اكتشف علماء الفلك أن القمر يتقلص ويتفتت مثل قطعة الجبن القديمة، وقد يؤدي تآكلها إلى عدد متزايد من الانهيارات الأرضية التي قد تهدد رواد الفضاء في المستقبل وخطط بناء مستوطنات بشرية على الصخرة الفضائية.
[[system-code:ad:autoads]]لقد فقد القمر الطبيعي للأرض ما يصل إلى 100 متر من محيطه في مئات الملايين من السنين الماضية بسبب برودة قلبه، بحسب ما نشرت صحيفة "ديلي ستار" البريطانية.
وعلى الرغم من أنها قد تكون عملية تدريجية، إلا أن الانكماش يتسبب في تشوه سطحي كبير في أجزاء من القطب الجنوبي للقمر، بما في ذلك المناطق المقترحة لهبوط مركبة أرتميس 3 المأهولة التابعة لناسا، حسبما اكتشف باحثون من جامعة ميريلاند بالولايات المتحدة.
[[system-code:ad:autoads]]ويصاحب الانكماش نشاط زلزالي بما في ذلك ما يسمى الزلازل القمرية، وقال العلماء إن المواقع القريبة من مناطق الصدع يمكن أن تشكل خطرا على المستكشفين البشريين في المستقبل.
وقال "توماس واترز" المؤلف المشارك في الدراسة من المتحف الوطني للطيران والفضاء في واشنطن العاصمة: "إن التوزيع العالمي لصدوع الدفع الناشئة، وقدرتها على أن تكون نشطة وإمكانية تشكيل صدوع دفع جديدة من الانكماش العالمي المستمر، ينبغي أخذها في الاعتبار عند التخطيط، لتحديد موقع واستقرار البؤر الاستيطانية الدائمة على القمر".
وفقًا للفولكلور في القرن السابع عشر، قرر أحد السذج أن القمر مصنوع من الجبن الأخضر بعد أن لاحظ انعكاسه في الماء، ولكن بدلاً من أن تكون الجبنة الناضجة الصغيرة التي يصورها المثل، وجد الباحثون أنها في الحقيقة أشبه بجبنة وينسليديل المتفتتة.
وربطوا الصدوع الموجودة في القطب الجنوبي للكوكب بواحدة من أقوى الزلازل القمرية التي سجلتها أجهزة قياس الزلازل أبولو منذ أكثر من 50 عامًا. ووجدوا أن بعض المناطق القطبية معرضة بشكل خاص للانهيارات الأرضية الناجمة عن الهزات الزلزالية.
وقال العلماء، على غرار الزلازل، إن الزلازل القمرية تحدث بسبب عيوب في باطن الكوكب ويمكن أن تكون قوية بما يكفي لتدمير الهياكل والمعدات التي صنعها الإنسان على سطح القمر.
ولكن على عكس الزلازل التي تستمر عادةً بضع ثوانٍ فقط، يمكن أن تستمر الزلازل القمرية لساعات، مما يعني أنها قد تدمر المستوطنات البشرية في المستقبل، وذلك لأن القمر يحتوي على رواسب فضفاضة على سطحه تشكلت من مليارات السنين من اصطدام الكويكبات والمذنبات.
وقال نيكولاس شمير، المؤلف المشارك في الدراسة: "يمكنك التفكير في سطح القمر على أنه جاف ومطحون بالحصى والغبار، إلى مدى مليارات السنين، تعرض السطح للكويكبات والمذنبات، مما أدى إلى طرد الشظايا الزاوية الناتجة باستمرار من التأثيرات".
ونتيجة لذلك، يمكن أن يتراوح حجم المادة السطحية المعاد صياغتها من ميكرون إلى حجم صخرة، ولكن جميعها مدمجة بشكل غير متماسك، وتجعل الرواسب السائبة من الممكن جدًا حدوث الاهتزازات والانهيارات الأرضية.
وتأمل وكالة الفضاء الأمريكية ناسا إطلاق أول رحلة مأهولة إلى القمر منذ أكثر من خمسة عقود كجزء من مهمات أرتميس في وقت لاحق من هذا العام (2024)، ويأمل الباحثون الآن في فحص بقية الصخرة لتحديد المزيد من المواقع التي قد تشكل خطورة على الاستكشاف البشري.
وأضاف الدكتور شمير: "يساعدنا هذا العمل في الاستعداد لما ينتظرنا على القمر - سواء كان ذلك هياكل هندسية يمكنها تحمل النشاط الزلزالي القمري بشكل أفضل أو حماية الناس من المناطق الخطرة حقًا".