شكلها العتيق وما تبقى منها يوحى بأنها شجرة مختلفة عن بقية الأشجار، فجسمها مجرد غلاف خشبى مجوف من الداخل، يمكن أن يضم أكثر من شخص، لكنها رغم ذلك مازالت باقية على قيد الحياة، بأغصان خضراء وثمار لا تنقطع خلال موسمها المعتاد سنوياً، حتى أنها أصبحت مقصداً للكثير من الأهالى بمركز نقادة جنوب محافظة قنا.
[[system-code:ad:autoads]]الشجرة التى تحمل اسم "عمران" أو " فرع السيد" تقع فى قرية المنشية بمركز نقادة، لا يعرف لها تاريخ محدد، لكن يجزم الكثير من الأهالى بأن عمرها تخطى قرن من الزمان، ويؤكد ذلك طبيعة الشجرة وجذوعها المتهالكة وهيكلها الخشبى المجوف، حتى أنها أصبحت ملاذاً للكثير من الطيور والحشرات الصغيرة، فضلاً عن استخدامها من قبل الأطفال الصغار كمخبأ أثناء اللعب.
[[system-code:ad:autoads]]يقصدها الأهالى لعلاج الأمراض الجلدية
عمرها المتقادم وشكلها الفريد، لم يكن نقطة التميز والتفرد الوحيدة لشجرة عمران لكن المادة اللبنية البيضاء التى تخرج من ثمارها و أغصانها، باتت علاجاً للكثير من الأمراض الجلدية خاصة ما يعرف بـ" حذاذة"، ما جعلها مقصداً للكثير من الباحثين عن علاج فعال وسريع لأمراضهم الجلدية، بعيداً عن روشتات الأطباء وتكاليفها الباهظة.
الشجرة العتيقة، كما الكثير من الأشجار النادرة، حظيت بعديد من الحكايات والأساطير الخرافية التى نسجت حولها، وتناقلها الأجيال جيلاً بعد آخر، كان أبرزها ما تداوله الأهالى عن وجود ضوء أبيض غير معروف المصدر يخرج من فروعها إلى أسفل الشجرة، ما جعلها فى نظر الأهالى شجرة مبروكة.
قال محمد تكرونى" مدرب رياضى" من أبناء قرية المنشية، منذ صغرى وأنا أرى شجرة الجميز التى تحمل اسم عمران أو فرع السيد، وقد تحولت إلى مزار من قبل الكثير من الأهالى، فمنهم من يأتى إليها للحصول على المادة التى تخرج من أغصانها لاستخدامها كعقار طبى لعلاج لبعض الأمراض الجلدية، مثل بقية أشجار الجميز العتيقة، والبعض يقصدها للاستفادة من ظلها، فيما يشعر بعض الأهالى بالارتياح فى الوجود أسفلها.
الشجرة تحولت مقهى اجتماعى
وتابع تكرونى، الشجرة من الأشجار التراثية التى تخطى عمرها 100 عام، وغير معلوم بالضبط فترة زراعتها أو من الذى زرعها، لكن لفترة قريبة كانت بمثابة مقهى اجتماعى للكثير من العائلات والأسر بقرية المنشية، حيث يستظل تحتها البعض، ويلعب آخرين لعبة" السيجة"، ويجاورهم آخرين للاستمتاع بقراءة الصحف أو الكتب تحت ظلالها، فيما يقصدها البعض للتسامر بجوارها خلال فترة المساء.
وأشار تكرونى، إلى أن عمرها الذى تخطى قرن من الزمان، حولها إلى مادة خصبة فى حكايات الأجداد والأحفاد، فالبعض يردد بأن هناك ضوء غير معروف المصدر يخرج من فروعها حتى يصل للأرض، لذلك سماها البعض بـ" شجرة السيد"، فى حين أن ذلك قد يكون ضوء القمر الذى يتخلل أغصانها.
جذورها تمتد للمنازل المجاورة
وأضاف تكرونى، لكن المؤكد فعلاً أن جذورها تمتد لعدة أمتار أسفل المنازل المحيطة بالشجرة، رغم أن جسدها الأصلى أصبح مجوفاً من الداخل، ما يجعل الأهالى يعتقدون بأنها شجرة غير عادية، ما جعلها تتحول إلى نقطة مضيئة فى المنطقة يعرفها القاصى والدانى، لافتاً إلى أن الشجرة رغم ما يدار حولها من حكايات لم يتاجر بها أحد أو يستغلها بشكل سىء، فثمارها توزع على الجميع، ولكل عائلة من المحيطين بها فرع مخصص.
وقال محمد سيد"مدرس"، منذ أعوام عديدة ونحن نسمع الكثير من الحكايات عن شجرة عمران التى تتوسط قرية المنشية، منها ما هو حقيقة و آخر خرافات يتداولها الأهالى، فهى مقصد دائم للباحثين عن العلاج من الأمراض الجلدية، وكانت ملتقى للكثير من أهالى القرية، لكن فى المقابل يردد البعض بأن هناك أنوار تخرج منها، نتيجة شكلها العتيق وحجم جذوعها وجسمها المجوف من الداخل.