يواجه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو تحديات متزامنة في غزة وعلى الجبهة الداخلية. في غزة، تواجه الحملة العسكرية ضد حماس، والتي بدأت لتحرير الرهائن الذين تم احتجازهم خلال هجوم 7 أكتوبر، صعوبات حيث لا يزال أكثر من 100 رهينة محتجزين، وتظل حماس متحدية، على الرغم من تعرضها للقصف. وعلى الصعيد الداخلي، أصبح مستقبل نتنياهو السياسي على المحك، حيث تشير استطلاعات الرأي إلى هزيمة محتملة في الانتخابات.
[[system-code:ad:autoads]]ولتعزيز إرثه، يسعى نتنياهو إلى التوصل إلى اتفاق سلام تاريخي مع المملكة العربية السعودية، وهي خطوة تتطلب الالتزام بحل الدولتين. ومع ذلك، فإن الاحتفاظ بالسلطة واسترضاء ائتلافه اليميني يستلزم رفض إقامة دولة فلسطينية. ويلاحظ المحللون معضلة حيث قد تكون جهود نتنياهو لحل الأزمتين متناقضة.
[[system-code:ad:autoads]]وبينما يستكشف نتنياهو الخيارات المتاحة، يظل الوضع في غزة معقدا. ويخشى الجنرالات أن يؤدي تحقيق هدف واحد، مثل هزيمة حماس، إلى تعريض حياة الرهائن للخطر. ومن ناحية أخرى، فإن الحل الدبلوماسي قد يترك حماس مسيطرة. ويهدد الشريك اليميني المتطرف في الائتلاف بالاستقالة إذا تم إطلاق سراح الرهائن بينما تحتفظ حماس بالسلطة.
وفي مواجهة احتمال خسارة الدعم من اليمين المتطرف، يمكن لنتنياهو أن يتحالف مع زعماء الوسط ويواصل المفاوضات بشأن الرهائن، وهي خطوة تخاطر برد فعل عنيف من قاعدته اليمينية. ويضيف التأييد الشعبي المتضائل لحل الدولتين المزيد من التعقيد، ويهدف نتنياهو إلى تركيز الحملة الانتخابية على مسألة الدولة الفلسطينية.
ورغم رفض السيادة الفلسطينية علناً، فإن المحادثات عبر القنوات الخلفية مع المملكة العربية السعودية تشير إلى اتباع نهج دقيق، وفقا لتحليل نيويورك تايمز، . ويهدف نتنياهو إلى التوصل إلى اتفاق بشأن إقامة دولة فلسطينية اسمية، مما يوفر المرونة لكل من الجمهور المحلي والدولي. ويرى المنتقدون أن هذه اللعبة المزدوجة قد لا تكون مستدامة، مشددين على التحديات في غزة وعدم وجود خطة واضحة لما بعد الحرب.
ويحافظ مكتب نتنياهو على التفاؤل، ويؤكد التقدم في الحرب، والالتزام بتحقيق النصر الكامل، والجهود المستمرة للتوصل إلى اتفاق مع السعودية. ويؤكد المنتقدون أن فشل حكومته في وضع خطة ما بعد الحرب يعيق التقدم العسكري ويثير تساؤلات حول حكم غزة.
وبينما يبحر نتنياهو في هذا المشهد المعقد، يظل مصيره السياسي غير مؤكد. تشير استطلاعات الرأي إلى فقدان ثقة الجمهور، لكن تاريخ رئيس الوزراء من المرونة السياسية يثير التكهنات حول عودته المحتملة.