صرخة استغاثة جاءت من زوجة أمام محكمة الأسرة بأكتوبر بعدما تقدمت بدعاوى قضائية ضد زوجها، بعد اعتدائه عليها بالضرب، وطردها من مسكن الزوجية هي وطفلاها، ورد الزوج على تلك الدعاوى بطلبها لـ بيت الطاعة.
[[system-code:ad:autoads]]اقرأ ايضًا :
وكشفت الزوجة أمام محكمة الأسرة خلال نظر دعويى نفقة زوجية وصغار قائلة: : "كان بيعاملنى أسوأ معاملة منذ أن تزوجنا، حاولت أن أتحمل أسلوبه بناء على نصيحة والدتى، وأغير منه إلا أنه لم يتغير، بل ازداد سوءا، ووجه لى شتائم واتهامات صعب أن تتحملها أي سيدة، لأنها تعد خدشا للعرض والحياء، وتركت مسكن الزوجية أكثر من مرة".
اقرأ ايضًا :
وأضافت "لم اتحمل أسلوبه غير اللائق معى، وتدخل والدى وأقاربى لحل المشكلات بيننا، إلا أنه كان يعتذر أمامهم، وبعد ذهابى معه لمنزلنا يتطاول عليا بالضرب، وهددنى بأننى لو أخبرت أحدًا من أفراد أسرتى بالمشاكل التي بيننا فلن ينفق علىَّ أو على طفليه، ونفذ تهديده عندما لجأت إلى والدىّ وأخبرتهما بأنه لم يتغير، حيث حضرا على الفور وعاتباه على أفعاله، وبعد ما غادرا، اعتدى علىَّ بالضرب وطردنى من مسكن الزوجية ليلا".
وأكدت قائلة : "توجهت إلى منزل والدى وغضب عندما علم ما فعله معى زوجى، ومكثت لديه شهرين دون أن يسأل عليا أو على طفليه، فقررت أتعامل معه بالقانون، وحررت ضده محضر تبديد منقولات زوجية، بعد أن منعنى من دخول الشقة عند التوجه بصحبة والدى لأخذ بعض المتعلقات الشخصية الخاصة بى وبطفلى، وأقمت دعويى نفقة زوجية وصغار، كما أقمت دعوى تمكين من مسكن الزوجية، دون التفكير في الطلاق، على أمل أن ينصلح حاله، لكننى فوجئت به يرسل لى إنذار طاعة على يد محضر، فأقمت دعوى الاعتراض على إنذار الطاعة".
وأوضحت أنها لم تجد سوى محكمة الأسرة باعتبارها ملاذها الأخير، وقررت المحكمة تأجيل الدعوى إلى الشهر المقبل، للتحري عن دخل الزوج قبل الفصل في إنذار الطاعة.
ويتساءل عدد من المواطنين عن كيفية رفع دعوى النشوز، وما هي الإجراءات التي يتم اتخاذها، ونوضح في هذا التقرير الخطوات المتبعة في رفع دعوى النشوز :
الخطوة الأولى: تتمثل فى اللجوء لمحاكم الأحوال الشخصية وتعبئة نموذج صحيفة الدعوى، ويمكن الحصول عليه عن طريق قسم صحائف الدعاوى فى المحكمة.
الخطوة الثانية: أخذ موعد عن طريق قسم الإحالات والمواعيد بالمحكمة.
الخطوة الثالثة: الحضور فى الموعد المحدد وتقديم الدعوى مكتوبة أو مشافهة، ويقوم القاضى بضبط حضور الزوج أو وكيله وحضور الزوجة المدعية ويذكر المعرف بها أو وكيلها.
الخطوة الرابعة: تسمع دعوى الزوج على زوجته بالنشوز ومطالبته إياها بلزوم بيت الزوجية.
الخطوة الخامسة: إذا ثبت أن نشوز الزوجة لا مبرر له حكم عليها بالرجوع إلى بيت الزوجية، وأنها إذا لم ترجع فتعد ناشزاً ساقطة الحقوق ولا تجبر على الرجوع بالقوة عملاً بالتعميم رقم 8/ت/105، وتطبيقاً لمنصوص المادة الخامسة والسبعين من نظام التنفيذ.
الخطو السادسة: إذا ذكرت الزوجة أسباباً لنشوزها فيسأل الزوج عنها، فإن أنكرها أو أمكن معالجتها فرفضت الزوجة الرجوع أو عجزت الزوجة عن إثباتها، فيتم العمل بقرار هيئة كبار العلماء في هذا الشأن.
