يستمر العمل على قدم وساق في مفاعل الضبعة النووي السلمي الهادف لتوليد الطاقة، لتحقيق حلم مصر بدخول عصر التكنولوجيا النووية السلمية.
كشف الدكتور محمد شاكر، وزير الكهرباء والطاقة المتجددة، عن موعد دخول أول مفاعل نووي للخدمة في مصر.
قال وزير الكهرباء: "من المقرر أن يبدأ عمل أول المفاعلات النووية المصرية في أواخر عام 2028، على أن يدخل كل مفاعل الخدمة خلال 6 أشهر على التوالي".
مشروع الضبعة النووي
وأشار إلى أن العمل في منطقة الضبعة يسير بوتيرة سريعة، وبمعدلات تنفيذ في بعض الأحيان سابقة لأوانها، مشيرا إلى أن المحطة النووية ستسهم بنسبة 10% من قدرات شبكة الكهرباء المصرية وستمثل إضافة قوية لمصر.
أكد وزير الكهرباء الدكتور محمد شاكر أن مصر تنتقل إلى مرحلة جديدة عبر بناء المفاعلات النووية، تحت قيادة الرئيس عبدالفتاح السيسي.
وقال شاكر - في كلمته خلال مؤتمر صحفي عبر الفيديو كونفرانس، بمناسبة صب الخرسانة بقاعدة وحدة الكهرباء رقم (4) بمحطة الضبعة للطاقة النووية - "إن مصر تسابق الزمن للوصول إلى جميع الأهداف المرجوة والمنشودة بقيادة الرئيس السيسي"، مشيرا إلى أن خلال الشهور القادمة ستتم المشاركة في مختلف المشاريع الخاصة بمحطة الضبعة للصب الأول للخرسانة في المفاعلين الثالث والرابع.
ونوه بأن هذه الإنجازات تحققت في فترة قصيرة بفضل العمل المتسارع والشركاء والتنسيق العالي بين الشركة المنفذة والمشغلة "روس أتوم" وغيرهم من المشاركين، مضيفا أن "هذه الفاعلية ليست من باب الصدفة، إنما حدث يدل على إنجاز الرئيسين الروسي والمصري في تحقيق الهدف المنشود والعمل الدؤوب الذي استغرق وقتا طويلا".
وشارك الرئيس عبد الفتاح السيسي ونظيره الروسي بوتين في فعالية صب خرسانة المفاعل الرابع في محطة الضبعة النووية، الثلاثاء، حيث تحدثا عن أهمية هذا الحدث بالنسبة للعلاقات بين البلدين.
وأعرب الرئيس عبد الفتاح السيسي خلال كلمة بالفعالية عن خالص اعتزازه وتقديره لرئيس دولة روسيا الاتحادية على مشاركته الكريمة بالفعالية، مُشِيدًا بالعلاقات العميقة بين جمهورية مصر العربية ودولة روسيا الاتحادية والتي تمتد لتاريخ طويل من الإنجازات والإسهامات.
وأشاد بجهود فرق العمل والعاملين بكلًا من شركة "أتوم ستروى إكسبورت" المقاول العام الروسي للمشروع وهيئة المحطات النووية لتوليد الكهرباء التي تشرف على تنفيذ المشروع وذلك لما يبذلونه من جهد وتفاني وتحقيق معدلات غير مسبوقة في التنفيذ في إطار التعاون المشترك المثمر والبناء.
وخلال كلمته، أعرب فلاديمير بوتين رئيس دولة روسيا الاتحادية، عن خالص امتنانه للرئيس عبدالفتاح السيسي، مؤكدًا على اهتمامه الكبير بمشروع محطة الضبعة النووية وعلى مواصلة تقديم الدعم اللازم لإنجاز ذلك المشروع الذي سيساهم في تعزيز أمن الطاقة لجمهورية مصر العربية وسيزود المصريين بالكهرباء الرخيصة والصديقة للبيئة، فضلًا عن تعزيز الإمكانات العلمية والإنتاجية للبلاد وخلق فرص عمل إضافية.
وكانت قد وقعت مصر وروسيا في 19 نوفمبر 2015 اتفاق تعاون لإنشاء محطة للطاقة الكهرذرية بكلفة استثمارية بلغت 25 مليار دولار قدمتها روسيا قرضا حكوميا ميسّرا للقاهرة.
كما وقع الرئيسان عبد الفتاح السيسي، وفلاديمير بوتين في ديسمبر 2017 الاتفاقات النهائية لبناء محطة الضبعة خلال زيارة الرئيس الروسي للقاهرة.
