الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

هل للكفر شعب كالإيمان.. وما أعلاها وأدناها؟ علي جمعة يوضح

علي جمعة
علي جمعة

“هل للكفر شعب كالإيمان؟ وما أعلاها وأدناها؟”، سؤال أجاب عنه الدكتور علي جمعة عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، من خلال صفحته الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك”. 

هل للكفر شعب كالإيمان؟ 

وقال علي جمعة إن القول بأن الإيمان له شعب يدل على أن الكفر أيضا ذو شعب، وأن له أعلى، وأن له أدنى، وأن المعاصي كلها من شعب الكفر، كما أن الطاعات كلها من شعب الإيمان، وكما قيل وبضدها تتميز الأشياء، فإذا كان أعلى شعب الإيمان هو شهادة أن لا إله إلا الله، فإن أعلى شعب الكفر هي إنكار تلك الحقيقة.

وأضاف: “وإنكار الإله يؤدي في النهاية إلى عدم وجود غاية لهذه الحياة الدنيا، وتصبح الحياة لا معنى لها، فما هدفها، ولما نصبر فيها وعليها، ونفقد أيضا ذلك الرابط والضابط بسلوكنا، فلما لا يستغل القوي الضعيف، والغني الفقير؟ ولما يلزم علينا أن نتخلق بالأخلاق الاجتماعية التي هي قوام المجتمع؟ إن الحياة بدون الإيمان بالله سوداء، وذلك أطلقوا على الإلحاد وإنكار الإله الإلحاد الأسود؛ لأنه محض ظلام لا نور فيه، وشر لا خير فيه، وذلك كانت قضية الألوهية هي القضية الكبرى التي احتلت أعلى شعب الإيمان، ويجب أن تحتل في عقل العقلاء، وفي سلوك الناس جميعا هذه الرتبة العلية”. 

وتابع: “إن الربط بين الشعبة العليا في الإيمان، والشعبة الأخيرة من الإيمان فيه ربط يذكرنا مرة ثانية بتلك الدائرة، التي تدل على اللانهائية حتى ولو كانت محدودة، فإننا لا ندري بداية الدائرة من نهايتها، ومن هنا فإنه يمكن البدء من أي مكان فيها، فنصل بالسلوك والسير إلى منتهاها، وهذا كما أشرنا من قبل يدل على السهولة التي خاطب بها النبي صلى الله عليه وآله وسلم الناس وكيف أنها تصل بنا عند تطبيقها إلى قمة الفائدة على مستوى الفرد والمجتمع والأمة”.

واستطرد: “أما قوله صلى الله عليه وآله وسلم: (والحياء شعبة من شعب الإيمان)، فقد جاء الدين وحث على الحياء باعتباره خلقًا محمودًا على مستوى الفرد وعلى مستوى المجتمع حتى شاع الذم بعبارة (قليل الحيا) في الاستعمال اليومي، مع حذف همزة الحياء؛ لأن العرب تقصر كل ممدود ولا تمد بالضرورة كل مقصور، وفي الحديث النبوي الشريف عندما عاتب أحدهم آخاه على كثرة حيائه قال له النبي صلى الله عليه وسلم: (الحياء خير كله) [رواه مسلم] وقال: (إن مما أدرك الناس من كلام النبوة الأولى إذا لم تستح فاصنع ما شئت) [رواه البخاري]، وكان الحياء ينشئ ثقافة سائدة تمنع من الانحراف وتضبط إيقاع العمل على المستوى الشخصي والمستوى الجماعي، وانعدام الحياء يوصلنا إلى فقد المعيار الذي به التقويم والذي به القبول والرد والذي به التحسين والتقبيح، وفقد المعيار هذا يؤدي إلى ما يشبه الفوضى وهي الحالة التي إذا استمرت لا يصل الإنسان إلى غايته، ويضيع الاجتماع البشري وتسقط الحضارات في نهاية المطاف حيث لا ضابط ولا رابط”. 


-