الخطوة السابعة: لمن لم يقتنع بالحكم من الطرفين حق طلب رفعه لمحكمة الاستئناف لتدقيقه وفق التعليمات.
النشوز من الكوارث التي تهدد مصير ومستقبل الأسرة المصرية وتهددها بالانهيار، خاصة مع انتشار هذه الظاهرة بكثرة فى مجتمعنا، لجهل الكثير من الأزواج والزوجات بحقوق كل منهما على الآخر..
النشوز من الناحية الفقهية
النشوز الفقهى هو معصية الزوج فيما فرض الله عليها من طاعته، فكأن الزوجة تترفّع عن طاعة الزوج، وفسره ابن عباس وعطاء، بأنه معصية الزوج فيما يلزمها من طاعته، وعند الدردير: إذا خرجت عن طاعته، أو تركت حقوق الله، أو أغلقت الباب دونه، أو خانته فى نفسها أو ماله.
ويُعرف النشوز، من أمور كثيرة، لا سبيل إلى حصرها أو الإحاطة بها، أهمها: تغيّر طباع الزوجة عما كانت عليه قبلاً، جاء فى روح البيان: "هو أن يكون إذا دعاها أجابته بالتلبية، وإذا خاطبها أجابته بكلام جميل حسن، ثم صارت بعد ذلك، لا تجيب بالتلبية، ولا تكلمه بكلام جميل"، وكما لو أنها صارت تأتيه إلى فراشه مكرهة دون عذر، بعد أن كانت تأتى طائعة، أو كانت تستقبله هاشة واقفة، فلم تعد كذلك، أو أنها تخرج من المنزل بدون إذنه، وبلا ضرورة.
نشوز الزوج
نشوز الزوج، له صور كثيرة، فمن ذلك مثلاً: أن يكلمها بكلام غير لَيّنٍ، أو يهجرها في الفراش بدون حق، أو يقوم بظلمها، أو بمنعها حقاً من حقوقها، أو يبخل عليها بنفقتها أو كسوتها، أو يسيء إليها، بالإساءات التى سبق أن ذكرناها وتختلف أسباب النشوز من رجل إلى آخر، حسب تعليمه ودرجة ثقافته، وبيئته التى يعيش فيها.
النشوز قانوناَ
أما النشوز فى القانون فهو امتناع الزوجة عن متابعة زوجها رغم تحقق شروطه وصدور قرار قضائى بذلك، ولا يتحقق هذا النشوز إلا بعد صدور قرار باعتبارها ناشزا وصاحب الصلاحية فى اصدار هذا القرار هو رئيس التنفيذ الشرعى وليس القاضى الشرعى كما قد يتوهم البعض، ويترتب على النشوز القانونى حرمان الزوجة من نفقتها فقط اما نفقة الأولاد فلا يجوز أن تحرم منها لأى سبب من الاسباب، وتزول صفة النشوز عن المرأة وبالتالى آثاره عند رجوعها عن رأيها ومتابعتها له شريطة توافر شَرطى النشوز "قبض المهر المعجل وتوافر المسكن الشرعى".
إثبات النشوز
يتحقق النشوز بخروج الزوجة عن طاعة زوجها بهجرها لمنزل الزوجية الأمر الذى معه ينتفى شرط الاحتباس الذى هو أساس النفقة وتعتبر الزوجة ناشزا فى إحدى الحالتين:
-الفرض الأول: أن يوجه الزوج إنذار بالدخول في الطاعة لزوجته فلا تعترض عليه في المواعيد القانونية "30 يوما من تاريخ الانذار"، فإن انقضت تلك المدة دون الاعتراض تصبح الزوجة ناشزا ويحق للزوج إقامة دعوى لإثبات هذا النشوز .
-الفرض الثانى: وهى أن تعترض الزوجة على إنذار الدخول فى الطاعة ويقضى فيه برفض اعتراضها بحكم نهائى فى هذه الحالة أيضا يحق للزوج أقامة دعوى لأثبات نشوز الزوجة .
كيفية إثبات النشوز
يتم إثبات النشوز فى حقيقة الأمر بتوجيه إنذار رسمى على يد محضر للزوجة يخطر فيه الزوج زوجته بضرورة أن تكف الزوجة عن معصية النشوز وأن تدخل فى عصمة زوجها على أن يشترط فى هذا الانذار أن يتم توجيه للزوجة في المكان التي تقيم فيه ليتصل علمها به وأن يبين الزوج فى صدر الإنذار مسكن الطاعة الذى يرغب فى أن تدخل الزوجة فيه لعصمته، على أن ينتظر الزوج الميعاد القانونى للاعتراض على هذا الإنذار قبل تحريك دعوى أثبات النشوز.