الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

أول الأيام البيض من رجب.. أدركه بسنة نبوية عظيمة قبل الفجر

أول الأيام البيض
أول الأيام البيض من رجب

بدأ أول الأيام البيض من رجب، ويكثر معه البحث عن أعظم القربات والأعمال في هذا اليوم، حيث يعد أول الأيام البيض من رجب 2024، واحدًا من أفضل الأيام التي ينبغي للمسلم أن يدركها بطاعة خاصة في الثلث الأخير من الليل فهو وقت عظيم للإجابة، وفي هذا التقرير نرصد أهم السنن في أول الأيام البيض من رجب.

أول الأيام البيض من رجب

وفي أول الأيام البيض من رجب اعلم أن الصيام هو هدي نبوي عظيم، ويسبق الصيام سنة عظيمة عليك أن تعمل على إحيائها وهي السحور لقول النبي صلى الله عليه وسلم: «تَسَحَّرُوا فَإِنَّ فِي السَّحُورِ بَرَكَةً»، رواه البخاري، وجاء في أفضل وقت للسحور عن زيد بن ثابت رضي اللَّه عنه قال: تَسَحَّرْنَا مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثُمَّ قَامَ إِلَى الصَّلَاةِ قُلْتُ كَمْ كَانَ بَيْنَ الْأَذَانِ وَالسَّحُورِ قَالَ قَدْرُ خَمْسِينَ آيَةً رواه البخاري ومسلم.

وجاء في تفسير الحديث النبوي، أن النبي صلى الله عليه وسلم يرشد الأمة إلى أهمية تناول وجبة السحور قبل الصيام والسَّحُور- بالفتح- الطعام والشراب الذي يُتَسحَّرُ به، والسُّحُور - بالضم- المصدر والفعل نفسه، وذكر شراح الحديث أن أكثر الروايات جاءت بالفتح، وقيل: الصواب بالضم؛ لأنه بالفتح الطعام وعلى أية حال فكلا الضبطين صحيح، قال الداودي: وسمي سحورًا؛ لأنه قرب السحر، وكانوا يسمونه الغداء؛ لأنه بدل منه.

وقَالَ ابن التين: أنه سمي سحورًا لوقوعه في السحر؛ لأن السحر قبيل الصبح، وهو وقت السحور.

وقد أجمع العلماء على استحباب السحور وأنه ليس بواجب وعلى هذا فلو ترك أحد السحور وصام بدونه فلا شيء عليه لكن يكون قد فاته شيء كثير من أجر الاستنان بسنة النبي صلى الله عليه وسلم والحصول على البركة الواردة في حديث النبي صلى الله عليه وسلم.

ماذا تعني البركة في حديث السحور؟

وأما البركة التي في السحور فإنها عامة فتشمل البركة الدينية والدنيوية لذلك تعددت بركته لتشمل أمورًا كثيرة منها:

أنه يُقَوِّي على الصيام وينشط له وتحصل بسببه الرغبة في الازدياد من الصيام فإنه بتسحره يحصل على بعض الفيتامينات التي يحتاجها الجسم خاصة مع طول يوم الصيام وكثرة ساعاته، وكذلك يحصل الجسم على الماء الذي يحتاجه الجسم في وظائف مختلفة ولذلك فإن وجبة السحور تزود الجسم بالطاقة وتخفف الشعور بالتعب والإرهاق أثناء النهار، وتنشط الجهاز الهضمي، وتحافظ على مستوى السكر في الدم خلال الصيام، والسحور يحمي من أي مشاكل قد يسببها نقص الماء أو الطعام مثل الصداع والدوار والإمساك ومشاكل ضغط الدم والشعور بالإعياء، وغيرها من الفوائد الصحية.

أن تناول السحور يتضمن الاستيقاظ فإذا استيقظ في هذا الوقت المبارك من الليل الذي يستجيب الله تعالى فيه الدعاء ويقضي فيه الحاجات ويغفر فيه الذنوب والذلات فإنه يغتنم هذه الفرصة في ذكر الله والدعاء والاستغفار بل ربما توضأ وصلَّى ركعتين أو أكثر يقوم بهما الليل ثم يجلس بعد ذلك يستغفر الله تعالى حتى مطلع الفجر ليكون بذلك من أهل قول الله تعالى: {وَبِالْأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ} [الذاريات: 18].

ومن بركة السحور أنه امتثال لأمر النبي صلى الله عليه وسلم وتنفيذٌ لهديه وقد جاء الأمر في القرآن الكريم مؤكدًا ذلك فقال تعالى: {قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ} [آل عمران: 31].

ومن بركته أيضا أنه يميِّز شريعة المسلمين عن غيرهم فإن غير المسلمين لا يتسحرُّون وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم في ذلك: «فَصْلُ مَا بَيْنَ صِيَامِكُمْ وَصِيَامِ أَهْلِ الْكِتَابِ أَكْلَةُ السَّحَرِ» رواه مسلم، فقد كان الطعام والشراب والجماع حراماً على بني إسرائيل ليلة صيامهم بعد النوم، وكذا كان الحكم في بدء الإسلام، ثم أذن الله بهذه الأشياء ما لم يطلع الصبح.

كما أنه يعالج الآثار الناتجة عن الجوع مثل سوء الخلق وغيره، ومن بركته أنه يكون سببًا في تدارك نية الصوم لمن لم ينو الصيام قبل أن ينام.

فهذه إذن بركات متعددة لتناول السحور ولذلك فيستحب للمسلم أن يتسحر بأي شيء ولو ماء فقد أخرج الإمام أحمد من حديث أبي سعيد الخدري أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «السَّحُورُ أَكْلُهُ بَرَكَةٌ، فَلَا تَدَعُوهُ، وَلَوْ أَنْ يَجْرَعَ أَحَدُكُمْ جُرْعَةً مِنْ مَاءٍ، فَإِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى الْمُتَسَحِّرِينَ»، وعلى هذا فلو تناول شيئًا قليلًا من طعامٍ أو شراب فإنه بذلك ينال الثواب وأصاب السنة.

ويستحب تأخير السحور لقبيل الفجر وقد كان هذا من هدي النبي صلى الله عليه وسلم ففي حديث أبي ذرٍّ رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لَا تَزَالُ أُمَّتِي بِخَيْرٍ مَا عَجَّلُوا الْإِفْطَارَ، وَأَخَّرُوا السُّحُورَ» رواه أحمد.