تحتفل الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، اليوم الخميس، الموافق 23 طوبة حسب التقويم القبطي بذكري نياحة البابا كيرلس الرابع الملقب بـ "أبو الإصلاح " وهو البطريرك رقم 110 من سلسلة بطاركة الكنيسة القبطية.
البابا كيرلس الرابع
ولد البابا كيرلس ببلدة الصوامعة الشرقية من أبوين تقيين سنة 1816، وأسمياه داود باسم جد أبيه، واعتني والده بتربيته وتعليمه، وفي الثانية والعشرين من عمره قصد دير القديس أنطونيوس وألبسه القس أثناسيوس القلوصني، رئيس الدير وقتئذ ثوب الرهبنة، وبعد سنتين من ترهبه توفي رئيس الدير، فاجمع الرهبان علي اختيار هذا الآب رئيسا، فرسمه الأنبا بطرس الجاولي البابا المئة والتاسع للكنيسة القبطية الأرثوذكسية، قسا وعينه رئيسا علي الدير، فاهتم بشئون الدير والرهبان ابلغ اهتمام.
وكان البابا حاد الذكاء وعلي قسط وافر من الإلمام بالمسائل الدينية، ولذلك لما نشب خلاف بين الأحباش في بعض الأمور العقائدية، استدعاه البطريرك الأنبا بطرس الجاولي، وكلفه بالذهاب إلى البلاد الحبشية لفض هذا النزاع، فقام بمهمته خير قيام.
ويذكر السنكسار، أن الأب داود عاد من الحبشة في يوم السبت 13 يوليه من سنة 1853. وكان قد توفي البابا بطرس الجاولي في 15 أبريل سنة 1852، وعند الشروع في اختيار خلف له، اختلفت أراء الأقباط، فالبعض اختار الآب داود، والبعض اختار غيره.
ثم استقر الرأي على رسامته مطرانا عاما سنة 1853، واستمر سنة وشهرين، آظهر خلالها من حسن التصرف، ما جعله أهلا لأن يقام بطريركا، فتمت رسامته في 1854 باسم البابا كيرلس الرابع.
سبب تسميته بـ “أبو الاصلاح”
وعن سبب تسميته بـ "أبو الإصلاح" يجيب كتاب التاريخ الكنسي الشهير بالسنكسار، والذي قال إن البابا كيرلس الرابع أفرغ قصارى جهده في سبيل تهذيب الشبان وتعليمهم، فعلى سبيل المثال قام بإنشاء المدرسة القبطية الكبرى بالبطريركية، وفتح مدرسة أخرى في حارة السقايين وشدد في تعليم اللغة القبطية فيهما.
ويضاف لأسباب تسميته بأبو الإصلاح أنه اشترى مطبعة كبيرة طبع فيها عدة كتب كنسية، ورجوع الفضل إليه في تقدم الأقباط، وقد هدم كنيسة البطريركية القديمة وشيد غيرها، ولكنه لم يتمكن من إتمامها لتغيبه في البلاد الحبشية للمرة الثانية.
وفي وقت سابق، أكد قداسة البابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، أن البابا كيرلس الرابع لقب بـ"أب الإصلاح" لعدة أسباب:
إثر على النهضة في الكنيسة
وقال إن البابا كيرليس الرابع كان شخصا نقيا ترهبن في دير الأنبا أنطونيوس وبعد سنوات قليلة جدا اختير رئيس الدير مظرا لحكمته.
وأضاف أن من أهم أعماله استقبال المطبعة وأنشأ مدرسة للبنات ومدارس فنية صناعية.
وتابع أنه من رغم أن سنوات تجليسه قليلة إلا إثر بشكل كبير على النهضة المتميزة في الكنيسة.