من جانبه، قال علي عبد النبي خبير الطاقة النووية ونائب رئيس هيئة المحطات النووية السابق في مصر إن المشروع النووي المصري قد يشمل إنشاء 30 أو 40 أو 50 مفاعلا نوويا، لافتا إلى أنه يتم إنشاء 4 مفاعلات نووية روسية في الوقت الحالي بمحطة الضبعة قدرة كل مفاعل منها 1200 ميغاوات.
أضاف عبد النبي، أنه يمكن إنشاء 8 مفاعلات نووية في محطة الضبعة وقد يزيد العدد لأقصى سعى وهي 12 مفاعلا بالمحطة.
وشدد عبد النبي على رغبة مصر القديمة في الحصول على التكنولوجيا النووية والتي تعود لعهد الرئيس الأسبق جمال عبد الناصر والذي كان يريد توطين المعرفة النووية.
محطة الضبعة النووية
وستضم محطة الضبعة أربعة مفاعلات من الجيل "3+" العاملة بالماء المضغوط باستطاعة إجمالية 4800 ميغاواط بواقع 1200 ميغاواط لكل منها، ومن المقرر إطلاق المفاعل الأول عام 2028.
تعد محطة الضبعة أول محطة للطاقة النووية في مصر، وتقوم شركة «روساتوم» الروسية ببنائها في محافظة مطروح على شواطئ البحر الأبيض المتوسط على بعد حوالي 300 كيلومتر شمال غرب القاهرة.
يعتبر هذا أول مشروع كبير لروساتوم في إفريقيا، وبحلول عام 2028 ستقوم الشركة الحكومية الروسية ببناء أربع وحدات من المحطة لتوفر الوقود النووي طوال دورة حياة محطة الطاقة النووية البالغة 60 عامًا، فضلاً عن توفير خدمات التدريب والصيانة والإصلاح لمدة 10 سنوات بعد انتهاء المشروع.
ينص العقد أيضًا على إنشاء أول وحدة للتخزين الجاف للوقود النووي المستهلك بحلول عام 2028، وتتوقع مصر أن تصل محطة الطاقة النووية إلى طاقتها الكاملة بحلول عام 2030.
ويخدم امتلاك التكنولوجيا النووية السلمية مصر في إنتاج الكهرباء وتحلية مياه البحر، إضافة إلى قطاعات صناعية وزراعية عديدة. ويعتبر عامل الأمان والموثوقية لتصميم المفاعل النووي من أهم عوامل المفاضلة الرئيسية لاختيار نوع المفاعل والتكنولوجيا المستخدمة لبناء المحطة النووية في الضبعة الذي تنتمي التكنولوجيا المستخدمة إلى نوعية مفاعلات الجيل الثالث +.
مميزات مشروع المفاعلات النووية المصرية
- يتم إنشاء المفاعل النووى بمحطة الضبعة من الجيل الثالث «Vv-er1200»، يحتوى المفاعل من هذا الجيل على تصميم بسيط وموثوق به، ومقاومة لخطأ المشغل «العامل البشرى».
- تمتلك مصيدة قلب المفاعل أعلى معايير الأمان النووى، مثل مقاومة الزلازل والقدرة على الصمود فى مجابهة الأحمال الهيدروديناميكية والصدمات «الأحمال الديناميكية»، لضمان سلامة البيئة والأحياء مهما كانت سيناريوهات الحوادث النووية.
- لديه استخدام عالٍ من القدرة المركبة وخدمة الحياة الخاصة بها تصل إلى 80 سنة.
- لديه القدرة على الحماية من الحوادث، مثل سقوط طائرة ثقيلة على المفاعل تجعله لا يتأثر.
- يمتلك المفاعل النووى أيضًا قدرة على عدم التأثير على البيئة المحيطة به.
- يقوم مشروع المفاعلات النووية المصرية بحرق كمية كبيرة من الوقود، وإخراج كمية قليلة من النفايات المشعة.
-تتفق مواصفات المفاعل المصرى تتفق مع مفاعلات روسيا المتطورة مشروع المفاعل النووى 91 و92، حيث يتم استخدام الجيل الثالث فى المفاعلات النووية الجديدة.
- يتضمن هذه المفاعلات عدم التسرب الإشعاعى عن طريق الحواجز المتعددة، كما يوجد بها نظم السلامة السلبية والإيجابية، وامتلاك هيكل بسيط وسهل للإدارة وإزالة أخطاء الموظفين، وزيادة كفاءة استخدام الوقود، كما تحتوى هذه المفاعلات على نظام التحكم الآلى الحديث.
- تتكون محطة الضبعة النووية لتوليد الكهرباء من 4 مفاعلات سعة الوحدة الواحدة 1200 ميجاوات وستكون السعة الإجمالية للمفاعل 4800، وهو يتنمى إلى نوعية المفاعلات.
- ويتميز سور محطة المفاعلات النووية إن تم إنشاؤه بطريقة متقدمة ضد الصواريخ وتسرب الإشعاعات النووية.