استضافت القاعة الرئيسية خلال فعاليات الدورة الخامسة والخمسين بمعرض القاهرة الدولي للكتاب، ندوة بعنوان «المتحف المصري الكبير.. متحف القرن الحادي والعشرين»، ضمن محور الخروج إلى النور «الحضارة»، تحدث خلالها أستاذ عالم المصريات دكتور حسن سليم، والدكتور الطيب عباس، مساعد وزير السياحة والآثار للشئون الأثرية بالمتحف المصري الكبير، وأدارت الندوة الإعلامية آية عبد الرحمن.
[[system-code:ad:autoads]]في البداية، قال الدكتور حسن سليم، أستاذ المصريات بجامعة عين شمس، إن اختيار موقع المتحف المصري الكبير عبقري، مشيرًا إلى أنه كان من المهم في اختيار المكان أن يكون مواجهًا لأهم أثر في الحضارة المصرية وهو الأهرامات، وكما كان اختيار المتحف المصري في وسط القاهرة، لذا كان لابد أن يكون التطوير في المتحف المصري الكبير في مواجهة الأهرامات الثلاثة خوفو وخفرع ومنقرع.
[[system-code:ad:autoads]]وأضاف: "الأمر الثاني في تنفيذ وبناء المتحف، فهناك القسم الخارجي والقسم الداخلي، وتم الحرص في تصميم القسم الخارجي على مراعاة وجود القطع الجاذبة، ففي المتحف المصري الكبير، وهناك تصميم جديد لا يوجد في أي متحف في العالم وهو "المسلة المعلقة"، حيث جلبنا مسلة من تانيس عليها اسم الملك رمسيس الثاني مكتوب من الأسفل وعلقناها بحيث يرى الداخل أول ما يرى عند دخوله المتحف اسم الملك رمسيس الثاني، فمن الأمور التي تم الحرص على مراعاتها، هي الرسالة التي يوصلها مبنى المتحف المصري الكبير، فمبنى المتحف يعطي للداخل إليه فكرة عن أهم محتوياته، حيث وضعت ثلاثة أهرامات أحدها مفتوح ليعطي إحساس للزائر بأنه قد دخل الهرم بالفعل، أيضًا في اختيار مواد تنفيذ المتحف من الألباستر، واختيار الألوان والإضاءة".
وعن معروضات المتحف المصري الكبير، أوضح الدكتور سليم حسن أن أول ما يراه الزائر في البهو الداخلي تمثال كبير للملك رمسيس الثاني، وهو أشهر الملوك المصريين، وأول ملك أبرم معاهدة سلام مع الحيثيين، بعد انتصاره في معركة قادش.
وعما إذا كان المتحف المصري الكبير، سيلغي مكانة المتحف المصري بالتحرير، قال الدكتور سليم حسن: “بالطبع لا، لكن ستعرض في المتحف المصري الكبير القطع النادرة للفن المصري القديم، فعلى سبيل المثال المتحف المصري بالتحرير ما زال يحتفظ بصلاية الملك، بينما سنعرض في المتحف المصري الكبير، تماثيل لملوك مصر كتحتمس الثالث، والملك خفرع ورمسيس الثاني، أيضا المجموعات الفنية، منها تعود إلى عصور ما قبل التاريخ”.
وأشار إلى أنه “بضم أهم قاعتين بهما ثلاثة محاور، المحور الأساسي مصر الملكية، لذا أول ما بدأنا بدأنا بثلاثة أقسام: مصر الملكية، والقسم الثاني المعابد والعمارة، والعالم الآخر، وهي نفس المجموعات في المتحف المصري، لكن هناك فرقا كبيرا، فقد وضعنا سيناريو عرض لكل قطعة موجودة في المتحف، مثل متحف الملك إيمحوتب، وهو أكبر تمثال موجود في المتحف”.
وتابع: "أيضا هناك بداخل المتحف المصري الكبير، ما أطلقنا عليه اسم "الدرج العظيم"، وعليه تماثيل بدءا من سنوسرت الثالث والملكة حتشبسوت، والملك رمسيس الثاني، إذن الفكرة موجودة في المتحفين لكن طريقة العرض المتحفي هي المختلفة، لذا صمم الدرج العظيم الذي يصعده الزائر بتدرج الملوك المصريين".
واستطرد: “وهناك قسم المعابد والعمارة المصرية، وأدوات الزينة والقلائد، وقسم العالم الآخر وفيه تعرض مجموعة من الاكتشافات الحديثة التي لم يشاهدها أحد من قبل وتعرض لأول مرة من مكتشفات “تل فرخة”، وتضم 65 إناءً فخاريا بها تماثيل من العاج لملامح الحياة اليومية في مصر القديمة، يعود تاريخها إلى عصر ما قبل الميلاد، وتماثيل لكهنة وكاهنات كلها تعرض لأول مرة”.
وقال أستاذ المصريات بجامعة عين شمس الدكتور حسن سليم، إن المتحف المصري بالتحرير شهد تطورا، فالمتحف لن يموت بعد افتتاح المتحف القومي للحضارة والمتحف المصري الكبير، وأشار إلى أن الافتتاح التجريبي للمتحف المصري الكبير حدث وفق شروط ومعايير محددة حفاظًا على مقتنياته، وبما يراعي عدم تعطل العمل المستمر به.
من جانبه، قال الدكتور الطيب عباس، مساعد وزير السياحة والآثار للشئون الآثرية بالمتحف المصري الكبير، إن المتحف مقسم إلى عدة أقسام مختلفة منها الترفيهي والسياحي، بالإضافة إلى مركز تدريب، والمتحف التأسيسي، وغيرها.
كما استعرض عباس مراحل تجهيز المتحف المصري الكبير، مؤكدًا أن كل القطع الاثرية المخصصة للعرض جاهزة، بالإضافة الى متحف مراكب الشمس.
وأشار إلى التطور الكبير الذي حدث في الإقبال على زيارة المتاحف الأثرية من قبل المصريين، فقد بدأت الثقافة الأثرية في الانتشار، وأكدت ذلك إحصائيات أعداد الزوار من المصريين على مختلف المزارات السياحية وبالأخص المتاحف، وذلك هو نتاج عمليات الدعاية الجذابة التي حدثت بموكب المومياوات، ومتحف الحضارة، الذي لم يجذب السائحين فقط ولكن على غير المعتاد جذب أعداد هائلة من المواطنين.
وأكد أن المتحف المصري الكبير ومتحف الحضارة لهم طبيعة إدارية خاصة، فهما المتحفان الوحيدان اللذان لهما الحق في الاستفادة من دخلهما بالدعاية والترويج لكل منهما.