وتأتي زيارة الرئيس التركي إلى مصر في وقت حساس، حيث تشهد المنطقة تحديات أمنية واقتصادية وسياسية كبيرة، ومن بين هذه التحديات القضية الفلسطينية وحرب غزة التي تطالب بمساعدة الفلسطينيين في قطاع غزة وسبل إنهاء الحرب الدائرة هناك.
ويأتي دور القمة العربية المرتقبة كفرصة هامة لتعزيز التواصل والتنسيق بين دول المنطقة، والبحث في سبل دعم الأمن والاستقرار وتعزيز التعاون الإقليمي في مختلف المجالات.
فالتحديات التي تواجه العالم العربي تستدعي التعاون الفعال والتنسيق المشترك لمواجهتها والتغلب عليها.
من جانبها، رحبت جامعة الدول العربية بخطوة رفع مستوى العلاقات بين الدولتين، مشيرةً إلى أنها تعتبر "تطوراً إيجابياً" قد يسهم في تهدئة الأجواء في المنطقة.
وأكدت الجامعة على أهمية تعزيز التواصل الدبلوماسي لحل المشكلات العالقة.
التقارب الأخير
وسبق وأن أشار أردوغان إنه تحدث مع السيسي لنحو 30 إلى 45 دقيقة على هامش افتتاح كأس العالم لكرة القدم في قطر.
والتقى الرئيسان سابقاً على هامش قمة مجموعة العشرين في الهند، حيث اتفقا على تعزيز التعاون وتبادل السفراء بين البلدين.
والتقارب الحالي بين تركيا ومصر يأتي بعد عشر سنوات من توتر العلاقات الدبلوماسية بين البلدين.
تطلعات المستقبل
وأعرب السفير التركي في مصر صالح موطلو، عن أهمية القمة المرتقبة بين الرئيسين، حيث ستتناول قضايا حساسة مثل الأوضاع في غزة.
وأكد دعم تركيا لموقف مصر من قضية تهجير الفلسطينيين، في حين تختلف وجهات نظر البلدين في هذا الصدد.
ويرى محللون أن هذه الزيارة المرتقبة قد تمهد الطريق لمسار تعاون إيجابي بين البلدين، وتعزز العلاقات الاقتصادية والسياسية والتجارية بينهما.
ومن المتوقع أن يستمر الحوار بين الرئيسين وفرق العمل المرافقة لهما بهدف تحقيق التواصل الفعال وتعزيز العلاقات الثنائية بين تركيا ومصر، وتحقيق المصالح المشتركة للشعبين المصري والتركي.
تطورًا إيجابيًا للعلاقات
وفي تصريحات حديثة، أكد السفير محمد العرابي وزير الخارجية الأسبق، أن زيارة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان المرتقبة لمصر تشير إلى بداية مسار إيجابي بين البلدين.
وأشار العرابي إلى أن هناك بعض المسائل التي تتطلب التفاهم والتوافق في الرأي، وتعتبر موضوعات هامة للمصالح المصرية والأمن القومي المصري.
واعتبر أن هذا المسار يعكس تطورًا إيجابيًا للعلاقات بين البلدين.
العلاقات السابقة بين البلدين
وبالنسبة للعلاقات السابقة بين البلدين، أوضح محمد العرابي أنها كانت تسير في مجالات مختلفة مثل الاقتصاد، السياحة والتجارة، ولم تتأثر كثيرًا بالتوترات السياسية السابقة.
وأكد أن هذه المجالات كانت تتبع مسارًا طبيعيًا واستقرارًا نسبيًا.
التعاون المشترك والمساعدات الإنسانية
ويعزز هذا التقارب بين مصر وتركيا إلى جهود البلدين في إزالة العقبات التي كانت تعيق عملية التعاون المشترك وتطوير العلاقات الثنائية.
ومن المتوقع أن تؤدي الزيارة المرتقبة إلى تعزيز التفاهم والتعاون بين البلدين في عدد من المجالات، بما في ذلك المساعدات الإنسانية للفلسطينيين في قطاع غزة والسبل الكفيلة بإنهاء الحرب.
تعزيز العلاقات الاقتصادية
وتأمل مصر وتركيا في تعزيز العلاقات الاقتصادية والثقافية والسياسية بين البلدين، مع تبادل الزيارات العالية المستوى وتعزيز التواصل الدبلوماسي.
وتعتبر هذه الخطوة إيجابية للشعبين المصري والتركي، حيث من المتوقع أن يستفيد الطرفان من تطوير العلاقات وتحقيق المصالح المشتركة.
الزيارة مدرجة ضمن جدول الأعمال
وأكد السفير التركي لدى مصر، صالح موطلو شن، إن زيارة الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، إلى مصر، مدرجة ضمن جدول الأعمال، وأكد أن هذه الزيارة ستتناول جميع جوانب العلاقات الثنائية وتوفر فرصة للتشاور بشأن القضايا المشتركة، بما في ذلك القضية الفلسطينية التي تشترك البلدين في موقفهما تجاهها.
وقف الحرب وسفك الدماء
وأضاف السفير التركي، أهمية وقف الحرب وسفك الدماء في غزة، معبراً عن شكره للسلطات المصرية على دعمها ومساعدتها في هذا الصدد.
وشدد على استمرار تركيا في دعم إعادة إعمار غزة على المدى المتوسط والطويل.
وأكد السفير أن تركيا حققت العديد من المكتسبات والنجاحات في مختلف المجالات، مشيراً إلى التطورات الإيجابية في العلاقات بين تركيا والشرق الأوسط والدول العربية والإسلامية، بفضل السياسة القومية المستقلة التي يتبعها الرئيس أردوغان.
وأوضح السفير أن العلاقات بين مصر وتركيا شهدت تحولات وتغييرات كبيرة خلال العام الماضي، مشيراً إلى بداية تطوير تعاون أعمق بين البلدين بعد تطبيع العلاقات، ومؤكداً على أهمية هذا التطور في تلبية تطلعات الرأي العام في كلا البلدين.
وأشار السفير إلى وجود تعاون متبادل بين البلدين في مجالات الاقتصاد والتجارة والفن والثقافة والسياحة وغيرها، معرباً عن التزام كلا البلدين بتعزيز هذا التعاون لخدمة مصالحهما المشتركة ورفاهية شعبيهما.
وتأتي زيارة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى مصر في ظل تطلعات متزايدة لتعزيز التعاون الثنائي بين البلدين وتحقيق التفاهم المشترك في قضايا الأمن والاستقرار في المنطقة. إن هذه الزيارة تعكس إرادة البلدين في تعزيز العلاقات الثنائية وتحقيق المصالح المشتركة، وتبقى الآمال معلقة على أن تسهم في تحقيق السلام والاستقرار في المنطقة.