الصناعات التحويلية تعتبر عنصرا حيويا في تطوير الاقتصادات وتعزيز تنافسيتها على المستوى العالمي، هذا ما اتفق عليه المشاركون في ندوة "الصناعات التحويلية والقيمة المضافة" التي نظمتها جمعية المهندسين الكيميائيين برعاية جمعية المهندسين المصرية، وحاضر بها اللواء مختار عبد اللطيف رئيس الهيئة العربية للتصنيع بحضور نخبة من قيادات جمعية المهندسين المصرية والهيئة العربية للتصنيع.
[[system-code:ad:autoads]]ونادى المتحدثون بضرورة أن يكون هناك نوعا من التكامل بين القطاعات الصناعية المختلفة وتحقيق مبدأ التكامل الصناعي بين الشركات لتعميق وزيادة نسب التصنيع المحلي والحد من الاستيراد وزيادة فرص التصدير من أجل تحقيق التنمية الاقتصادية المأمولة.
[[system-code:ad:autoads]]أهمية الصناعات التحويلية
وأوصت الندوة بوضع استراتيجية وطنية لتعزيز نقل التكنولوجيا والملكية الفكرية وتوطين الصناعات التحويلية غير الموجودة في مصر، والتوسع في إنشاء مناطق صناعية جديدة تتمتع بمجموعة من التسهيلات والحوافز لتوفير بيئة استثمارية جاذبة ، وتفعيل قوانين الحماية من الإغراق تجاه المنتجات الصناعية الأجنبية.
كما أوصت الندوة بتطوير مهارات وتدريب العناصر البشرية على العمل بتقنيات الثورة الصناعية الرابعة ، وإنشاء مراكز علمية متخصصة في الصناعات التحويلية والربط بين الصناعة والبحث العلمي، بالإضافة إلى تطوير وابتكار خامات جديدة تستخدم في الإنتاج لتحسين جودة ومواصفات المنتج النهائي.
وقال المهندس أسامة كمال رئيس جمعيتي المهندسين المصرية والمهندسين الكيميائيين، إن الهيئة العربية للتصنيع والإنتاج الحربي باتا قاطرة اقتصادية حقيقية يمكن أن تدر عائدا على الاقتصاد القومي يبلغ نحو أكثر من 10 مليارات دولار في العام، مشدداً على أن الاقتصاد المصري أصبح بإمكانه مناطحة الاقتصادات العالمية الكبرى من خلالهما، منوها إلى أنه مخطىء من يظن أن إنتاجية كلاهما تقتصر على الصناعات العسكرية فقط.
وأوضح "كمال"، أن الصناعات العسكرية دائما ما تقود الثورة الصناعية وأنها تتخطى نظيرتها المدنية بنحو 50 عاماً، خاصة في الوقت الذي شهدنا فيه صناعات مدنية تم اكتشافها منذ زمن بعيد بفضل الصناعات العسكرية، ضارباً مثالاً بالهاتف المحمول باعتباره أداة حربية هامة تم اكتشافها منذ قديم الأزل والذي كان يعمل حينها على شبكات الميكروويف، إلى أن تم تطويره في العقود الماضية.
واعتبر "كمال"، أن الصناعات التحويلية سواء الصغيرة أو المتوسطة التي تعتمد على المواد الخام والتي تتوافر بكثرة داخل مصر، باتت بمثابة كلمة السر للنهوض بالاقتصاد الوطني، منوها إلى أنه يجب تحقيق التوازن بين الالتزامات المجتمعية من حيث تشغيل العمالة من ناحية، وبين الإغراق التجاري من قبل الدول المجاورة من ناحية أخرى.
وأكد "رئيس جمعية المهندسين المصرية، أن المراكز الاقتصادية محملة بالأعباء الإدارية التي تثقل من تسعير المنتج، خاصة وأننا لسنا دولة رأسمالية متوحشة لا تنظر إلى الاعتبارات المجتمعية، ومن ثم زيادة أعداد العاملين بالمصانع والشركات مما يترتب عليه زيادة أسعار المنتج في نهاية الأمر ، منوها إلى أنه لا بد من الاهتمام بالتسويق وزيادة صادراتنا إلى السوق الأفريقية التي تعد بوابتنا الرئيسية في هذا الصدد.
