شهدت أسعار حديد التسليح في الفترة الأخيرة إرتفاعًا ملحوظًا في الأسواق المصرية، بما في ذلك أسعار الخامات والمواد الأولية المستخدمة في إنتاج حديد التسليح، وتكاليف النقل والتوزيع، وتكاليف الإنتاج والتصنيع، وعوامل العرض والطلب في السوق المحلى المصري والعالمي.

زيادة 17 الف جنيه في شهر

رفعت عدة شركات حديد أول أمس الخميس، عاملة في السوق المصري، أسعار حديد التسليح مرة أخرى هذا الأسبوع، للمرة الخامسة منذ أواخر الشهر الماضي، لتشهد بذلك أسعار الحديد زيادات كل أسبوع تقريبا.

وأوضحت شركات الحديد في إخطار مرسل إلى التجار، أنه تقرر زيادة أسعار الحديد بنحو 1500 إلى 3 آلاف جنيه بداية من يوم الخميس 25 يناير.

وكانت قد أعلنت شركة حديد عز عن زيادة جديدة في سعر بيع حديد التسليح، لتكون المرة الرابعة التي ترفع فيها الشركة سعر بيع الحديد خلال يناير الحالي.

وأبلغت الشركة وكلاءها بزيادة سعر البيع تسليم أرض المصنع الجمعة، بقيمة 7 آلاف جنيه، ليكون سعر بيع الطن 55280 ألف جنيه شامل ضريبة القيمة المضافة 14٪.

وكانت الشركة أعلنت عن زيادة في أسعار بيع حديد التسليح في السوق المحلية الجمعة الماضية، حيث أبلغت الشركة الوكلاء في رسالة نصية عن زيادة سعر بيع حديد التسليح السبت 20 يناير 2024 ليصل سعر الطن إلى 48300 جنيه «أرض بيع المصنع» شاملا ضريبة القيمة المضافة.

وكانت المرة الأولى لزياة سعر البيع خلال 2024، من 38 ألف جنيه إلى 42 ألف جنيه، وكانت المرة الثانية في 14 يناير الحالي بزيادة 2500 جنيه ليصل سعر البيع 44500 جنيه للطن.

وعدلت حديد عز أكبر منتج للصلب في السوق المحلية سعر بيع حديد التسليح للمرة الثالثة ليصل إلى 48300 جنيه بزيادة تقدر بنحو 3800 جنيه، ليصل مجمل الزيادة في سعر طن الحديد خلال يناير الجاري أكثر من 17 ألف جنيه.

وتعتمد مصانع الحديد في التسعير على سعر الدولار في السوق الموازية والذي شهد ارتفاعات متتالية خلال الأيام الماضية.

وتأتي زيادة أسعار الحديد في مصر، في ظل ارتفاع غير مسبوق، في أسعار مدخلات الإنتاج عالميا.

قفزة جنونية في أسعار الحديد

في هذا الصدد قال الدكتور خالد الشافعي الخبير الاقتصادي ورئيس مركز العاصمة للدراسات الاقتصادية، إن هذه الزيادات و رفع الشركات اسعار الحديد بشكل متسارع ومتقارب يدل على عدم وجود رقابة حقيقية في الاسواق، وعدم وجود رقابة على كيفية عمل هذه الشركات داخل الدولة المصرية الى الان، مشيراً إلى وجود شركات تستغل المواطن المصري وتستغل الاقتصاد المصري لتحقيق ارباح على حساب الاقتصاد المصري.

وأضاف خلال تصريحات لـ"صدى البلد " أن الارتفاعات العشوائية التي تأتي اسبوعياً هو استغلال لحالة السوق المصري، وعدم وجود رقابة فعالة على الاسواق، فضلاً عن غياب الية لتحديد اسعار المنتجات ، وبالتالي الجميع يحاول استغلال الموقف على حساب الاقتصاد المصري وعلى حساب الدولة المصرية وعلى حساب المواطن المصري، مشيراً إلى أن هذه الارتفاعات غير المبررة تترك آثار سلبية على الوضع الاقتصادي ككل.

ويشار إلى أنه كان قد طالب المهندس عبد السلام خضراوي، عضو مجلس النواب، الحكومة بالتدخل لكبح جماح جنون أسعار الحديد بالسوق المحلي التي شهدت ارتفاعًا ملحوظًا بلغ ما يتراوح بين 1000 و3000 جنيه دفعة واحدة ليصل الطن إلى 42 ألف جنيه.

وتساءل "خضراوي" في طلب إحاطة قدمه للمستشار حنفي جبالي، رئيس مجلس النواب، لتوجيهه إلى الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، والمهندس أحمد سمير، وزير التجارة والصناعة: لماذا لا تتدخل الحكومة وتعتبر سلعة حديد التسليح من السلع الاستراتيجية لضبط أسعارها خاصة أن الصناع والتجار ألقوا بالمسئولية على بعضهما البعض، واعتبر كل منهما أن الطرف الآخر يستغل الأزمة ليعظم من أرباحه ويندرج تحت ذلك الاتجاه لتقليل المعروض من بعض المصانع ما يسهم في ارتفاع الأسعار.