تلقت صفحة دار الإفتاء الرسمية عبر الفيس بوك سؤالا يقول صاحبه فيه "هل تكرار نفس السورة في ركعات الصلاة يؤثر على صحتها ؟".
وأجاب الشيخ عويضة عثمان، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، خلال خدمة البث المباشر ، أن سيدنا عمر كان يحب سورة يوسف وكان يكررها فى صلاة الفجر، منوها بأن تكرار ما يحفظ من القرآن ولو فى كل ركعة لا حرج فيه شرعا.
وأشار إلى أن صحابي جليل كان يصلي بسورة الإخلاص فى كل ركعة، وعندما شكاه البعض لرسول الله، فقال يا رسول الله: إنى أحبها، فقال النبي: "إن الله يخبرك أنه يحبك كما أحببتها".
سبب تكرار الحمد لله رب العالمين كل يوم في 17 ركعة
قال الدكتور علي جمعة مفتي الجمهورية السابق عضو هيئة كبار العلماء، إنه في بعض الأحيان يمل الناس النعم وكأنهم يشتاقون إلى النقم- اللهم سلم؛ ولذلك عودنا ربنا أن نكرر في كل يوم في سبع عشرة ركعة الحمد لله رب العالمين؛ ولذلك فإن من حافظ على صلاته تعود الشكر لله رب العالمين، {وتعاونوا على البر والتقوى}.
وأضاف الدكتور علي جمعة عبر صفحته على فيس بوك: أوصانا الله ورسوله في كتابه سبحانه وتعالى، وما تركه لنا رسول اللهﷺ من خير وأثر أن نتعاون على البر والتقوى، وأن نبتعد عن الإثم والعدوان، قال تعالى: {وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان واتقوا الله إن الله شديد العقاب} ، أمرنا أن نتعاون على البر والتقوى، وأن نبتعد عن الاشتراك على الإثم والعدوان، وجعل هذا من ملامح التقوى، وتوعدنا، وهددنا، وحذرنا بأن الله سبحانه وتعالى شديد العقاب يمهل ولا يهمل.
وتابع علي جمعة: النواس بن سمعان رضي الله تعالى عنه يسأل رسول اللهﷺ : يا رسول الله ما البر والإثم؟ -حتى نتعاون على البر ونترك الإثم- فقال لهﷺ وقد أوتي جوامع الكلم: «البر حسن الخلق، والإثم ما حاك في صدرك وخفت أن يطلع عليه الناس» البر حسن الخلق، إذن فلابد أن نتعاون على حسن الخلق، حسن الخلق يقول فيه رسول اللهﷺ: «التبسم في وجه أخيك صدقة»، ويقولﷺ: «اتق الله حيثما كنت، وأتبع السيئة الحسنة تمحها، وخالق الناس بخلق حسن»، ويقولﷺ: «أحسن الحسن الخلق الحسن»، ويقولﷺ: «إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق»، ويقولﷺ: «إياك وكرائم أموالهم، وعليك بحسن الخلق» وكانﷺ كان خلقه القرآن، كان رحيما رفيقا؛ لأن القرآن يبدأ رسالته {بسم الله الرحمن الرحيم} ، ويقول في شأنه: {وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين} ، ويقول في شأنه: {وإنك لعلى خلق عظيم} ، «البر لا يبلى، والذنب لا ينسى، والديان سبحانه وتعالى لا يموت، افعل ما شئت؛ فكما تدين تدان» «البر لا يبلى» لا ينسى، لا ينتهي؛ فإن كلمة الخير تهز هذه الأكوان هزا.
وأكمل: الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر صدقة، ولا تحقرن من المعروف شيئا، حتى ولو أن تلق أخاك بوجه طلق، تعاونوا على البر والتقوى {ليس البر أن تولوا وجوهكم قبل المشرق والمغرب ولكن البر من آمن بالله واليوم الآخر والملائكة والكتاب والنبيين} إيمان، ثم يتلوه عمل ينبثق عن هذا الإيمان {وآتى المال على حبه} {وأقام الصلاة وآتى الزكاة} ، {وآتى المال على حبه} إذن عمل ارتبط بعقيدة.
كان الإمام الشافعي يحب سورة العصر {والعصر * إن الإنسان لفي خسر * إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر} ، التعاون على البر والتقوى، وكان يقول: «إن كثيرا من الناس يغفل عن هذه الآية، ولا يعرف معناها»، وكان يقول: «لو لم ينزل من القرآن إلا هذه السورة لكفى فقد جمع الله فيها كل شيء» {وتواصوا بالحق} لا تتواصوا بالباطل {وتواصوا بالصبر} على ذلك الحق؛ فإن «أحب الأعمال إلى الله أدومها وإن قل» فما بالك لو كثر!