وأوضح " كمال"، ان الجمعية بصدد الانتهاء من إطلاق موقعها الإلكتروني الذي سيتضمن برامج ودورات تدريبية وكورسات متخصصة بالتنسيق مع نقابة المهندسين من أجل رفع كفاءة المهندسين باعتبار أن هذا الهدف كان على رأس أولويات البرنامج الانتخابي للمجلس الحالي .
من جانبه حاضر مختار عبد اللطيف رئيس الهيئة العربية للتصنيع، قائلا إن الصناعات التحويلية يعتمد نشاطها الإنتاجي على تحويل الخامات والمنتجات الأولية إلى منتجات نصف مصنعة أو كاملة الصنع عن طريق استخدام الالات والأيدي العاملة المدربة، مشيراً إلى أن الصناعات التحويلية تهدف إلى زيادة القيمة المضافة للمواد الأولية والخامات المستخرجة وتحويلها إلى منتجات نهائية.
ونوه " عبد اللطيف" إلى أن أهمية تلك الصناعات تكمن من خلال قيام القطاع الصناعي بإنتاج منتجات مختلفة لسد احتياجات السوق المحلية لتقليل حجم الفاتورة الاستيرادية، ثم السعي لتصدير تلك المنتجات لزيادة الدخل القومي من خلال زيادة القيمة المضافة للمواد الأولية والتي كانت تصدر للخارج بدون اي عمليات تصنيعية مثل الفوسفات والرمال السوداء والبيضاء وملح كلوريد الصوديوم.. الخ.
وذكر " عبد اللطيف" أن مصر يتوافر بها الكثير من المواد الأولية والمواد الخام والعمالة الماهرة التي يجب استثمارها في الصناعات التحويلية من أجل بناء الاقتصاد الوطني، وتوفير فرص العمل، وتحقيق التقدم والنمو، وتحقيق التنمية والتكامل، وتعزيز الاستقلال الاقتصادي.
ولفت "عبد اللطيف " إلى أن عوامل نجاح الصناعات التحويلية تتمثل في تبني تكنولوجيا حديثة تساهم في تحسين الإنتاجية والجودة، بالإضافة إلى تطوير مهارات العاملين لمواكبة التقنيات الحديثة وتحسين كفاءة العمل، بجانب الاستثمار في البحث والابتكار لتطوير منتجات جديدة وتحسين العمليات الإنتاجية، والتعاون بين الشركات الحكومية والخاصة لدعم القطاع الصناعي وتحقيق التنمية، بجانب استغلال الفرص التصديرية والتوسع في الأسواق العالمية والقدرة على التكيف مع التحديات الاقتصادية والبيئية بشكل فعال، وايضاً تحسين إدارة العمليات والتكامل بين القطاعات الصناعية المختلفة.
وأوضح "رئيس الهيئة العربية للتصنيع، أن هناك بعض التحديات التي تواجه الصناعات التحويلية، يأتي في مقدمتها التحديات الاقتصادية من حيث تأثير التقلبات الاقتصادية وتغيير أسعار العملات الأجنبية مما يؤدي لزيادة تكلفة الإنتاج ومن ثم زيادة سعر المنتج ، بالإضافة إلى التحديات الخاصة بالتكنولوجيا والابتكار والتدريب والمهارات ، بجانب التمويل والتسويق والتصدير والبيروقراطية والإجراءات الإدارية التي تؤثر بالسلب على سرعة تنفيذ وتشغيل المشروعات الصناعية.
وتطرق " عبد اللطيف" للحديث عن الهيئة، قائلا أنها تعمل وفق استراتيجية تستهدف تعميق التصنيع المحلي، وزيادة نسب التصدير، ورفع القدرات التصنيعية والتكنولوجية لمصانع الهيئة، مع العمل على تحديث خطوط الإنتاج وتدريب المهندسين والفنيين على استخدام المعدات الحديثة ذات الإنتاجية والدقة العالية، بالإضافة إلى السعي لجذب استثمارات عربية وأجنبية لتنمية الصناعات الحالية وإنشاء مصانع جديدة، مع الحرص على إدخال صناعات جديدة تتوافق مع متطلبات السوق المحلية من أجل خفض فاتورة الاستيراد، فضلاً عن التعاون مع شركات القطاع الخاص لإقامة مشروعاتٍ مشتركة باستغلال الإمكانات التصنيعية للهيئة، جنباً إلى جنب مع الاهتمام بالبحوث الفنية بالمشاركة مع الجهات البحثية المختلفة.
