تفقد الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية والمشرف على جناح الأزهر بمعرض القاهرة الدولي للكتاب د. نظير عياد، سير العمل بمختلف الأنشطة المقدمة داخل الجناح وخاصة ركن الفتوى والذي يشهد إقبالًا كثيفًا من زوار المعرض، خاصة من الشباب والفتيات، وذلك لطرح استفساراتهم وأسئلتهم على وعاظ الأزهر وواعظاته المتواجدين داخل الركن طوال فترة المعرض للحصول على أجوبة شافية تعكس المنهج الأزهري الوسطي المعتدل.
[[system-code:ad:autoads]]ركن الفتوى والأنشطة الجماهيرية بجناح الأزهر بمعرض الكتاب
ويستقبل ركن الفتوى الأسئلة على مدار اليوم، ومن أبرز المسائل التي استقبلها الوعاظ والواعظات: الأمور المتعلقة بمرحلة الشباب من القضايا الفكرية المختلفة التي تشغل بالهم، بالإضافة إلى المسائل المتعلقة بالمعاملات المالية، وبعض المشكلات الأسرية كالطلاق والميراث، فضلًا عن استفسارات أخرى في مجال العبادات.
يأتي تخصيص ركن للفتوى ضمن جناح الأزهر الشريف؛ انطلاقًا من سعي الأزهر الشريف لمعايشة هموم الناس وقضاياهم، والتواصل مع أكبر شريحة ممكنة من الناس، من مختلف الأعمار والفئات الاجتماعية والثقافية، وتيسير الحصول على الفتوى الشرعية الصحيحة من المؤهلين للإدلاء بها، وقطع الطريق على من يروجون للأفكار المتشددة والفتاوى الشاذة.
أعلن مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر الشريف عن تقديم مجموعة من الإصدارات العلمية المهمة داخل جناح الأزهر بمعرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته الـ 55، وذلك إيمانًا بدوره في جانب التوعية والتثقيف وفي إطار توجيهات من فضيلة الإمام الأكبر أ.د/ أحمد الطيب – شيخ الأزهر بدعم جهود التوعية من خلال الإصدارات العلمية للعلماء والباحثين في تخصصات متنوعة.
ويشهد جناح الأزهر هذا العام مجموعة قوية من الإصدارات العلمية المتميزة من إصدارات مجمع البحوث الإسلامية، ومنها: كتاب «النَّقْضُ على أبي القاسِمِ الكَعْبي .. دراسةٌ حديثيَّةٌ نقديَّةٌ لكتابه: قَبول الأخبار ومعرفة الرجال»، لمؤلفه د. صلاح الدين الشامي ـ الباحث في مكتب إحياء التراث بمشيخة الأزهر الشريف، انطلاقًا من أن الفكر الإسلامي قد زخر بعديد من المدارس الفكريَّة، والمذاهب الكلاميَّة، وكان من بين أشهر هذه المدارس المدرسة الاعتزالية التي عرفت في أوساط المفكرينَ بمنهجها الخاص، والتي أَلْزَمَتْ نفسها به، وحافظت عليه فترات وجودها، هذا المنهج الذي لا يزال إلى يومنا هذا أحد سمات معتنقيه، والمؤمنين به، والداعين إليه، والمدافعين عنه؛ والمتمثل في الثقة بالعقل، والاعتزاز به، وتقديمه على ما سواه.
كتاب «قبول الأخبار ومعرفة الرجال» لأبي القاسم الكعبي، يعد أصلًا جامعًا للشبهات الواردة حول السُّنَّة النبوية سندًا ومتنًا، قديمًا وحديثًا، وهذا ما يؤكد أهمية دراسة قضاياه، وبحث موضوعاته، وبيان ما لها، وما عليها، موضحًا أن الباحث تناول قضايا بحثية؛ وَفْقَ منهجيَّة علميَّة منتظمة، يؤدي فيها السابق للاحق، حيث كان الباحث دقيقًا وأمينًا؛ إذ أشار إلى فارقٍ بين ما انتهت إليه المعتزلة في موقفها من السُّنَّة، وما يدعيه المنكرون لحجيتها في العصر الحديث، تحت مزاعم فاسدة، وأقاويل باطلة.
كما يأتي نشر هذا العمل نظرًا لأهمية الموضوع والحاجة إليه؛ لتصويب الأخطاء، وتصحيح بعض الأحكام التي تتعلق بالمعتزلة بشكل عام، وموقفها من السُّنَّة بشكل خاص؛ ولا سيما مع تضارب الأقوال حول موقفها واعتماد حدثي العصر عليها، مع أن الأمر على خلاف ذلك؛ لما هو معلوم بوجود فوارق جمة بين الوجهة والمنهج والهدف والغاية عند كل منهما، واستجابة لتوجيهات فضيلة الإمام الأكبر الأستاذ الدكتور/ أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف-سلمه الله- بضرورة نشر الأعمال الجادة، والبحوث الرصينة التي تعمل على زيادة الوعي الفكري، وتصويب الأحكام نحو الفرق والمذاهب والأعلام، كما قدم لهذا العمل كلا من الأستاذ الدكتور أحمد معبد عبد الكريم، والأستاذ الدكتور حسن الشافعي أعضاء هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف.