كشف الدكتور علي جمعة، مفتي الديار المصرية السابق، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، عن كواليس نشأته وأبرز محطات حياته الدينية والعلمية، خلال حديثه مع الشباب في ندوة "محطات في مسيرة عالم أزهري"، والتي نظمها جناح الأزهر بمعرض القاهرة الدولي للكتاب، وحاوره خلالها الدكتور أبو اليزيد سلامة، الباحث بالأمانة العامة لهيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف.
في بداية الندوة قال الدكتور علي جمعة، "إنه لشرف كبير لي أن انتسب إلى الأزهر الشريف، وأن انتمي إلى هيئة كبار العلماء، مكانة وقيمة وتاريخا وعمقا ودينا ودنيا"، داعيا المولى عز وجل أن يرفع شأننا بالأزهر الشريف، وأن يهدئ بالنا ويصلح حالنا في مصر والعالم الإسلامي، موجها الشكر لفضيلة الإمام الأكبر أ.د أحمد الطيب، شيخ الأزهر، على رعايته لجناح الأزهر الشريف بمعرض القاهرة الدولي للكتاب، وعن استضافته في هذه الندوة الكريمة.
وكشف عضو هيئة كبار العلماء، عن سر توقيعه في خطاباته لوالده-رحمه الله- ب«نور الدين أبو الكنى أبو الحسن وأبو عبادة وأبو دعا»، بدلا من «علي جمعة»، موضحا أن «نور الدين» لقب، و «أبو الحسن» كنية، أما «علي» فهو اسم، وأنه كل من كان اسمه «علي» في التاريخ الإسلامي كان يلقب ب «نور الدين»، ولهذا لقب نفسه به، كما كان «أبو الحسن» كنية لكل من كان اسمه «علي»، أما عن سبب تسميته «أبوعبادة»، يقول إنه كان يكنى بـ«أبو دعاء» على اسم ابنته الكبرى، لكنه اختار لنفسه كنية «أبو عبادة» لحبه فى سيدنا أبو عبادة، ثم حملت زوجته بولد سمّاه «عبادة»، على اسم شيخ له كان يحبه كثيرا، واسمه «أنيس عبادة»،لكن هذا الطفل توفي في بطن أمه، ونظرا لكثرة الكُنى قال «نور الدين ذو الكنى».
وعن والده، قال مفتي الجمهورية السابق، "كان والدي «قارئا نهما» وكان يشجعني على القراءة، تعلمت منه حب التعلم والرغبة فى المعرفة، وزاد لي في مصروفي الشخصي من (٣) جنيهات، إلى (٦) جنيهات، عندما علم أنني شرعت في شراء الكتب والمراجع، ثم زاد من دعمه لي وضاعف هذا المصروف تشجيعا لي، لدرجة أنه اشترى لي مكتبة خاصة بي"، مضيفا أن أكثر ما أثر فيه هو تعلم الأصول والقيم التى لا يوجد مثلها فى مجتمع المدينة، قائلا: «كان جدي يقيم بمنزله الكبير على هيئة دوار، فى قرية طنسا التابعة لمركز ببا ببنى سويف، وكنت أذهب إليه كثيرا، وفي هذا المكان تعلمت معنى الاجتماع بالعائلة، والقيم والأصول، كما تعلقت بالريف وأحببته، واعتدت زيارة المزارع والحدائق التى كنت أذهب إليها كثيرا».
وأوضح مفتي الجمهورية السابق، أن شيخ الأزهر الأسبق، الشيخ جاد الحق، اختاره وهو في سن الأربعين، ليكون عضوا رئيسيا في لجنة الإفتاء بالجامع الأزهر، وذلك على الرغم من أنه كان هناك شرطا تنظيميا لتقلد هذه العضوية، أن يكون الشخص سنه يتخطى الخامسة والأربعين، ولكن كان اختيار شيخ الأزهر له بناء على ترشيح ملح من الشيخ عطية صقر، والشيخ عبد الرزاق ناصر - رحمة الله عليهما-، موضحا أنه قد تعلم منها الكثير والكثير في عمله بمهنة الإفتاء.
أما عن أسرته، قال الدكتور علي جمعة "، تزوجت في سن العشرين، ولدي زوجة متدينة، صوامة قوامة، تعبد ربها أطراف الليل وآناء النهار"، موضحا أن أسلوبه في تربية بناته كان التربية بالمثال، وليس التلقين، فتعودوا على الصلاة عندما نشأوا ووجدوه يحافظ عليها هو ووالدتهم، مؤكدا أن الصلاة كانت سببا في نجاحهم في حياتهم، وجزء لا يتجزأ منها، لأن الصلاة عماد الدين، وكذلك التزموا الحجاب من أمهم، موضحا أنه يحرص على أن يكون يوم الجمعة من كل أسبوع، هو يوم اجتماع العائلة بجميع أفرادها في جو من الخضرة والحميمية، موضحا أن تلك الأجواء ينتج عنها الهدوء والسلام النفسي بين الجميع.
وعن هواياته يقول: «كنت فى شبابى أحب الرياضة، واشتركت في الكشافة وعمري ١٣ عام، وتعلمت منها الالتزام وتنظيم وقتي ونشاطي، ثم مارست رياضة التنس وركوب الدراجات ولعبت كرة القدم، وظللت أحب هذه الأشياء إلى أن كبرت فى السن، حتى تمسكت برياضة المشي حاليا.
كما تولى الدكتور علي جمعة، الإشراف على الجامع الأزهر الشريف عام ٢٠٠٠، ثم عضوا فى مجمع الفقه الإسلامى التابع لمنظمة مؤتمر العالم الإسلامى بجدة، كما شغل عضوية مجمع البحوث الإسلامية التابع للأزهر، بالإضافة إلى كونه أستاذا فى أصول الفقه بكلية الدراسات الإسلامية والعربية، وفى عام ٢٠٠٣ أصبح الشيخ على جمعة مفتيا للديار المصرية، واستمر فى منصبه لمدة ١٠ سنوات، وهو حاليا عضو بهيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف.
ويشارك الأزهر الشريف -للعام الثامن على التوالي- بجناحٍ خاصٍّ في معرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته الـ 55، في الفترة من 24 يناير الجاري حتى 6 فبراير 2024؛ وذلك انطلاقًا من مسؤولية الأزهر التعليمية والدعوية في نشر الفكر الإسلامي الوسطي المستنير الذي تبناه طيلة أكثر من ألف عام.
ويقع جناح الأزهر بالمعرض في قاعة التراث رقم "4"، ويمتد على مساحة نحو ألف متر، تشمل عدة أركان، مثل قاعة الندوات، وركن للفتوى، وركن الخط العربي، فضلًا عن ركن للأطفال والمخطوطات.