واستعرض" عبد اللطيف" الموقف التنفيذي لأهم المشروعات بمصانع وشركات الهيئة، حيث تناول موقف تصنيع مواسير البولي إثيلين بمصنع حلوان للصناعات المتطورة، موضحاً أنه يتم إنتاج مواسير البولي إيثلين لشبكات المياه والصرف الصحي، وكذلك إنتاج مواسير شبكات الغاز الطبيعي، مع تصنيع جميع وصلات شبكات الغاز الطبيعي، وقد جرت إضافة خطي إنتاج مواسير بولي إيثلين ليصل إجمالي عدد الخطوط إلى 12 خطاً وزيادة الطاقة الإنتاجية إلى 103 آلاف طن سنوياً.
وتطرق إلى مشروع تصنيع أبراج المحمول بمصنع الطائرات، لافتاً إلى أنه تم الانتهاء من تنفيذ العينة الأوليــة لنموذج برج المحمول بارتفاع 21 متراً، بعد اعتماد التصميمات بواسطة شركة اتصالات مصر، حيث من المخطط إنتاج 122 برجاً مماثلاً لصالح الشركة، وتم الانتهاء من إجراءات التعاقد على تدبير مكينتين خاصتين بالإنتاج الكمي لتصنيع مكونات الأبراج لسرعة تلبية مطالب شركات الاتصالات.
وتناول "رئيس الهيئة العربية للتصنيع" الموقف التنفيذي للتعاقدات بمصنع مهمات السكك الحديدية "سيماف"، لافتاً إلى أنه تم الانتهاء من توريد 60 عربة قوى للهيئة القومية لسكك حديد مصر، وتم تسليم قطاري نقل غلال للهيئة القومية لسكك حديد مصر وجار تسليم القطار الثالث، كما تم الانتهاء من تسليم 5 قطارات سطح "حاملة الحاويات" وجار تجهيز القطارين السادس والسابع، وتم أيضاً الانتهاء من تسليم 7 قطارات مترو أنفاق من إجمالي 10 قطارات ، لافتا إلى أنه تم الانتهاء من تطوير مصنع سيماف بنسبة 90% وجار الانتهاء من باقي الأعمال.
وتناول "عبد اللطيف" أهم الأنشطة بمصنع قادر للصناعات المتطورة، والتي تتضمن تجهيز العربات للاستخدامات المختلفة، بما فيها عربات الإطفاء، والإسعاف، والعربات المصفحة لنقل الأموال والوثائق، والصراف الآلي المتنقل، ومكاتب البريد المتنقلة، والمكاتب التكنولوجية المتنقلة، موضحاً أنه تم تجهيز 104 عربات كمراكز تكنولوجية متنقلة لتقديم الخدمات الحكومية لصالح وزارة التخطيط والتنمية الاقتصادية، كما جرى الانتهاء من تصنيع 130 عربة مصفحة لنقل الأموال لصالح البنك المركزي المصري من إجمالي 154 عربة مستهدفة، و77 عربة لشركات نقل أموال أخرى، كما قام المصنع بتجهيز عينة مقطورة الحصاد الزراعي لصالح جهاز مشروعات الخدمة الوطنية، وتم اعتماد العينة تمهيداً لتصنيع 60 مقطورة كمرحلة أولى.
كما تطرق"رئيس الهيئة العربية للتصنيع "إلى أهم أنشطة مصنع "أتيكو" للصناعات الخشبية، موضحاً أنه بإمكانيات مصنع "أتيكو" ومصنع قادر للصناعات المتطورة، وبالتعاون مع شركات القطاع الخاص المتميزة، تم الانتهاء من تأثيث الحي الحكومي بالعاصمة الإدارية الجديدة، كما تم التعاقد لتأثيث كل من مجلسي النواب والشيوخ بالعاصمة الإدارية الجديدة.
كما تناول "عبد اللطيف" أهم أنشطة مصنع الإلكترونيات، مشيراً إلى أنه تم إنتاج 60 نوعاً من كاميرات المراقبة، وتصميم مراكز القيادة الآلية وغرف التحكم والعمليات، إلى جانب إضافة خط تصنيع الكروت الإلكترونية حتى 8 طبقات لتطوير النشاط البحثي، وتصميم وتنفيذ وإقرار عينة لجهاز الكشف والقياس الاشعاعي والذى يستخدم في الموانئ والمطارات والمنافذ الحدودية للكشف الإشعاعي على الواردات إضافة إلى استخدامه داخل المستشفيات، فضلاً عن تصميم وتنفيذ عينة LNB لاستقبال قنوات القمر الصناعي النايل سات ٣٠١ التي تعمل على تردد WRC والقنوات التعليمية لوزارة التربية والتعليم، وتم الانتهاء من تجهيز مصنع "بنية" بالعين السخنة لإنتاج كابلات الألياف الضوئية.
كما استعرض اللواء مختار عبد اللطيف، الموقف التنفيذي للمشروعات بعدد من شركات الهيئة العربية التصنيع، حيث تناول أهم أنشطة الشركة العربية للطاقة الجديدة والمتجددة، موضحاً أنها تقوم بتصنيع ألواح الطاقة الشمسية، حيث تم تنفيذ أكثر من نحو ٢٠٠ محطة على مستوى الجمهورية بقدرة إجمالية حوالي ٥٠ ميجاوات لصالح عدة جهات، فضلاً عن تنفيذ محطة طاقة شمسية بقدرة ٤ ميجاوات بدولة أوغندا.
من جانبه طالب اللواء محمود عرفات الأمين العام لنقابة المهندسين المصرية بأن يكون هناك نوعاً من التكامل بين جميع المؤسسات الصناعية في مصر ، وآن الأوان لكي ننظر إلى بعضنا البعض حتى نتفادى شراء معدات بتكلفة مرتفعة تعمل بربع كفاءتها وطاقتها وتنتج منتجات منافسة فيما بيننا.
تابع: نفتقر ايضاً إلى تبادل الخبرات النادرة داخل التخصصات العلمية المختلفة ، الأمر الذي يفقدنا القدرة على منافسة السوق الخارجي ، مطالباً وزارة الصناعة بضرورة عمل ربط بين الجهات الصناعية التابعة للهيئة العربية للتصنيع ، ووزارة الإنتاج الحربي ، ووزارة قطاع الأعمال، والقطاع الصناعي المدني ، لكي نتمكن من منافسة المنتج الخارجي .
وأضاف " عرفات " انه في ظل الثورة الصناعية الرابعة التي نشهدها والذكاء الاصطناعي ، باتت المنشآت الصناعية الكبرى مطالبة بفتح أبوابها أمام للزيارات العملية والدورات التدريبية المتخصصة بداخلها للمهندسين حديثي التخرج على أيدي كوادر الهيئة العربية للتصنيع وذلك بالتعاون مع جمعية المهندسين المصرية ، الأمر الذي قوبل بالموافقة والترحاب من قبل رئيس الهيئة العربية للتصنيع.
وبدوره قال المهندس فاروق الحكيم الأمين العام لجمعية المهندسين المصرية ، أنه يجب الإستفادة من القدرات التصنيعية بالهيئة العربية للتصنيع الظهير الصناعي للدولة والتي تمتلك قاعدة صناعية وتكنولوجية ضخمة تمكنها من لعب دور حيوي ومؤثر في تصميم وتصنيع المنتجات والمكونات وقطع الغيار التي يتم استيرادها من الخارج ، الأمر الذي ينعكس إيجابيا على الميزان التجاري، وايضا في دعم قطاعات الصناعة المختلفة بالدولة ومساندة القطاع الخاص.
وقال اللواء مصطفى هدهود أمين عام جمعية المهندسين الكيميائيين أن الهيئة العربية للتصنيع تعيش عصرها الذهبي منذ تولي اللواء خالد مختار عبد اللطيف رئاسة مجلس إدارتنا، مطالباً بإنشاء مركز للبحوث والتصميم في المجالات الإلكترونية والكيماوية والإدارية.
وجرى تكريم اللواء مختار عبد اللطيف رئيس الهيئة العربية للتصنيع ، حيث حصل على العضوية الفخرية لجمعية المهندسين المصرية ، وبدوره منح رئيس الهيئة العربية للتصنيع درع الهيئة للمهندس أسامة كمال رئيس جمعية المهندسين المصرية نظير المجهودات التي يبذلها في خدمة الهندسة والصناعة الوطنية.